الإعلان عن تشكيل تحالف دولي بقيادة أميركية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية وعزم الرئيس الأميركي باراك أوباما على عرض تفاصيل التدخل يوم الأربعاء المقبل في كلمة إلى الشعب الأميركي والكونغرس ، أثار ردود فعل إيجابية في أوساط الحكومات والدول التي تعاني من وطأة التنظيم وتخشى تمدده وهيمنته بعد احتلاله عدة مدن وبلدات في العراق وسوريا واكتسابه قاعدة شعبية من المتضررين من بعض النظم المذهبية القائمة.
بالمقابل قلل بعض الخبراء من أهمية التحالف المقترح وقدرته على كبح جماح التنظيم لكونه غير مستعد لحرب برية قادرة وحدها على إضعاف التنظيم أو القضاء عليه.
حول الدعوة التي وجهها أمين عام الجامعة العربية لكافة الدول الأعضاء لمعارضة تصرفات التنظيم والإعلان عن تشكيل هذا التحالف يقول الصحافي في فرانس 24 وسام ناصر في حديث مع هيئة الإذاعة الكندية:
" أعتقد أن التحالف بحد ذاته جدي بمعنى أن الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين وربما الكنديين الذين أرسلوا خبراء ، مستعدون للتحرك ولكن هل الدول العربية مستعدة لإرسال جنود للحرب الميدانية ؟ ذلك أن القصف الجوي غير كاف والدول الغربية لا تريد خوض حرب برية . فالأردن الذي يمتلك جيشا يعتبر من أفضل الجيوش العربية تدريبا أعلن عدم مشاركته في التحالف ويبدو أن الأتراك أيضا غير مستعدين أما البشمركا التي تم الحديث عنها كثيرا خلال احتلال الموصل فقد شاهدنا أنها عندما تريد أن تحارب فهي تحارب في مناطقها لضمان مصالح الأكراد فقط. إذاً أية دولة عربية مستعدة لإرسال قوات برية ؟
لا أعرف لكن عدم خوض حرب برية ضد التنظيم يطيل أمد الحرب طويلا جدا.
ويتابع الصحافي وسام ناصر : ثمة أمر يجب عدم تجاهله فنحن هنا في الغرب نفكر بطريقة علمية ومنطقية وننطلق من دروس التاريخ لكن الأمر مختلف هناك ويضيف:
"يجب ألا ننسى أن الدولة الإسلامية بصفتها منظمة إرهابية تعيش في منطق نهاية العالم بمعنى أنه بالنسبة لهم فإن اجتذاب الأميركيين إلى حرب جديدة في العراق يشكل هدفا بالنسبة لهم ، وتشكيل تحالف غير متجانس بين خصوم الأمس بين الإيرانيين والأميركيين والروس والدول الخليجية وبشار الأسد في سوريا هو أيضا تحقيق هدف بالنسبة لهم فيجب أن نفهم مثلا أنهم مستعدون بالتضحية بمئتي مقاتل لاحتلال بلدة صغيرة شمال سوريا هي دابق لمجرد ذكرها في الحديث ولكونها الموقع حيث انتصر العثمانيون على المماليك. من هنا ثمة بعد يحركهم ويجتذب الكثير من المقاتلين الأجانب لإيمانهم الشديد بأن في هذه المنطقة بين العراق وسوريا ستجري المعركة الحاسمة بين جيوش المسلمين والجيوش الغربية كمقدمة لنهاية العالم . وهذا البعد قلما يفهمه معظم الخبراء ويفهمون أهميته بالنسبة للدولة الإسلامية والأمر ليس مجرد شعر إنما جزء من منطقهم وهو محرك يجتذب الكثير من المقاتلين من مختلف أنحاء العالم إلى سوريا والعراق ولذلك لم تجتذب حروب جهادية في أفغانستان ومالي واليمن هذا العدد من المقاتلين الأجانب. يختم الصحافي وسام ناصر حديثه إلى هيئة الإذاعة الكندية.استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.