في وقت تتوالى فيه مشاهد القتل والذبح التي تثير الاشمئزاز والغضب وتتحكم بطرق تفكير العالم ومشاعره ، تعكف مراكز الدراسات والبحوث الاجتماعية
والنفسانية على فهم هذه الظاهرة ، ظاهرة الذبح وتصويره وبثه عبر وسائل التواصل الاجتماعي وما ترمي إليه من أهداف سياسية وعسكرية، وما تؤدي من ردود فعل ، وكيف السبيل إلى وضع حد لهذا الإرهاب المتنامي.
وكما مراكز البحوث كذلك الصحافة الدولية سيما وأن الضحيتين كانا صحافيين : صحيفة لوموند طرحت السؤال على مجموعة من الاختصاصيين في شؤون الشرق الأوسط وكانت النتيجة أن الهدف مزدوج : فقتل أميركيين هو بمثابة انتقام من القصف الأميركي ومن المؤكد أن قتل صحافيين له وقع إعلامي أكبر من قتل مواطن عادي .
من جهتها اعتبرت النيويورك تايمز أن هذه المشاهد ستضاعف الضغط على الرئيس الأميركي للتدخل العسكري ضد تنظيم الدولة الإسلامية داخل الأراضي السورية بينما نشرت النيويورك بوست صورة مأخوذة من شريط نحر الصحافي الأميركي وعنونت : لن يتوقف هذا ما لم نقم نحن بإيقافه.
ونحن تعني بدون شك الولايات المتحدة ولكن أيضا الأسرة الدولية التي سيطالها هذا الإرهاب آجلا أم عاجلا ما لم تعمد لوضع حد له بمختلف السبل بما فيها ربما التدخل العسكري.
يعلق الصحافي فرانسوا بروسو في مداخلة عبر هيئة الإذاعة الكندية:
"أمام مشهد الموت هذا ، الموت على وقع مناداة الله ، ما يدفع إلى التقيؤ ، وأمام مشهد ضحية تجد نفسها مرغمة على ترديد بروباغندا القتلة بإعلان أن الخطأ يقع على الأميركيين، قبل أن يقطع رأسه، ليس واردا أن تخضع الولايات المتحدة للابتزاز وتعلن وقف الغارات على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية هذا لن يحصل وها هي الولايات المتحدة تواصل الغارات ضد التنظيم ولكن في العراق وليس في سوريا حيث تتم عمليات النحر ويتمتع المسلحون بحرية تحرك أكبر خاصة في الرقة حيث يقيمون دولتهم وتنظم الشرطة الأخلاقية حياة الناس ويرغم الأطفال على مشاهدة عمليات الذبح والصلب".
وعن احتمال التدخل العسكري الأميركي الغربي ضد الجهاديين الإسلاميين في سوريا يقول فرانسوا بروسو إن الولايات المتحدة أعلنت عن إرسال ثلاثمئة وخمسين خبيرا جديدا ولكن إلى العراق لحماية المنطقة الخضراء حيث توجد أكبر سفارة أميركية في العالم ويضيف:
"ترتفع أصوات في الولايات المتحدة لمطالبتها بتوسيع التدخل ليشمل سوريا من حيث تصلنا هذه الصور ما يجعل مصير الرهائن أكثر مأساوية وهم ينتظرون ساعة إعدامهم". والضحية المقبلة ستكون على ما يبدو بريطانيا وهو عامل إنساني يساعد اللاجئين السوريين وسيدفع ثمن حسه الإنساني في وقت ما زال فيه باراك أوباما يبحث عن استراتيجية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية وسواه من المنظمات الإرهابية".استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.