مقاتلات أميركية تقلع للإغارة على مواقع داعش في العراق

مقاتلات أميركية تقلع للإغارة على مواقع داعش في العراق
Photo Credit: أسوشيتيد بريس / حسن جمالي

نتدخل أو لا نتدخل ؟

 

"الكل يريد الذهاب إلى الجنة، لكن لا أحد يتمنى أن يموت" هذا المثل الفرنسي ينطبق على موقف الأسرة الدولية وتحديدا الدول الغربية في ما يتعلق بتنظيم الدولة الإسلامية : فالكل يريد القضاء عليه لكن لا أحد يتمنى حرق أصابعه في نيران الشرق الأوسط والغرق في وحوله. والتردد في التدخل العسكري ، بالرغم من التصريحات النارية والوعد والوعيد، مرده إلى مجموعة من الأسباب: فالتدخل الغربي في مناطق التوتر العالي أحرق أصابع الأميركيين في العراق وأفغانستان خاصة وقبلهما في الصومال ولبنان ولا أحد يرغب في تكرار التجربة. والتدخل العسكري للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا يعني أو يؤدي عمليا إلى دعم النظام الذي طالما اعتبره الغرب نظاما قمعيا، وبالتالي يثبت الرئيس السوري بشار الأسد في موقعه ويقضي على أحلام المعارضة بالديموقراطية. لكن للضرورة أحكامها ومنها مثلا اضطرار إيران للتحالف مع "الشيطان الأكبر" وحاجة الولايات المتحدة إلى الغطاء الإيراني.  ومنها أيضا حتمية التحالف أو أقله التنسيق مع النظام السوري حتى لا يتحول التدخل انتهاكا للسيادة وما يستدعي ذلك من ردود فعل محتملة بالرغم من حاجة الحكومة السورية الملحة لهذا التدخل ، وقد استدعت حصوله مطلع هذا الأسبوع وتغاضيها عن تحليق طائرات أميركية في الأجواء السورية لرصد مواقع داعش .

هذه الإشكالية عبر عنها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اليوم بالقول:

"إن التحالف الواسع أمر ضروري لكني أود أن تكون الأمور واضحة لا يمكن لبشار الأسد أن يكون شريكا في الحرب على الإرهاب فهو حليف الجهاديين الموضوعي، حليف التنظيم البربري".

والإشكالية نفسها مطروحة في الولايات المتحدة إن على صعيد الشعب وإن على صعيد مختلف مراكز القرار. يقول الصحافي الخبير في الشؤون الدولية فرانسوا بروسو في مداخلة مع هيئة الإذاعة الكندية:

"الجدل دائر في الولايات المتحدة بشأن التدخل ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وقد عاد مجددا الصراع الغربي القديم والاستعماري تاريخيا فخلال قرن أو قرنين كان السؤال دائما نتدخل أو لا نتدخل خدمة لأية مصالح، كيف متى وإلى جانب من ويجب ألا ننسى أن باراك أوبا انتخب عام 2008 تحت شعار الانسحاب من العراق وأفغانستان، وها هو اليوم يسمح بضربات عسكرية ضد داعش في العراق بعد أن تحول التنظيم إلى العدو رقم واحد للأميركيين والغربيين فهو عنفي منتشر على مساحات واسعة ويمتلك مئات ملايين الدولارات وأسلحة متطورة ومقاتلين لم يعودوا من العرب فقط إنما من رعايا دول أجنبية .

نتدخل أو لا نتدخل؟ السؤال مطروح بشدة والجواب عنه رهن بالتطورات.استمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.