جيمس رولي منسّق الامم المتحدة  لحرب غزّة  الأخيرة التي اوقعت 1930 قتيلا فلسطينيا و67 قتيلا إسرائيليا

جيمس رولي منسّق الامم المتحدة لحرب غزّة الأخيرة التي اوقعت 1930 قتيلا فلسطينيا و67 قتيلا إسرائيليا
Photo Credit: AFP/ GettyImages / ROBERTO SCHMIDT

من الصحافة الكنديّة: مراسلو الحرب والمعاناة النفسيّة

الغلوب اند ميل: مراسلو الحرب يخوضون معاركهم الخاصّة

 

تناولت صحيفة الغلوب اند ميل في تعليقها أوضاع مراسلي الحرب وأشارت إلى أن خمسة صحافيين لقوا مصرعهم هذه السنة في سوريا، فضلا عن أربعة منهم في اوكرانيا وثلاثة آخرين في غزة.

وفي دول كالصومال والعراق، يستمرّ قتل الصحافيين وخطفهم وترهيبهم.

والاحصاءات المقلقة تلك تندرج وسط معاناة اجتماعيّة أوسع، وتحتّم طرح السؤال حول التغطية الاعلاميّة للحروب والثورات والكوارث التي تثير مشاعر الصحافي الذي يتابعها بصورة مباشرة.

والإجابة عن السؤال تقتضي القول إن المعطيات حول التجارب على الأرض ليست كثيرة.

فبالرغم  من وجود الكثير من الكتب والمؤلّفات  حول الصدمة التي يعانيها قدامى المحاربين، وعناصر الإطفاء وضحايا الاغتصاب، إلا أن الامثلة قليلة جدا حول تجربة  مراسلي الحرب الذين يزاولون عملهم على الجبهات.

الحروب ومضاعفاتها على نفسيّة المراسلين:

وترى الغلوب اند ميل أسبابا معقّدة وراء ذلك، من بينها الاعتقاد السائد بأن المراقب محمي من العنف  على اعتبار أنه محايد.

هذا فضلا عن تصوير مراسل الحرب بأنه شجاع ما يعني بأنه يكبت مشاعره ولا يتأثّر بما يجري.

وقد روّجت الكثير من المنظّمات لثقافة الصمت بشأن الحالة النفسيّة التي يعانيها الرجال والنساء الذين ترسلهم إلى مناطق الصراع.

ولم يكن هنالك يوما  نقص في عدد الصحافيين الراغبين في تغطية اخبار مناطق القتال او صعوبة  في استبدال من ينسحب منها.

ومراسلو الحرب يدركون ذلك ويفضّلون التكتّم على معاناتهم بدل الحديث عنها.

منسّق الأمم المتحدة حول الصراع في كولومبيا فابريزيو هوشيلد يتحدّث إلى الصحافيين في 4 آب اغسطس 2014 بشأن الصراع المستمر منذ عقود بين الحكومة ومقاتلي الفارك ( القوات المسلّحة الثوريّة الكولومبيّة )
منسّق الأمم المتحدة حول الصراع في كولومبيا فابريزيو هوشيلد يتحدّث إلى الصحافيين في 4 آب اغسطس 2014 بشأن الصراع المستمر منذ عقود بين الحكومة ومقاتلي الفارك ( القوات المسلّحة الثوريّة الكولومبيّة ) © AFP/ gettyImages/LUIS ROBAYO

التكتّم على معاناة مراسلي الحرب لم يعد مقبولا:

وتتابع الغلوب اند ميل فتشير إلى ان احداث الحادي عشر من ايلول سبتمبر غيّرت المعادلة.

فقد افادت دراسة نشرتها عام 2002  مجلّة  American journal of Psychiatry  أن الصحافيين الذين كرّسوا حياتهم لتغطية أخبار الحروب يعانون من أعراض ما بعد الصدمة ومن حالات الاكتئاب الشديد أكثر من زملائهم الباقين.

ودفعت الدراسة بالعديد من المؤسّسات لتقديم خدمات مشورة سريّة لموظّفيها.

وأثبتت الدراسات أن مراسلي الحرب بالإجمال يتمتّعون بشيء من المرونة ولا يصابون بأعراض ما بعد الصدمة، رغم أن البعض منهم يشعر بالحزن والألم.

ومراسلو الحرب في الواقع الذين غطوا أخبار النزاعات لعقود طويلة يعرفون جيّدا المضاعفات التي تركتها هذه التغطية في نفوسهم.

وتنقل الغلوب اند ميل عن الصحافي  آلان ليتل من هيئة الإذاعة البريطانيّة  بي بي سي قوله لزملائه: " لا يتوهّمن أحد منكم أن بإمكانه أن يغطي حروب الآخرين مرارا وتكرارا دون أن يؤثّر ذلك فيه بطريقة او بأخرى".

أهميّة طرح موضوع المعاناة علنا:

وترى الصحيفة أن عدم التعاطي مع هذه المسألة يسيء إلى الصحافيين وإلى المؤسّسات التي يعملون لديها وإلى الجمهور.

فالإعلام الجيّد من الإعلامي الجيّد. ومتابعة الأخبار من وجهة نظر صحافي يعاني الحزن والألم قد يؤدّي إلى تشويه الخبر تقول الغلوب اند ميل.

وتختم فتنقل عن المراسل البريطاني جون سوين قوله خلال اجتياح العراق عام 2003 إن الصحافي هو آخر معاقل الحقيقة.

وآن الأوان لتعترف المؤسسات الإعلاميّة المتقاعسة أن بإمكان موظّفيها أن يصابوا بمعاناة من جرّاء ما شاهدوا واختبروا خلال عملهم الإعلامي.

 

استمعوا

 

فئة:غير مصنف
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.