مجموعة مختارة من تعليقات الصحف الكنديّة الصادرة خلال الأسبوع تستمعون إليها مع مي ابوصعب وفادي الهاروني وبيار أحمراني.
صحيفة لابريس: العبرة من أزمة فيروس إيبولا:
تناولت الصحافية باسكال بروتون في تعليقها في صحيفة لابريس مسألة تفشي فيروس ايبولا في عدد من مناطق غرب افريقيا وأشارت إلى الاهتمام المتزايد باللقاح التجريبي منذ أن اعتبرت منظّمة الصحة العالميّة أن استخدامه لمعالجة الانسان أمر أخلاقي.
وأضافت الصحيفة تقول بأن الأولويّة حاليّا هي لوقف انتشار المرض القاتل.
ومنظّمة أطباء بلا حدود دقّت ناقوس الخطر قبل سنة عندما قالت إن فيروس إيبولا أصبح خارجا عن السيطرة.
وتحدّثت منظّمة الصحة العالميّة من جهتها الأسبوع الماضي عن حالة طوارئ صحيّة على المستوى العالمي.
وعلى أرض الواقع ، ما زالت الأموال والمعدّات والفرق الطبيّة غير كافية.
وتنقل لابريس عن رئيسة منظّمة أطبّاء بلا حدود جوان ليو قولها في حديث للصحيفة إن ثمّة قلقا يساور الكثيرين من احتمال التعرّض للمخاطر في حال التوجّه إلى مناطق انتشار المرض.
أهميّة التوعية لمكافحة الوباء:
وتعتبر الصحيفة أن مفتاح الحل لوقف انتشار المرض يكمن في التوعية وفي تأمين ظروف صحيّة سليمة وملائمة لدى التدخّل لمكافحته.
وتضيف أن الأنظار تتركّز منذ نحو أسبوع حول احتمال توسّع رقعة انتشار المرض إلى دول أخرى وحول العلاجات غير الموافق عليها لمكافحته.

هل للمخاوف من توسّع رقعة انتشار الوباء ما يبرّرها؟
ومعدّل الوفيات الناجمة عنه تجاوز 50 بالمئة. ولكنّ مخاطر انتشاره في دولة مثل كندا ما زالت ضئيلة حسب الصحيفة.
فالفيروس لا ينتقل بالسهولة التي تنتقل فيها الإنفلونزا.
وبروتوكول المراقبة يتيح تحديد أي مصاب بسرعة. والمستشفيات الكنديّة تمتلك القدرة على وضع المريض في الحجر والحال تلك.
التفاؤل بالعلاج التجريبي:
وأما العلاج التجريبي، فقد أثار بوادر الأمل منذ أن تحسّنت حالة عاملين إنسانيّين أميركيّين الصحيّة بعد تلقيهما علاجا تجريبيا.
وحدّة الأزمة التي راح ضحيّتها ألف شخص حتى اليوم دفعت بمنظّمة الصحّة العالميّة إلى القول إن استخدام العلاج التجريبي مقبول أخلاقيا.
لكنّ المنظّمة لم تجب على سؤال رئيسي: إلى من تعود أولويّة الإفادة منه؟
فالجرعات المتوفّرة محدودة للغاية. وإنتاج المزيد منها يتطلّب بعض الوقت.
أضف إلى ذلك أن مرض إيبولا أدّى إلى وفاة 2000 شخص على مدى 40 عاما، أي أقلّ بكثير من عدد ضحايا أوقعتها أمراض أخرى مثل الايدز او الملاريا.
والنتيجة هي أن الأبحاث حول علاج لفيروس إيبولا تتراجع ويتراجع تمويلها في غياب أزمة مستفحلة.
والعبرة ممّا يجري حاليّا هي أنه يتعيّن متابعة البحث وتطوير العلاجات واللقاحات حتى لو لم تكن هنالك أزمة ناجمة عن فيروس ايبولا تختم صحيفة لابريس.

