تحت عنوان "لا قوات برية كندية على الأرض" نشرت ذي غلوب أند ميل مقالا للمؤرخ جي إل غرانتشتاين يقول فيه :
أعلنت الحكومة الكندية الأسبوع الماضي أنها تعتزم إرسال طائرتين حربيتين لنقل التموين للمقاتلين الأكراد لمواجهة تقدم مسلحي الدولة الإسلامية في العراق . كما أن هناك فرقاطة تابعة لسلاح البحرية الكندية متواجدة شرقي البحر المتوسط لمراقبة التحركات الروسية ضد أوكرانيا كما للقوات الجوية طائرة مقاتلة في رومانيا تحلق في أجواء المنطقة في إطار حلف شمال الأطلسي ، ولكن لا قوات برية على الأرض.
ومنذ أسبوعين أصدرت حركة الفيديرالية العالمية فرع كند تقريرا يحث كندا على المزيد من المشاركة في قوات حفظ السلام وأشارت إلى أن عدد الجنود الكنديين المشاركين في مهمات السلام يبلغ أربعة وثلاثين جنديا فقط ما يعني أيضا عدم وجود قوات برية على الأرض .
لماذا ؟ الأسباب تعود إلى رئيس الحكومة وحكومته . فعند انتخاب ستيفن هاربر رئيسا للحكومة للمرة الأولى عام 2006 كان من دعاة تعزيز القوات الكندية متعهدا بتسليحها أكثر لمواجهة الطالبان في أفغانستان . لكن تزايد عدد الضحايا دفع بالحكومة إلى التراجع عن تعهداتها . فإنفاق القوات المسلحة بات في أدنى مستوياته منذ الحرب العالمية الثانية ويبدو واضحا أن دعم تسليح الجيش ليس متوفرا.
ويعتقد المؤرخ غرانتشتاين أن الحكومة الحالية وبدون شك المقبلة لن ترسل جنودا إلى الخارج فقد بتنا نخاف وقوع ضحايا ومشهد وصول جثث الجنود في أكياس ليس مربحا على الصعيد الانتخابي .
لكن ذلك لا يعني تماما أن كندا لن ترسل أبدا جنودا إلى الخارج. إذ لدينا مصالح يجب حمايتها في حال تعرضها للخطر. ومن واجب الدولة حماية مواطنيها وحماية أراضيها في مواجهة أي اعتداء وعليها أيضا حماية الوحدة الكندية والاقتصاد والحلفاء الذين تربطنا بهم معاهدات . علينا العمل مع أصدقائنا لحماية الديموقراطية والحرية وتقدمهما وهي دروس تعلمناها من حروب القرن الماضي ومطلع القرن الحالي . فهل نحن مستعدون للقتال لحماية مصالحنا الوطنية ؟ طبعا علينا ذلك بكل ما لدينا من قوة .
ويتابع المؤرخ غرنتشتاين :
لدينا واجبات داخلية ودولية مطلوب من الجيش حمايتها نحن أيضا عضو في حلف شمال الأطلسي وفي حال أقدمت روسيا أو سواها على مهاجمة الحلف ، فعلينا واجب خلقي لرد الاعتداء .
نحن عضو في الأمم المتحدة وعلينا ، ضمن قدراتنا ، المشاركة في عمليات السلام الدولية .
بدون شك لن يقدم رئيس الحكومة هاربر على إرسال قوات كندية إلى الخارج قبل انتخابات العام المقبل بالرغم من لهجته العنيفة أحيانا .
ويختم المؤرخ جي إل غرانتشتاين مقاله المنشور في الغلوب أند ميل :
وهكذا لا قوات كندية برية حاليا ومستقبلا على الأرض ولعل الأفضل إرسال بوارج أو طائرات إلى المناطق المضطربة ما يقلص عدد الضحايا الكنديين على أن يبقى الجيش الكندي في الداخل يتدرب لمواجهة المستقبل غير المضمون.استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.