تناول الصحافي الاقتصادي جيرالد فيليون في مدونته على موقع راديو كندا (هيئة الإذاعة الكندية) موضوع الوحدة النقدية في مقال بعنوان "العملة واسكتلندا وكيبيك". ويقدم فيليون برنامجاً اقتصادياً يومياً من المحطة الإخبارية التابعة لتلفزيون راديو كندا في مونتريال.
يقول فيليون إن حاكم مصرف إنجلترا المركزي، مارك كارني، يكرر بأنه لا يريد وحدة نقدية مع اسكتلندا مستقلة. فالوحدة النقدية لن تنجح مع اسكتلندا في حال استقلت عن المملكة المتحدة بنتيجة الاستفتاء المقرر إجراؤه في الثامن عشر من الشهر الجاري، برأي الكندي مارك كارني، الحاكم السابق لمصرف كندا المركزي. وحدة من هذا النوع تتناقض مع سيادة اسكتلندا، حسب كارني. فهذا المشروع يتطلب برأيه اتفاق تبادل حر واتحاداً مصرفياً وشبكة ضريبية متينة، يقول فيليون.
ويذهب كارني أبعد من ذلك داعياً المطالبين بوحدة نقدية بين اسكتلندا، في حال استقلالها، وسائر المملكة المتحدة للنظر إلى ما يحدث في منطقة اليورو كي يلاحظوا كم هو صعب مشروع وحدة نقدية.
مارك كارني، كما هو واضح، لا يؤيد استقلال اسكتلندا ولا يعتقد أن باستطاعة دولة مستقلة جديدة اسمها اسكتلندا استخدام الجنيه الاسترليني بسهولة، يقول فيليون. قد نتخيل أن اسكتلندا مستقلة لها الحق باستخدام الجنيه الاسترليني، ولكن بأي ثمن إذا لم تكن تملك سلطات نقدية؟
ويعطي كارني موقفه في مشهد سياسي يزداد حدة مع ارتفاع شعبية دعاة استقلال اسكتلندا في استطلاعات الرأي، إذ يظهر أحدها، وقد أجري قبل أيام، تفوق هؤلاء بنقطتيْن مئويتيْن على مناصري بقائها ضمن المملكة المتحدة.

وبعيداً عن إدنبرة ولندن، وبعيداً أيضاً عن استفتاء عام جديد حول استقلال مقاطعة كيبيك عن كندا، كتب الاقتصادي سيرج كولومب، البروفسور في جامعة أوتاوا، مقالاً أبدى فيه موافقته على إصدار دولار كيبيكي في حال استقلت المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية عن سائر الاتحادية الكندية، يقول فيليون. وكولومب أيضاً، وفي سياق مختلف تماماً، هو من الرأي القائل بأن تجربة منطقة اليورو يجب أن تشكل مادة للتأمل للذين يؤمنون باستقلال كيبيك.
ويقول سيرج كولومب في مقاله المنشور في كتاب "كيبيك الاقتصادي 2013 - 2014" (Le Québec économique 2013 – 2014) إن التجربة الأوروبية الحديثة العهد تميل لإظهار أن "الدول التي تركت لطرف ثالث سلطة إصدار عملتها فقدت كثيراً على صعيد الاستقرار الاقتصادي".
ويتابع فيليون نقلاً عن كولومب قوله إنه منذ أن نشرت عام 1978 دراسة للاقتصادي بيرنار فورتان، البروفسور في جامعة لافال، حول استخدام الدولار الكندي في كيبيك مستقلة، حدث أمران هامان: منطقة اليورو والازدهار النفطي في غرب كندا. فالدولار الكندي هو اليوم شديد الارتباط بمسار أسعار النفط. وارتفاع سعر الذهب الأسود أسفر عن ارتفاع في سعر الدولار الكندي، ما ألحق ضرراً كبيراً بالصادرات الكيبيكية.
ويرى كولومب أن كيبيك تلحق الأذى بنفسها إذا ما واصلت استخدام الدولار الكندي في حال استقلت عن كندا. ففي هذه الحال تكون قد فقدت المنافع المتأتية من توزيع عائدات الموارد الطبيعية عن طريق آليات الفدرالية الضريبية، لكنها تكون قد احتفظت بعملة نفطية.
ويرى فيليون أن رأي كولومب مثير للاهتمام، وذلك بغض النظر عن كافة المواقف السياسية، مضيفاً أنه يلاقي رأي كارني في النهاية، حتى وإن لم يكن مدفوعاً بالنوايا نفسها.
ويختم جيرالد فيليون بالقول متسائلاً إنه لا اسكتلندا ولا كيبيك في ظل حكومة الحزب الكيبيكي الاستقلالي قبل الانتخابات العامة الأخيرة في نيسان (ابريل) الماضي فكرا بإصدار عملة جديدة، فهل درسا المسألة جيداً؟
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.