عضو الجمعية الوطنية في كيبيك عن الحزب الكيبيكي بيار كارل بيلادو متحدثاً اليوم إلى الصحافيين

عضو الجمعية الوطنية في كيبيك عن الحزب الكيبيكي بيار كارل بيلادو متحدثاً اليوم إلى الصحافيين
Photo Credit: راديو كندا

من الإعلام الكندي: “الحزب الكيبيكي عند تقاطع الطرق”

تناول الصحافي والمحلل السياسي ميشال س. أوجيه في مدونته على موقع راديو كندا الإلكتروني السباق على الزعامة داخل الحزب الكيبيكي، الداعي لاستقلال مقاطعة كيبيك عن الاتحادية الكندية والذي يشكل المعارضة الرسمية في الجمعية الوطنية (الجمعية التشريعية) في المقاطعة.

يقول أوجيه في مقاله بعنوان "الحزب الكيبيكي عند تقاطع الطرق" إن العجلة الزائدة أو الطموحات التي نراها في أوساط الحزب الكيبيكي تدل على أنه يريد زعيماً جديداً له مع حلول الذكرى السنوية الأولى لخسارته التاريخية في نيسان (ابريل) الفائت. وللتذكير، خسر الحزب الكيبيكي الانتخابات العامة التي دعا هو إليها في 7 نيسان (ابريل) الفائت، لينتقل من السلطة، وإن بحكومة أقلية، إلى المعارضة الرسمية بعد نيله 30 مقعداً فقط من أصل 125 مقعداً تتكون منها الجمعية الوطنية، في أسوأ نتيجة له منذ وصوله إلى السلطة في كيبيك بقيادة رينيه ليفيك عام 1976.

لكن ما من شيء يدعو لهذه العجلة، يرى الكاتب. فحكومة فيليب كويار الليبرالية هي حكومة أكثرية وموعد الانتخابات العامة في مقاطعة كيبيك هو تشرين الأول (أكتوبر) 2018. لكن السباق على الزعامة انطلق ويبدو أن نواب الحزب يقفون في غالبيتهم خلف زميلهم رجل الأعمال بيار كارل بيلادو، فيما يُشاع عن قيام تحالف بين الوزيرين السابقين سيلفان غودرو وفيرونيك هيفون من أجل قطع الطريق على بيلادو.

وخلف هذه الاصطفافات ترتسم بشكل بالغ الوضوح مواجهة أيديولوجية تأخذ شكل انقسام بين اليسار واليمين وتهدد بتمزيق الحزب الكيبيكي أكثر بكثير مما تفعله النقاشات الحادة في صفوفه حول البند الأول من برنامجه، وهو البند الذي ينص بأن الهدف الأول للحزب تحقيق استقلال كيبيك من خلال استفتاء عام.

وليس سراً على أحد أن بيلادو يريد تحقيق انعطافة إلى اليمين داخل الحزب الكيبيكي. فهو يرى أن العودة إلى السلطة تمر حتماً من خلال التوجه إلى الجمهور الحالي لحزب الائتلاف من أجل مستقبل كيبيك، اليميني، لإعادة ناخبي الأسر الشابة في ضواحي مدينتيْ مونتريال وكيبيك إلى حضن الحزب الكيبيكي مجدداً.

مؤسس الحزب الكيبيكي وزعيمه التاريخي الراحل رينيه ليفيك في المؤتمر التأسيسي للحزب عام 1968
مؤسس الحزب الكيبيكي وزعيمه التاريخي الراحل رينيه ليفيك في المؤتمر التأسيسي للحزب عام 1968 © راديو كندا

مخاطر الإنعطافة إلى اليمين

ويرى الصحافي والمحلل السياسي في راديو كندا ثلاثة مخاطر رئيسية تهدد الحزب الكيبيكي في حال إقدامه على هذه الانعطافة. فأولاً قد يجد الحزب نفسه محشوراً كثيراً في الزاوية اليمنى للمسرح السياسي الكيبيكي الذي يحتله حالياً الحزب الليبرالي الكيبيكي الحاكم وحزب الائتلاف من أجل مستقبل كيبيك بشكل لا يترك فسحة كبيرة لحزب ثالث يريد إغواء القطاع نفسه من الناخبين.

كما أن الحزب الكيبيكي قد يجد نفسه متنكراً لتاريخه، وهو الذي، منذ دخوله الجمعية الوطنية عام 1970، قدم في كل حملة انتخابية البرنامج الأكثر تقدمية بين الأحزاب القادرة على الوصول إلى السلطة في مقاطعة كيبيك. صحيح أن الحزب الكيبيكي كان دوماً ائتلافاً ضم في صفوفه أناساً من كافة الآفاق تجمعهم فكرة استقلال كيبيك، لكنه ومنذ مؤسسه رينيه ليفيك، قدم نفسه دوماً، كحزب أو حكومة، على أنه تقدمي، رغم وقوع خلافات، عميقة أحياناً، مع حلفائه، كالنقابات، يقول أوجيه.

وأخيراً سبق للحزب الكيبيكي أن سعى لجذب ناخبي حزب الائتلاف من أجل مستقبل كيبيك، كما حصل في الانتخابات الأخيرة، لكن الانعطافة كانت مفاجئة ومدهشة، والنتيجة كانت سيئة للغاية.

ويضيف المحلل السياسي في راديو كندا أن المواجهة بين اليسار واليمين التي يتحول إليها تدريجياً السباق على زعامة الحزب الكيبيكي تجري في أسوأ سياق، غالباً ما تصبح فيه الولاءات الشخصية أكثر أهمية من الأفكار. وفي نهاية السباق على الزعامة قد يجد أعضاء هذا الحزب أنفسهم ليس فقط مع قائد جديد بل مع حزب جديد كلياً، يختم ميشال س. أوجيه.

استمعوا
فئة:سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.