هل تراجع النفوذ الأميركي على الساحة الدوليّة ؟
سؤال يطرحه الكثيرون إزاء التطورات المتتالية التي يشهدها العالم في أكثر من منطقة والدور الذي تلعبه واشنطن فيها.
من الأزمة الاقتصاديّة العالميّة إلى الصراع في الشرق الأوسط مرورا بالتوتر في اوكرانيا وقيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بضمّ شبه جزيرة القرم إلى بلاده.
هذا فضلا عن ظهور قوى إقليميّة جديدة يتنامى امتدادها يوما بعد يوم.
الصحافي في راديو كندا ليو كاليندا تناول الموضوع في مقابلة أجراها مع توماس بيكرينغ مساعد وزير الخارجيّة الأميركي السابق والدبلوماسي المخضرم الذي عمل مع الديمقراطيين والجمهوريين منذ ستينات القرن الماضي كما يقول ليو كاليندا.
ويشير إلى أن بيكرينغ تولّى مناصب رفيعة فكان سفيرا لبلاده لدى الأمم المتحدة والهند وروسيا ونيجيريا واسرائيل والأردن والسلفادور.
وهو مرجع مهمّ في موضوع سياسة واشنطن الخارجيّة. وقد تقاعد بصورة رسميّة عام 2001 .
ورغم تجاوزه ثمانين عاما من العمر إلاّ أنه ما زال ناشطا كمستشار دولي مرموق ومستشار للخارجيّة الأميركيّة وللرئيس اوباما.
وهو إلى حدّ ما ذاكرة الخارجيّة الأميركيّة كما يقول ليو كاليندا.
الدبلوماسي الأميركي توماس بيكرينغ يقيّم الوضع:
ويقول بيكرينغ إن الالتزام العسكري في أفغانستان والعراق طبع سياسة واشنطن الخارجيّة وكان حسب قوله التزاما فاشلا لأنه لم يكن واضح الأهداف.
وهو يرى أيضا أن سياسة الجزرة والعصا التي كانت تنتهجها الولايات المتحدة خلال الحرب الباردة قد ولّى عهدها. نستمع إلى توماس بيكرينغ:
لقد أمضينا عشر سنوات في الشرق الأوسط ، في أفغانستان والعراق في حروب لم تعط النتائج المرجوّة.
و يقول ردّا على سؤال إن الولايات المتحدة لم تعد شرطيّ العالم ويتابع:
ما زالت تحتل المرتبة الأولى بين الشرطيين. ولكنّ الكثيرين لم تعد لهم ثقة كبيرة بها ويخشون في الوقت عينه القوّات الأميركيّة ولكن ليس لدرجة تجعلهم يغيّرون مواقفهم.
أهميّة التشاور مع الآخرين:
ويتابع بيكرينغ فيشير إلى أن الولايات المتحدة وصلت إلى مرحلة تحتّم عليها التشاور مع دول أخرى وأخذ مواقفها بعين الاعتبار بدل الاتكال فقط على المواقف الأميركيّة.
ويعطي مثال العراق مشيرا إلى ما يمكن أن تحقّقه واشنطن من خلال التشاور حتى ولو كان ذلك مع خصوم الأمس كإيران لمواجهة تنظيم الدولة الاسلاميّة.
سياسة الرئيس اوباما:
وحول موقف الرئيس اوباما مقارنة بموقف سلفيه الرئيسين بوش الأب والابن يقول الدبلوماسي الأميركي توماس بيكرينغ:
موقفه قد يكون أقل ّ عدوانيّة ربّما ولكنّه يؤيّد مواقف الرأي العام الأميركي بشأن نشر الجنود الأميركيين في الخارج.
وبإمكانه من جهة أخرى أن يكون أكثر عدوانيّة بالمعنى الدبلوماسي للكلمة بالنسبة لما يتعلّق بحلّ صراع الشرق الأوسط.

فليس لدى الولايات المتحدة حاليا أي طرح لحل الصراع وقد تخلّت كليّا عن فكرة التأثير على الإسرائيليين حول مسار المفاوضات كما يقول ويضيف:
لقد تخلّينا عن فكرة تقديم مساعدات أكبر للمعارضة السوريّة المعتدلة من أجل التوصل إلى حلّ دبلوماسي لهذه الحرب الصعبة.
ويعرب عن أسفه لخيار الرئيس اوباما بالانفتاح على آسيا على حساب الانفتاح على اوروبا وافريقيا.
ويرى أنه من الخطأ التركيز إما على آسيا او على اوروبا وافريقيا وأنه من الممكن التعاطي بحنكة أكبر مع هذا الموضوع.
وحول الأوضاع في اوكرانيا يتحدّث توماس بيكرينغ عن مكالمات هاتفيّة حاول الرئيس اوباما عبثا خلالها التأثير على نظيره الروسي فلاديمير بوتن.
ويضيف أن الرئيس الروسي معزول اليوم في محاولته السيطرة على الجزء الشرقي من أوكرانيا.
وموقفه تكتيكي وليس استراتيجيّا ولكنّه نجح في كسب التأييد الشعبي من خلال إثارة النزعة الوطنيّة.
ويؤكّد الدبلوماسي توماس بيكرينغ أن العالم يعيش اليوم أوضاعا صعبة ويختم حديثه بالقول:
أنا على يقين أن بمقدور المرأة في بلادنا وفي العالم أجمع أن تغيّر العالم بذكاء وبصورة أفضل من الرجال. وهي قادرة بفضل ذكائها على استخدام القوّة بلياقة أكيدة في اللعبة السياسيّة.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.