وإلى "لو دوفوار" الصادرة بالفرنسية في مونتريال حيث تناولت كاتبة العمود جوزيه بوالو موضوع الاستفادة من المواد الغذائية الفائضة في مقال بعنوان "التفاهم الجيد". فرأت أن استعادة المواد الغذائية قبل أن تسلك طريق الإتلاف هو تحد رئيسي في البلدان الصناعية حيث ترمي متاجر المواد الغذائية كميات كبيرة من الأغذية الصالحة للاستهلاك.
وتضيف جوزيه بوالو أن متاجر المواد الغذائية في مقاطعة كيبيك لوحدها ترمي 32 ألف طن من الأغذية كل شهر. وهذه فظاظة متناهية بنظر 350 ألف كيبيكي يترددون شهرياً على بنوك الغذاء في المقاطعة، تقول الكاتبة.
لكن اتفاقاً عُقد مؤخراً سيضع حداً لهذه الظاهرة. فقد نجح "مواسون مونتريال" (Moisson Montréal)، أكبر بنك للأغذية في جزيرة مونتريال، بتوقيع تفاهمات مع كافة الشبكات الرئيسية لمتاجر المواد الغذائية في مونتريال تتيح له الحصول على الفائض من المواد الغذائية لديها، وفي طليعتها اللحوم التي تُعتبر الغائب الأكبر في المواد الغذائية التي تقدمها بنوك الأغذية لمن يتردد عليها من السكان المعوزين.
وتضيف جوزيه بوالو أن نواة هذه التفاهمات كانت مشاريع ريادية أطلقت في الخريف الفائت، لاسيما في مجال استعادة اللحوم التي تشارف صلاحيتها على الانتهاء بالشكل السليم من قبل "مواسون مونتريال" بواسطة شاحنتها المبردة التي تنقلها إلى مستودعاتها. وهناك حالياً نحو من عشرين متجر مواد غذائية تخص الشبكات الرئيسية مثل "بروفيغو" (Provigo) و"لوبلاوز" (Loblaws) و"سوبيز" (Sobeys) و"إي جي آ" (IGA) و"مترو" (Metro) وسواها تزود "مواسون مونتريال" باللحوم.
والهدف النهائي هو أن تشارك كافة فروع شبكات المواد الغذائية المشار إليها، أي نحواً من 200 متجر، بتزويد "مواسون مونتريال" بالأغذية. وسيكون عندئذ بوسع بنك الأغذية المذكور أن يستلم شهرياً أكثر من 100 طن من المواد الغذائية، من لحوم وخضار وفاكهة ومنتجات القمح والمأكولات المحضرة، وكلها بحالة سليمة، بدل أن تسلك طريق القمامة.
والجميل في هذه القصة هو أن المثابرة تغلبت على مخاوف التجارة، تقول جوزيه بوالو. فمنذ أربع سنوات على الأقل و"مواسون مونتريال" يحاول التوصل إلى تفاهمات دائمة كالتي وقعها مؤخراً. فإعطاء حياة ثانية للأغذية ليس من السمات الرئيسية للشبكات التجارية، والخوف من خلل في عملية تبريد اللحوم وما قد ينجم عنه من حالات تسمم كان حاضراً دوماً. لكن عالم الاستهلاك في حالة تغير والضمير الاجتماعي يأخذ مكانه فيه. وعندما تتحرك الأمور نحو الأفضل وجب التصفيق تقديراً والتمني بأن يمتد الإنجاز إلى كافة الأمكنة، ترى الكاتبة.
لكن لهذا النجاح وجه سيء، هو نحن، تقول جوزيه بوالو. نحن المستهلكين الذين أضحينا ننشد الكمال في صحوننا وننظر إلى تاريخ صلاحية الأغذية كما لو أنه حكم بالإعدام، فنرمي نصف المواد الغذائية التي نبتاعها. التوعية لا تزال في بدايتها، تختم كاتبة العمود في "لو دوفوار".
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.