وصل الكاوبوي (راعي البقر) الكندي البرازيلي الأصل فيليبي ماسيتي ليْتي إلى مسقط رأسه إسبيريتو سانتو دو بينال في ولاية ساو باولو البرازيلية الأسبوع الماضي بعد رحلة على ظهر الخيل بدأها من كالغاري في غرب كندا قبل سنتيْن ونيف واجتاز خلالها 16 ألف كيلومتر في عشر دول.
يبلغ ماسيتي من العمر سبعة وعشرين عاماً. هاجر إلى كندا مع أهله عندما كان يافعاً، وحصل على شهادة في الصحافة من جامعة رايرسون في تورونتو. وفي تموز (يوليو) 2012 انطلق من مقاطعة ألبرتا في رحلة إلى الوطن الأم.
كانت الانطلاقة من مهرجان "ستامبيد" الشهير في كالغاري (Calgary Stampede) الذي يحيي سنوياً تقاليد ركوب الخيل وسائر تراث رعاة البقر.
غادر ماسيتي كبرى مدن ألبرتا برفقة حصانيه، بروزر وفرنشي. وانضم إلى الفريق حصان ثالث، ديود، في ولاية نيومكسيكو الأميركية.
"بكيتُ ثلاثة أيام فيما كانت الرحلة تلامس بهدوء نهايتها"، يقول ماسيتي، "وعندما دخلتُ حلبة الروديو وهي تعج برعاة وراعيات البقر القادمين من كافة أنحاء البرازيل، شعرت بالأدرينالين يسري في عروقي أكثر مما شعرتُ به طيلة حياتي"، يضيف الكاوبوي الكندي البرازيلي، "وملأت الدموع عينيّ فيما وقف الآلاف يصفقون لي"، يقول ماسيتي لوكالة الصحافة الكندية.
وكان بين مستقبلي ماسيتي أهله الذين عادوا إلى البرازيل قبل تسع سنوات ويقيمون في ساو باولو.
لفت الانتباه لحرب المخدرات
ويقول ماسيتي إن الهدف الرئيسي من رحلته هو لفت الانتباه لحرب المخدرات الدائرة في أميركا اللاتينية، مضيفاً أن 80% من تلك المخدرات ينتهي بها الحال في شوارع الولايات المتحدة، وأن أرواحاً بريئة كثيرة تزهق جراء ذلك.
"رأيتُ ووثقتُ واقع الأميركات، لقد عشته"، يقول ماسيتي. "في غواتيمالا رأيتُ شخصين مقتوليْن بالرصاص ومطروحيْن أرضاً، وفي هندوراس نمت ثلاثة أيام في منزل أحد بارونات المخدرات، وفي تيغوسيغالبا رأيتُ رجلاً يطلق خمسة عيارات نارية على زوجته في محاولة لقتلها"، يروي ماسيتي.
ورؤية ذاك الرجل محاولاً قتل زوجته في عاصمة هندوراس لا تزال تنتاب ماسيتي. "صرخاتها وهي تطلب النجدة فيما صوت الرصاص يسكتها لن تبارحني. شعرتُ بأن لا حول لي ولا قوة. أردتُ القيام بشيء ما، لكنّ قدميّ ظلتا ملتصقتين بالأرض"، يقول ماسيتي.
كتاب وشريط وثائقي عن الرحلة
وقام الكندي البرازيلي، خريج رايرسون، بتوثيق يومياته. ويعد بإصدار كتاب وشريط وثائقي العام المقبل عن هذه الرحلة.
أما رفاق الدرب، بروزر وفرنشي وديود، فهي بخير، وساهمت رحلة العامين ونيف في تقوية عضلاتها بشكل لافت وتهدئة أطباعها.
ويضيف ماسيتي أن فكرة السفر إلى البرازيل على ظهر الخيل جاءته من الكاتب السويسري الأرجنتيني الراحل إيميه فيليكس تشيفيلي. وتشيفيلي كان معلم مدرسة في الأرجنتين، وتعلم الكثير عن الخيل من أصدقائه العاملين في تربية المواشي، وانطلق عام 1925 وهو في سن الثلاثين في رحلة انفرادية على ظهر الخيل من بوينس آيرس إلى نيويورك اجتاز خلالها، هو الآخر، 16 ألف كيلومتر. وكتب سيرة رحلته في كتاب أصدره عام 1933 بعنوان "رحلة تشيفيلي" وحقق رواجاً باهراً.
"حققتُ حلم حياتي، وهذا لا يُقدر بثمن"، يختم ماسيتي.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.