تحت عنوان "الغرب وتمويل الإرهاب" نشرت صحيفة لا بريس مقالا للخبير في الشؤون الدولية جوسلان كولون قال:
مصادر تمويل الإرهاب متعددة أحدها الفديات التي تدفع للإرهابيين لإطلاق سراح الرهائن ، وبحسب عدة مصادر فقد دفعت فرنسا مبلغ ثمانية وخمسين مليون دولار منذ العام 2008 لإطلاق سراح مواطنيها المختطفين على أيدي القاعدة في المغرب . وهذا ما يغضب الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي أعلن "أن الرئيس الفرنسي يقول إن بلاده لا تدفع فدية للإرهابيين لكن الواقع خلاف ذلك" أما الأميركيون فلا يدفعون فدية " ما يؤدي إلى قلة عدد الأميركيين المختطفين كرهائن .
ويتابع كولون : مصدر آخر لملء صناديق الإرهابيين هي المساعدة الرسمية التي تقدم لمجموعات متمردة في إفريقيا والشرق الأوسط . فيوم الأربعاء الماضي أقر الكونغرس الأميركي خطة مساعدة للمتمردين السوريين " المعتدلين" فما معنى صفة "معتدل"؟ وهل من مقياس يسمح بقياس هذا الاعتدال ؟ وهل من تأكيد بأن هذه الأموال لن تحوّل إلى تنظيمات إرهابية كما جرى أحيانا في السابق ؟
إن الولايات المتحدة ، يتابع كولون ، تؤكد أنها لا تمول أي تنظيم إرهابي ولكن ألا نتلاعب هنا مع معنى الكلمات ؟ إن من يعرف التاريخ يذكر أن المتمردين في أفغانستان ونيكاراغوا الذين كانوا يقاومون النظم الموالية للاتحاد السوفياتي منذ ثلاثين عاما كانوا يوصفون يومها بــ "مقاتلي الحرية" وكانوا يتلقون مساعدات كبيرة . واكتشفنا بعدها أن كثيرين منهم كانوا إرهابيين تابعين للقاعدة والطالبان .
ويرى جوسلان كولون إن توصيف تنظيم ما بالإرهابي ليس واضحا عندما يتعلق الأمر بمكافحة الإرهاب ومصادر تمويله . فحماس بالنسبة للولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل هي تنظيم إرهابي لكنها ليست كذلك في نظر تركيا وقطر وعدة دول لا تتردد في تمويلها ، بالرغم من أن تركيا وقطر هما حليفتان للولايات المتحدة ، وحليفتان مفيدتان جدا لأن الغربيين الذين يرفضون التفاوض مع الإرهابيين يستعملونهما لتمرير الرسائل والتفاوض لإطلاق سراح الرهائن والتوصل إلى اتفاقات وقف النار.
ويعتبر كولون أن الغربيين يعيشون حالة انفصام الشخصية مع الإرهاب فمنذ حوالي عشرين عاما أقاموا حواجز أمنية ومصرفية لمكافحة تمويل الإرهاب وشبكات تدريبه وفي الوقت نفسه تلك الحواجز كثيرة الثقوب . فدفع الفديات ورفض الدول العربية الحليفة وقف تدفق المال باتجاه بعض التنظيمات ، الإرهابية بالنسبة للبعض والمتمردة بالنسبة للبعض الآخر ، وعجز الدول الغربية عن معاقبة حلفائها "المخطئين، (الذين اشتروا من الغرب مؤخرا سلاحا بسبعين مليار دولار) يفاقم الوضع الحالي والسؤال : متى يتم اعتماد سياسة حقيقية ضد تمويل الإرهاب ؟ يخلص جوسلان كولون مقاله المنشور في لا بريس.استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.