قطاع السمعي-البصري في كندا هل يواكب التطور التكنولوجي في العالم؟
Photo Credit: IS / iStock

الكنديون يفضلّون الشاشة الفضية على الشاشة الذهبية

تحت عنوان : "المسلسلات الدرامية تستهوي الكنديين أكثر من الأفلام

عادات جديدة للكنديين غيّرت المشهد السمعي-البصري في البلاد, بحسب دراسة

كتبت الناقدة الفنية في صحيفة لو دوفوار في عددها الصادر صباح اليوم وفي المانشيت الأولى للصحيفة وعلى الصفحة الأولى, كتبت أوديل ترامبليه:

إن خمسة بالمائة فقط من الأفلام تشاهد على الشاشة الذهبية في الصالات السينمائية في كندا مقابل 93 بالمائة من الأفلام التي تشاهد على التلفاز أي الشاشة الفضية في المنازل, وهذا بحسب دراسة أجريت مع عدد من هواة المسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية.

ودلّت الدراسة إلى أن 59 بالمائة من المستطلعين يفضلّون المسلسلات الدرامية بينما يستهوي الفن السابع واحدا وأربعين بالمائة من الكنديين. وتأتي المسلسلات التلفزيونية الأميركية  في طليعة المسلسلات التي يشاهدها الكنديون في منازلهم.

وتشير الناقدة الكندية في مقالتها إلى أن هذه الاحصاءات تضمنها تقريرٌ لمؤسسة الأبحاث Ad hoc صدر في تموز يوليو الماضي. وقد موّلت الدراسة التي قامت بها مؤسسة الأبحاث الكندية كل من المؤسسات الحكومية التالية أسماؤها والتي تعمل في مجال المرئي-السمعي: تيليفيلم, سوديك والمؤسسة الكندية للإعلام.

وتقول ترامبليه إن صحيفة لودفوار حصلت على نسخة من هذا التقرير الذي كتب بعد تعليقات جمعت خلال لقاءات مع ثماني مجموعات مختلفة من هواة التلفزيون والسينما تمت محاورتهم ومناقشتهم في عدد من المدن عبر أنحاء المقاطعات الكندية. هذه المدن هي: مونتريال , شيربروك, تورنتو وفانكوفر. وقد هدفت هذه الدراسة إلى مساعدة القطاع السمعي-البصري الكندي في فهم أكبر لمتطلبات المتلقي الكندي. والمشاركون في الاستطلاع أو المناقشات كانوا نساء ورجالا تتراوح أعمارهم بين الخامسة والعشرين والتاسعة والخمسين وقد قسّموا إلى فئتين: "ناشطون في المنزل" و"المتلقي الناشط على الانترنيت وسمي بالسوبر مستهلك للسمعي-البصري". وجميع المشاركين في الدراسة هم من هواة الأفلام والمسلسلات وقد شاهدوا فيلما على الأقل ومسلسلا في اسبوع واحد.

هذا وأظهرت الدراسة تتابع الصحافية في مقالها بأن الأفلام والمسلسلات التي يشاهدها الكنديون هي أفلام تسلية وترفيه هوليودية في الدرجة الأولى وسجلت الأفلام الفكرية تراجعا ملحوظا. وفي كل الأحوال من المؤكد أن التكنولوجيا الحديثة تسمح اليوم بمشاهدة أكبر للمسلسلات والأفلام حيث تبقى هواية مشاهدة الأفلام والمسلسلات هي أحد أهم وأبرز الهوايات في البلاد.

ويقول الكنديون الذين أجريت عليهم هذه الدراسة بأنهم يشاهدون فيلما واحدا شهريا في الصالات السينمائية ومنهم من يشاهد فيلما واحدا كل شهرين أو ثلاثة والأفلام التي يشاهدونها على الشاشة الذهبية هي أفلام ضخمة لناحية الانتاج وتحمل المؤثرات الصوتية والمرئية الضخمة. ويؤكد الكنديون بأن ارتياد الصالات السينمائية بات مكلفا جدا.

null
بالأمس كان التزاحم أكبر في دور السينما الكندية ! © IS/iStock

وتتابع الصحافية في مقالها بأن شاشة التلفزيون تبقى الوسيلة المفضلة لدى الكنديين بالمقارنة مع الحاسوب وغيره من الوسائل التكنولوجية الحديثة وذلك لكبر حجم التلفاز ولجودة البث التي تتمتع بها أجهزة التلفزيون اليوم.

مقتطفات من فيلم نشاهدها تحدث الرغبة بمشاهدة الفيلم, وشخص يحكي لنا عن مسلسل شاهده يزرع فينا حبا لمشاهدته بدورنا...

وهناك أيضا المزاج الذي يدخل أيضا في المعادلات لمشاهدة هذا الفيلم أو ذاك كذلك إرادتنا بمشاهدة الفيلم بمفردنا أو برفقة أشخاص آخرين. هناك أيضا عوامل أخرى تؤثر في خياراتنا: الآراء على فيس بوك والمقالات النقدية على المواقع الإلكترونية أو في الوسائل الإعلامية التقليدية, أضف إلى ذلك أبطال وبطلات الفيلم وكذلك السيناريو, كل ذلك يؤثر في خيارات المتلقي الكندي.

ويشير التقرير حسبما تذكر الصحيفة إلى أن مشاهدة التلفزيون في بث مباشر تبقى على رأس المشاهدات الأخرى وهي عادة عند الكنديين لا زالت سائدة إلى اليوم.

ونقرأ في التقرير: في هذا العصر الذي تطورت فيه وسائط التواصل الاجتماعي والنقل المباشر والفوري لكل الأحداث عبر العالم وُجب على الانتاجات الفنية بميزانيات متواضعة التفوق وفرض ذاتها في السوق السمعي-البصري وهي لديها خيار واحد هو خيار الإبداع والنوعية الجيدة السبّاقة !

وتخلص الناقدة ترامبليه إلى القول: إن هناك ثورة تحصل اليوم على صعيد عادات الاستهلاك في قطاع السمعي-البصري في كندا سيّان أكانت هذه الثورة للأفضل أو للأسوأ. وإن هذه الدراسة هي لحساب شبكات داخلية هي صاحبة القرار في القطاع السمعي البصري وقد تعمد هذه الجهات إلى تهديد عدة سينمائيين وكتاب سيناريوهات من ذووي السيناريوهات التي تدعو إلى التفكير أكثر مما تدعو إلى الترفيه. فقد يمارس الضغط على عدد من صناع النتاجات السينمائية والتلفزيونية لتغيير مسارهم ونهجهم من أجل الحفاظ على استمراريتهم.

وهنا نقول إنه حتى في مجال السمعي-البصري وهو مجال فكري-فني بحت هناك شروط العرض والطلب التي يجب أن تخضع لها دور الانتاج للحفاظ على حياتها وعيشها ورزقها !

في الختام تنقل الصحافية بأن كل الآراء في هذه الدراسة وتعليقات الكنديين فيها تؤثرُ المؤسسات الكندية الحكومية التي أجريت لحسابها هذه الدراسة التحفظ عليها وتسأل أوديل ترامبليه ولكن إلى متى؟

استمعوا
فئة:ثقافة وفنون، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.