ويشغل فرنسوا كريبو منذ ثلاث سنوات مركز المقرر الخاص للأمم المتحدة حول حقوق المهاجرين.
حول حقوق المهاجرين واللاجئين التي غالبا ما تتغاضى عنها الدول المضيفة لهم يقول فرنسوا كريبو في مقابلة مع هيئة الإذاعة الكندية:
لهم نفس الحقوق الأساسية التي للجميع أي الحقوق التي لنا جميعا في ما عدا حقين وهما حق التصويت والترشيح للانتخابات بالإضافة لحق البقاء في بلد الضيافة في حال لم تتوضح حالتهم. واعتبر فرنسوا كريبو أن بقية الحقوق فهي للجميع بدون استثناء لكل فرد وللجميع.
للجميع الحق في الصحة، الحق في التعليم، الحق بعدم الخضوع للتعذيب، الحق في محاكمة عادلة ومنصفة وأخيرا الحق في المساواة.
غير أن في عقلية بعض الأشخاص وبشكل عفوي المهاجرون لا يتمتعون بنفس الحقوق، وحتى أن البعض يعتقد بأنه في حال رغب المهاجرون بالمطالبة بحقوق فما عليهم سوى العودة من حيث أتوا.
وتابع فرنسوا كريبو بالقول إن المهاجرين يوجدون في وضع هش وضعيف فهم لا يتمتعون بصوت سياسي، لا أحد يقف إلى جانبهم ولا أحد يدافع عنهم، وهم لا يتحركون ولا يحتجون خوفا من أن تكشف هويتهم فيتم توقيفهم واعتقالهم وترحيلهم وهذا هو الخوف الرئيسي للمهاجر وبشكل خاص المهاجر غير الشرعي.
وعن سؤال عن شروط اعتقال المهاجرين وهل هي تحترم القواعد القانونية والأخلاقية فاعتبر أن قواعد الاعتقال التي تطبق بحق المهاجرين ليست محددة بوضوح على عكس قواعد الاعتقال الجنائية العامة التي تقضي باحترام الأصول الدولية والأطر القانونية الوطنية.
إن اعتقال المهاجرين يبقى دائما اعتقالا إداريا وليس قانونيا وهو يقول بهذا الخصوص:
شاهدت بأم العين شروط اعتقال فظيعة ومرعبة في بلدان مختلفة، في أمكنة غير مناسبة مطلقا لاعتقال أشخاص، في مستوعبات، في طوابق تحت الأرض تابعة لمفوضيات للشرطة، والمعتقلون فيها مكدسون فوق بعضهم البعض، كما شاهدت مستودعات بدون أثاث يعتقل فيها أشخاص.
وعن سؤال عن معاملة أولاد المهاجرين الذين لا تتوفر لهم أوراق ثبوتية وهم في وضع غير قانوني وهل يمكنهم التسجيل في المدرسة أجاب:
حاليا في مونتريال لتسجيل الأولاد في المدرسة يطلبون أوراق الهجرة أو مستندات مواطنية الأهل وذا يعني بالنسبة لي ممارسة تمييزية بحق الأولاد أي تمييز بين هؤلاء وأولئك. وأنا أعتقد تابع فرنسوا كريبو بأن للولد الحق بالتعليم. كافة النصوص والمعاهدات الدولية والتي صادقت عليها كندا تنص على ذلك وتكفله.
إن الولد ليس مسؤولا عن الوضع الإداري لوالديه لذا لم نمنعه من الذهاب للمدرسة.
وتجدر الإشارة إلى أنه في تورنتو يذهب جميع الأولاد للمدرسة وهناك لا يسألون عن وضع الهجرة بالنسبة للأهل وهو ممنوع على المدارس طرح مثل هذا السؤال لقبول الأولاد فيها.
وعن كلفة الإجراءات الباهظة التي تتكبدها الدول ضد الهجرة وكانت تنفع في تنشيط الاقتصاد يقول فرنسوا كريبو:
كلفة الإجراءات ضد الهجرة حول العالم غير معقولة وباهظة ونتساءل كم من المبالغ ننفق على هذا الشأن دون حصول احتجاجات أو تظاهرات، وكان حريا أن تضخ هذه الأموال في عجلة الاقتصاد وإيجاد فرص عمل. كم عدد الأميركيين الذين تظاهروا واحتجوا على نفقات الجدار مع المكسيك، هذا الجدار الذي كلف مئات ملايين الدولارات وهو بدون فائدة لأن تدفق المهاجرين تحول إلى أمكنة أخرى.
نشير أخيرا إلى أن المهمة الملقاة على عاتق فرنسوا كريبو في غاية الأهمية والصعوبة في الوقت نفسه. ففي كل سنة يتدفق عدة آلاف من طالبي اللجوء من إفريقيا إلى الشواطئ الإيطالية التي يطلق عليها حاليا مقبرة أوروبا. العديد منهم كان مصيره الموت أي ما يقرب من 25000 شخص خلال خمسة عشر عاما.
والذين ينجون من الموت يبدأون معركة طويلة هي معركة كل مهاجر في وضع غير قانوني.
في عام 2014 فقط، وصل مئة ألف شخص عن طريق البحر إلى إيطاليا التي تعتبر باب الدخول إلى أوروبا بالنسبة للهجرة غير الشرعية.
وخلال عشرين عاما زاد عدد اللاجئين إلى إيطاليا بنسبة 436% بينما لم تزد هذه السنبة في كندا خلال واحد وعشرين عاما سوى 7%
ويعتقد فرنسوا كريبو أن أمام الدول التي يوجد فيها مهاجرون غير شرعيين إمكانية الاستفادة من طاقاتهم بتكليفهم بالقيام بأعمال لخدمة المجتمع أو غير ذلك من الخيارات النافعة بدل اعتقالهم.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.