متطوعون يملأون سلال الأغذية في فترة الميلاد في "مواسون مونتريال" (Moisson Montréal)، أكبر بنك للأغذية في جزيرة مونتريال

متطوعون يملأون سلال الأغذية في فترة الميلاد في "مواسون مونتريال" (Moisson Montréal)، أكبر بنك للأغذية في جزيرة مونتريال
Photo Credit: راديو كندا

من الصحافة الكندية: وقف تبذير المواد الغذائية

تناولت كاتبة العمود في صحيفة "لو دوفوار" جوزيه بوالو اليوم موضوع الاستفادة من المواد الغذائية الفائضة في مقال بعنوان "التفاهم الجيد". فرأت أن استعادة المواد الغذائية قبل أن تسلك طريق الإتلاف هو تحد رئيسي في البلدان الصناعية حيث ترمي متاجر المواد الغذائية كميات كبيرة من الأغذية الصالحة للاستهلاك.

وتضيف جوزيه بوالو في الصحيفة الصادرة بالفرنسية في مونتريال أن متاجر المواد الغذائية في مقاطعة كيبيك لوحدها ترمي 32 ألف طن من الأغذية كل شهر. وهذه فظاظة متناهية بنظر 350 ألف كيبيكي يترددون شهرياً على بنوك الغذاء في المقاطعة، تقول الكاتبة.

لكن اتفاقاً عُقد مؤخراً سيضع حداً لهذه الظاهرة. فقد نجح "مواسون مونتريال" (Moisson Montréal)، أكبر بنك للأغذية في جزيرة مونتريال، بتوقيع تفاهمات مع كافة الشبكات الرئيسية لمتاجر المواد الغذائية في مونتريال تتيح له الحصول على الفائض من المواد الغذائية لديها، وفي طليعتها اللحوم التي تُعتبر الغائب الأكبر في المواد الغذائية التي تقدمها بنوك الأغذية لمن يتردد عليها من السكان المعوزين.

وتضيف جوزيه بوالو أن نواة هذه التفاهمات كانت مشاريع ريادية أطلقت في الخريف الفائت، لاسيما في مجال استعادة اللحوم التي تشارف صلاحيتها على الانتهاء بالشكل السليم من قبل "مواسون مونتريال" بواسطة شاحنتها المبردة التي تنقلها إلى مستودعاتها. وهناك حالياً نحو من عشرين متجر مواد غذائية تخص الشبكات الرئيسية مثل "بروفيغو" (Provigo) و"لوبلاوز" (Loblaws) و"سوبيز" (Sobeys) و"إي جي آ" (IGA) و"مترو" (Metro) وسواها تزود "مواسون مونتريال" باللحوم.

مستودع بنك الأغذية في أوتاوا (أرشيف)
مستودع بنك الأغذية في أوتاوا (أرشيف) © راديو كندا

والهدف النهائي هو أن تشارك كافة فروع شبكات المواد الغذائية المشار إليها، أي نحواً من 200 متجر، بتزويد "مواسون مونتريال" بالأغذية. وسيكون عندئذ بوسع بنك الأغذية المذكور أن يستلم شهرياً أكثر من 100 طن من المواد الغذائية، من لحوم وخضار وفاكهة ومنتجات القمح والمأكولات المحضرة، وكلها بحالة سليمة، بدل أن تسلك طريق القمامة.

والجميل في هذه القصة هو أن المثابرة تغلبت على مخاوف التجارة، تقول جوزيه بوالو. فمنذ أربع سنوات على الأقل و"مواسون مونتريال" يحاول التوصل إلى تفاهمات دائمة كالتي وقعها مؤخراً. فإعطاء حياة ثانية للأغذية ليس من السمات الرئيسية للشبكات التجارية، والخوف من خلل في عملية تبريد اللحوم وما قد ينجم عنه من حالات تسمم كان حاضراً دوماً. لكن عالم الاستهلاك في حالة تغير والضمير الاجتماعي يأخذ مكانه فيه. وعندما تتحرك الأمور نحو الأفضل وجب التصفيق تقديراً والتمني بأن يمتد الإنجاز إلى كافة الأمكنة، ترى الكاتبة.

لكن لهذا النجاح وجه سيء، هو نحن، تقول جوزيه بوالو. نحن المستهلكين الذين أضحينا ننشد الكمال في صحوننا وننظر إلى تاريخ صلاحية الأغذية كما لو أنه حكم بالإعدام، فنرمي نصف المواد الغذائية التي نبتاعها. التوعية لا تزال في بدايتها، تختم كاتبة العمود في "لو دوفوار".

استمعوا
فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.