تحت عنوان "من سيقوم بالعمل القذر؟" كتبت ليزيان غانيون مقالا في صحيفة لابرس جاء فيه:
الحرب الجديدة العراقية السورية التي تشارك فيها الولايات المتحدة مع حلفائها قد تؤدي لخسائر مباشرة رهيبة وتزعزع شرق أوسط هو حاليا فريسة نزاعات دينية وحدودية.
من يدري قد ينظر لهذا الهجوم خلال سنوات قليلة بأنه خطأ فادح على غرار التوغلات السابقة في أراض إسلامية كما فعل الرئيس الأميركي السابق على طريقة الكاوبوي جورج بوش في العراق والتدمير العبثي لليبيا مرورا بمستنقع أفغانستان.
قد نتساءل لم لا ندع الحكومات العربية الإسلامية التي لها أسبابها الخاصة للخشية من تصاعد تنظيم "الدولة الإسلامية" هذه الحكومات ذات الثراء الفاحش لكنها ضعيفة عسكريا، أن تقوم هي بهذا العمل القذر بدل إرسال طيارين أميركيين وفرنسيين لتدمير منشآت داعش مع خطر قتل آلاف الأشخاص بين المدنيين وإطلاق مزيد من مشاعر العداء ضد الغرب.
وحتى الآن فإن المشاركة العربية التي يتغنى بها كثيرا الرئيس الأميركي باراك أوباما، ولغاية يشكر عليها، بهدف إعطاء الانطباع بأن تدخل قواته يدخل في نطاق تحالف متعدد الأطراف، ما تزال قائمة على ما يبدو.
وما تجدر الإشارة إليه أن المملكة العربية السعودية الأكثر مشاركة من بين الملكيات السنية الخمس التي تدعم شفويا الهجوم ضد داعش لم تلعب الا دورا صغيرا في الضربات الأخيرة في سوريا.
وبما أن التشابك قد انطلق والتراجع أصبح مستحيلا، أليس من المفروض على الرئيس أوباما أن يتخذ كافة الوسائل للقضاء على داعش؟
وللوصول إلى هذه الغاية من مصلحة الرئيس الأميركي أن يحيط نفسه بمستشارين يعرفون جيدا الأمور على الأرض بدل أن يصغي إلى سامنتا Power مستشارته السابقة التي أصبحت سفيرة في الأمم المتحدة والتي كانت مع هيلاري كلينتون والفيلسوف برنار هنري ليفي المحرضة الرئيسية للتدخل المريع في ليبيا باسم مبدأ "واجب الحماية المثالي" وهو مبدأ يلزم أخلاقيا الأنظمة الديمقراطية بقلب الأنظمة الديكتاتورية التي تضطهد شعوبها. والنتيجة كانت العكس في العراق وليبا ومصر حيث تعاني شعوبها حاليا أكثر مما عانته في ظل صدام حسين ومعمر القذافي وحسني مبارك.
وتواصل ليزيان غانيون مقالها في صحيفة لابرس بالقول هذه المرة تبرر السيدة باوورز التدخل الأميركي في سوريا معتبرة أن نظام الأسد لا يمكنه وحده الهجوم على الجهاديين وهو تبرير سخيف لأن الجيش السوري الذي يقاتلهم منذ ثلاث سنوات، هو على العكس، القوة الوحيدة التي باستطاعتها شن حرب برية ضد داعش بالتكامل مع الضربات الجوية الأميركية.
إن النيويورك تايمز نشرت مؤخرا مقالا مفيدا لأحمد سميح خالدي المفاوض الفلسطيني السابق الذي يدرس في جامعة أوكسفورد حاليا أوضح فيه أن المتمردين السوريين المعتدلين الذين وقع عليهم اختيار الأميركيين لمساعدتهم على الأرض (برا) ليسوا لا معتدلين ولا باستطاعتهم أن يشكلوا بديلا جديا لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وهو أي خالدي على غرار خبراء عرب آخرين الذين يعتبرون جيش دمشق وحلفائه المحليين بما فيهم حزب الله اللبناني هي القوات الوحيدة الكفيلة بمحاربة داعش.
وتختم ليزيان غانيون بالقول: إن نظام الأسد لم يشكل يوما تهديدا للغرب حسب أحمد سميح خالدي.
وفي غاية الجنون إطلاق حملة في سوريا تؤدي للمواجهة مع قوات الأسد وحليفيه الإيراني والروسي. لكن على العكس من ذلك فإن الحرب ضد داعش هي في سلم الأولوية لأنه من الأفضل التحالف مع القوات الشيعية بدل المملكة العربية السعودية التي تمول الإرهاب السني يؤكد خالدي.
إنها نصيحة نابعة من الواقعية السياسية بدل الغيبية تختم ليزيان غانيون مقالها في صحيفة لابرس.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.