ينقل موقع راديو كندا (هيئة الإذاعة الكندية) عن أستاذ القانون الدستوري في جامعة لافال الكيبيكية، البروفسور باتريك تايون، قوله إن أمنية بلدية بلان سابلون (Blanc-Sablon) في مقاطعة كيبيك بالانفصال عن هذه المقاطعة والانضمام إلى مقاطعة نيوفاوندلاند ولابرادور قابلة للتحقيق لكن مسارها بالغ التعقيد. فباستطاعة البلدية أن تطالب بذلك، لكن هذا ليس كافياً كي تحصل على مبتغاها، إذ "على المقاطعات المعنية أن توافق على الطلب، وعلى الحكومة الفدرالية أن توافق عليه أيضاً"، يقول البروفسور تايون.
"حدود كل واحدة من المقاطعات الكندية مكفولة جزئياً من خلال الدستور الكندي، ومنذ عام 1982 لا يمكن تعديل حدود مقاطعة كيبيك دون موافقة الجمعية الوطنية (الجمعية التشريعية) في المقاطعة"، يضيف أستاذ القانون الدستوري.
وبلان سابلون هي جغرافياً أكثر بلديات مقاطعة كيبيك شرقاً، وتقع على الضفة الشمالية لخليج سان لوران المفتوح على المحيط الأطلسي، عند حدود هذه المقاطعة مع مقاطعة نيوفاوندلاند ولابرادور الواقعة في أقصى الشرق الكندي، ويقطنها نحو من 1200 نسمة. وهذه المدينة الصغيرة جزء من بلدية خليج سان لوران الإقليمية (municipalité régionale du Golfe-du-Saint-Laurent) البالغ عدد سكانها نحواً من 4500 نسمة ومساحتها 41,2 ألف كيلومتر مربع.
وقفزت بلان سابلون النائية المنسية إلى واجهة الأحداث مؤخراً مع إبداء عمدتها، أرمان جونكاس، الرغبة بأن تنضم مدينته الصغيرة إلى نيوفاوندلاند ولابرادور لأنها ملتصقة جغرافياً بهذه المقاطعة فيما هي معزولة عن سائر مقاطعة كيبيك.
"نفكر جدياً بممارسة ضغوط على الصعيدين الكندي والدولي من أجل الانضمام إلى مقاطعة نيوفاوندلاند ولابرادور بدل البقاء في مقاطعة كيبيك"، صرح جونكاس مؤخراً، مضيفاً أن كون مدن نيوفاوندلاند ولابرادور أقرب إلى بلان سابلون من مدن كيبيك يجعل سكان بلان سابلون يشعرون بأن انتماءهم لنيوفاوندلاند ولابرادور أقوى من انتمائهم لكيبيك. "عجلة اقتصادنا تدور مع دوران عجلة اقتصاد نيوفاوندلاند ولابرادور، وليس على وقع دوران عجلة اقتصاد كيبيك"، يشرح عمدة بلان سابلون.

ويرى العمدة جونكاس أن مصدر كافة مشكلات الانتماء هو أن ما من طريق برية تربط بلان سابلون وسائر بلديات الضفة الشمالية لخليج سان لوران بالمناطق الآهلة في مقاطعتهم، كيبيك. فالطريق غير مكتملة، ما يعني أن على سكان الضفة الشمالية اجتياز مسافات طويلة في مقاطعة نيوفاوندلاند ولابرادور قبل بلوغ سيت إيل (Sept-Îles)، أقرب المدن الكيبيكية الرئيسية إليهم، بعد أن يكونوا قد قطعوا مسافة إجمالية يمكن أن تصل إلى نحو من 1700 كيلومتر.
وهناك عامل اللغة أيضاً الذي يبعد بلان سابلون عن كيبيك، المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية. فنحو من 70% من سكان بلان سابلون ناطقون بالإنكليزية، اللغة الرسمية في نيوفاوندلاند ولابرادور.
لكن في الوقت الحاضر الباب في كيبيك مقفل بإحكام أمام أي مسعى لانتقال بلان سابلون إلى نيوفاوندلاند ولابرادور. "الأراضي الكيبيكية تبقى كما هي"، أجاب رئيس الحكومة الكيبيكية فيليب كويار أمس باقتضاب على سؤال طرح عليه حول هذا الموضوع على هامش مؤتمر صحافي.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.