للسنة السابعة على التوالي, تتهيأ "القرية الكيبيكية القديمة (1810-1930) الواقعة في مدينة درامندفيل على بعد مائة كيلومتر جنوب مونتريال للاحتفال بعيد الهالويين الذي يوافق في الحادي والثلاثين من شهر تشرين الأول/أوكتوبر.
وتتحوّل القرية الكيبيكية "Village Québécois d'Antan" إلى قرية مسكونة بالأشباح كل أيام الجمعة والسبت من شهر أوكتوبر لغاية الأول من تشرين الثاني/نوفمبر ويبدأ توافد الزوار إلى هذه القرية بعد مغيب الشمس لأن في الظلام يعظم الذعر والخوف ! وتستمر القرية المسكونة بالأرواح في استقبال الزوار حتى منتصف الليل في الأيام المخصصة لاحتفالات هالويين.

وقد تم تجهيز القرية لإحياء أجواء هالويين الحقيقية, إذ إن هناك أثنتين وعشرين محطة ممتدة على مدى كيلومترين أثنين جهزت بالأشباح والجماجم والهياكل العظمية والمقابر وغيرها من رموز الموت المرعبة والمخيفة لإحياء عيد هالويين وكلما كانت الرموز مرعبة كلما استثاغ الزائر المكوث في القرية والاحتفال مع أهلها بعيد هالويين وأزيائه التنكرية.
هناك المأكل والمشرب كما كان في العهود القديمة في مقاطعة كيبيك وهناك الموسيقى والقصص والحكايات ومسرح الأطفال وغيرها من الأنشطة التي ابتكرت خصيصا للاحتفال بالهالويين كما يحتفل به الغرب وخصوصا أهل أميركا الشمالية. ويقوم أكثر من خمسة وسبعين فنانا وممثلا وزعوا في كل أنحاء القرية بتقديم العروض الفنية من مسرح وموسيقى وغناء. ويحرص هؤلاء على إرضاء كل الأذواق لزوار القرية المسكونة كبارا وصغارا وتحدي الشجعان منهم عبر ضروب ومقالب حضروها لتخويفهم وترعيبهم.
يسكنك الخوف وتعتريك الخشية ممسكا قلبك بيدك من شدة الرعب الذي يحدثه جزار البشر في احدى بيوت الخوف المسكونة. وقد تسمع عند زيارتك الليلية لإحدى البيوت المسكونة بالأرواح الشريرة صريخا واستغاثة لمومياء مثلا او هيكلاً عظميا او روحا شريرة تخرج من القبر حتى كنيسة القرية لم يتم تحييدها ووزعت فيها توابيت وموتى ووراء مذبح الكنيسة يختبىء كاهن القرية مستترا بزي مصاصي الدماء وهو يقتصر دوره على مثوله بغتة امام زائر الكنيسة الذي يصرخ مذعورا من قوة المفاجأة . هذا بالضبط ما حصل معي عندما زرت القرية المسكونة في عطلة الأسبوع المنصرم مع اطفالي الذين احبوا تجربة تحدي الخوف وبعدما كانوا يتنافسون على الإمساك بيدي في بداية الزيارة، تخلوا عن خوفهم بعد ذلك وبلغ تفاعلهم أشده مع مصاص الدماء والمومياء وغيرها من الشخصيات التنكرية المخيفة في القرية المسكونة !
ولم تنته زيارة القرية المسكونة على ما يبدو تلك الليلة لان طفلي البالغ احد عشر عاما يصحو كل صباح منذ ذلك اليوم على حلم له في القرية المسكونة والغريب انه في كل حلم يتصدى للاشرار ويتغلب عليهم وبالتالي على خوفه!

المدير العام للقرية الكبيكية القديمة السيد أيريك فيروو يؤكد أن كل هذه المجموعة من الفنانين والممثلين هم من مدينة درامندفيل ذاتها وقد أشار في حوار هاتفي أجريته معه إلى أن عدد زائري القرية المسكونة في ازدياد مضطرد من عام إلى عام وقد بلغت هذه الزيادة العام الماضي 141% حيث أم القرية أكثر من 24 ألف زائر خلال احتفالات هالويين وينتظر أن يرتفع عدد الزوار هذه السنة أيضا.

وتجدر الإشارة إلى أن القرية الكيبيكية النموذجية تفتح أبوابها طيلة أيام السنة وتقدّم أنشطة لمناسبات عدة منها "القرية المضيئة" في عيد الميلاد و"قرية بيت السكروعصير القيقب" في الربيع هذا وتشهد القرية في فصل الصيف توافدا ملحوظا للسياح وهي ترتدي في كل الفصول ملامح القرية الكيبيكية قديما وتحتفي بمواسم غابرة!
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.