يتضح الموقف الدولي من الحرب الدائرة في العراق يوما عن يوم : إدانة شبه كاملة للدولة الإسلامية في العراق والشام ، تكثيف
الجهود لمساعدة اللاجئين والنازحين وبخاصة إلى كردستان العراق ، وعزم على مد الجيش العراقي ومقاتلي الأكراد بالسلاح لمواجهة تقدم مسلحي الدولة الإسلامية.
وإذا كانت المواقف شبه متفقة ومتطابقة فالسبل تختلف بين دولة وأخرى لمجموعة من الاعتبارات السياسية والعسكرية والمصلحية .
المدير المساعد والباحث في جامعة كيبيك في مونتريال جوليان توراي يستعرض ويحلل المواقف الدولية بدأ بالموقف الأوروبي المتردد وموقف فرنسا التي بادرت إلى تقديم الدعم الإنساني والعسكري متميزة عن سائر دول الاتحاد :
"الفوضى في اتخاذ القرارات في الاتحاد الأوروبي ليست مفاجئة بالضرورة والكل يعرف اختلاف الآراء بين الدول الأعضاء الثماني والعشرين ولكن قرار تسليح الأكراد يبدو حلا ملائما في الظروف الراهنة لسببين أساسيين : أولا الحاجة الملحة لإعادة توازن القوى بين البشمركا ومسلحي الدولة الإسلامية الذين يبدو أنهم حصلوا مؤخرا على المزيد من الأسلحة المتطورة . من هنا الحاجة إلى إعادة توازن القوى للتمكن من إعادة الاستقرار أو على الأقل إدارة الأوضاع . السبب الثاني المهم من وجهة نظر الغرب هو أن الأكراد يشكلون حليفا جديا ذا مصداقية يعرفونه جيدا منذ حوالي الربع قرن وهذه المصداقية تخولهم الحصول على مساعدات مهمة. " ويضيف:
" يعتبر الكثير من الغربيين وفي طليعتهم باراك أوباما أن كردستان العراق يشكل مثالا لما يمكن أن يكونه العراق في المستقبل أي منطقة مستقرة ومزدهرة اقتصاديا تمكنت من ضمان أمنها الذاتي وبالتالي قادرة على حماية الأقليات. لكن يبقى ضروريا أن تتمكن الحكومة العراقية من توحيد مختلف القوى ما يمكن الجيش العراقي من السيطرة بطريقة أفضل على الوضع الداخلي.
وعن الموقف الأميركي ومسألة إجلاء النازحين يعتبر الخبير جوليان توراي أن الأمر ليس سهلا فإجلاؤهم عن طريق البر يتطلب تدخلا عسكريا لحمايتهم ويضيف :
" باراك أوباما متحفظ تجاه هذه الخطوة إذ لا يريد أن يرى نفسه مضطرا للقيام بعملية عسكرية واسعة في الشرق الأوسط لكنه إزاء الوضع الإنساني لم يكن أمامه خيار من السماح بإنزال قوات برية في المنطقة مع كل ما يحمل هذا القرار من مخاطر واحتمال توسيع رقعة القتال .
يبقى أن ثمة تساؤلات عن هذه الغيرة الغربية الطارئة تجاه الوضع في العراق في وقت تشهد فيه المنطقة مجموعة صراعات ينأى الغرب بنفسه عن التدخل فيها.استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.