نشرت صحيفة الغلوب اند ميل تعليقا كتبه ميشال كولومب رئيس وكالة الاستخبارات والأمن الكنديّة يتناول فيه قضيّة الكنديين الذين انضمّوا إلى التنظيمات المتشدّدة.
ويشير إلى حملات التعبئة التي يقوم بها تنظيم الدولة الاسلاميّة ودعواته للشباب في الغرب للتوجّه إلى الشرق الأوسط ومتابعة التدريب على الحرب المقدّسة.
ويشير إلى صورة مقزّزة نشرها التنظيم لطفل في السابعة من العمر يحمل رأسا مقطوعا لمقاتل خصم.
بروباغندا تنظيم الدولة الاسلاميّة:
ويضيف قائلا إن التنظيم يسعى على غرار كل حملات البروباغندا، لإعطاء صورة رومانسيّة عن عمليّة تحوّل الشباب إلى مقاتلين جهاديين.
ولحسن الحظّ ، يرى الكثيرون أن القتل والموت من أجل قضيّة ماهو بعيد كلّ البعد عن الرومانسيّة.
ووكالة الاستخبارات الكنديّة على تواصل مع الجاليات الثقافيّة يقول كاتب المقال ويؤكّد أن الخطاب المتشدّد القائل بأن الغرب في حرب مع الإسلام هو خطاب مرفوض من اغلبيّة المسلمين في كندا.
ولكنّ الايديولوجيات العنيفة تجد صدى لها في نفوس العديد من الشباب في اميركا الشماليّة واستراليا وبريطانيا وفي مجمل اوروبا والشرق الأوسط.
كنديون انضمّوا إلى تنظيمات إرهابيّة متشدّدة:
وهنالك نحو من مئة كندي غادروا كندا وتوجّهوا للانضمام إلى تنظيمات متشدّدة خارج البلاد.
ولقي البعض منهم حتفهم خلال المشاركة في عمليّات في الخارج من بينهم شابان من لندن في مقاطعة اونتاريو شاركا في الهجوم على منشأة الغاز في أين اميناس في الجزائر وآخرون سواهما من مدينة كالغاري لقوا حتفهم في سوريا والعراق.
ويرى كولومب أن الخطر الأكبر متمثّل في المتشدّدين الذين يعودون إلى البلاد.
ويتساءل عن عدد الذين عادوا وما إذا أصبحوا أكثر تشدّدا وعمّا إذا كانوا ينشطون لتعبئة شباب آخرين وإن كانوا سيستخدمون علاقاتهم في الخارج لإقامة شبكات في كندا لتسهيل تحرّك المقاتلين وتسهيل حركة نقل العتاد والمال من كندا وإلى الخارج.
ويضيف أن السؤال الأهم هو حول ما إذا كانوا سيستخدمون تجربتهم للقيام بأعمال عنف في كندا.

ويرى أنهم يطرحون مشكلة لكندا حتى إن لم يعودوا لأن تصدير الإرهاب يسيء إلى صورة البلد حتى لو كان عن غير قصد.
ويثني على قانون مكافحة الارهاب الصادر عام 2013 والبند المتعلّق بالسفر لأهداف إرهابيّة ويضيف أنه من الصعب كشف مخطّطات هؤلاء الأشخاص.
التعاون لمواجهة الارهاب:
ويتابع فيؤكّد أن طبيعة الإرهاب الدوليّة تحتّم التعاون الدولي لأنه يستحيل أن تعالج دولة او وكالة المشكلة بمفردها.
ويرى أن أفضل شريك للحكومة في مواجهة المشكلة هو الجمهور الكندي الذي تؤكّد وكالة الاستخبارات على أهميّة تعاونه معها.
ويضيف مشيرا إلى أنه تمّ توقيف العديد من الأشخاص في كندا خلال السنوات الأخيرة لعلاقتهم بالإرهاب ما يعني أن ما من أحد في مأمن من خطر وقوع عمليّات إرهابيّة.
ويختم ميشال كولومب رئيس وكالة الاستخبارات الكنديّة تعليقه في الغلوب اند ميل فيؤكّد أن الوكالة تعمل منذ 30 سنة على حماية مصالح الأمن الكندي أن سلامة الكنديين هي في اولويّاتها.
ودوما مع التطورات التي تحفل بها الساحة الدوليّة:
تناول الصحافي فرانسوا بروسو في تعليقه في صحيفة لودوفوار الأحداث الكثيرة التي حفلت بها الساحة العالميّة خلال فصل الصيف من العراق إلى سوريا مرورا بأوروبا.
النزعات الاستقلاليّة:
وأشار إلى الأحداث الأقل عنفا ، كالنزعة الاستقلاليّة في إقليم كاتالونيا التي تجتذب المزيد من التأييد كما يقول بروسو على ضوء ما عاينه خلال زيارة قام بها لبرشلونة خلال الصيف.
فالاستقلاليون هم أكثريّة تضمّ بورجوازيين ومؤيدين للرأسماليّة ومدافعين عن الاختلاف الوطني واللغوي فضلا عن يساريين لا سلطويين مستعدّين لتغيير الوضع القائم.
وأضاف مشيرا إلى النزعة نفسها في اسكتلاندا حيث المواطنون على موعد في الثامن عشر من الشهر المقبل مع الاستفتاء بشأن الانفصال عن المملكة المتحدة.
وثمّة مخاوف من التغيير ومن كلفة المغامرة الاستقلاليّة . وعامل اللغة مختلف عمّا هو عليه في كتالونيا لأن اسكتلندا فقدت لغتها الغاليّة.
والتأييد للاستقلال متوقف عند حدود 45 بالمئة.
مواضيع مطروحة على النقاش:
ويتابع فرانسوا بروسو تعليقه في لودوفوار فيشير إلى النقاشات العديدة التي جرت خلال الصيف ومنها ما يتعلّق بما يسمّيه الانتحار المحتمل لدولة، ونهاية الصهيونيّة اللبراليّة ، في بلد انزلق نحو كراهية الآخر وتحوّل اليوم نحو قتله في ردّ انتقامي عليه مع التأكيد أن هذا الآخر مسؤول مئة بالمئة عمّا يجري له.

أوضاع المسيحيين في العراق وسوريا:
وفي العراق وسوريا المجاورين، يتمّ قتل المسيحيين وطردهم على يد مجموعات فاشيّة تابعة للدولة الاسلاميّة ، ليس المسيحيون وحدهم ضحاياها كما يقول كاتب المقال.
وثمّة من يأمل بأن يحظى ضحايا العصر الحديث هؤلاء بقدر بسيط من التعاطف العالمي الذي يحظى به سكّان غزّة الذين تقصفهم إسرائيل.
وأبعد من الكونفدراليات والنظريات والصراعات المتمدّنة والعنيفة والهمجيّة، ما يلفت النظر هو تلكّؤ ما نسمّيه "المجتمع الدولي" والقوى العظمى والمنظّمات ،أمام هذه الحركات التكتونيّة التي ستغيّر العالم
على غرار الأمم المتحدة والناتو والاتحاد الاوروبي.
ويتساءل بروسو في ختام تعليقه في لودوفوار: هل نحافظ على وحدة اسبانيا والمملكة المتحدة إزاء التفكّك الأوروبي؟
هل نبقي العراق بأي ثمن كما هو عليه مع مجموعاته المتحاربة؟
وماذا عن حل الدولتين في إسرائيل وفلسطين؟
ينبغي أن نرى أبعد من ذلك دون دوغماتيّة ودون الافراط في التفاؤل يختم بروسو في صحيفة لودوفوار.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.