علق المحرر في صحيفة ذي غلوب أند ميل لورانس مارتن على قرار الحكومة الكندية بالتدخل العسكري ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" وموقف حزبي المعارضة منه مع التركيز على موقف الحزب الليبيرالي بزعامة جوستان ترودو. قال:
إن مشاركة كندا في الحرب لا تشمل إرسال قوات برية والمهمة ستستغرق ستة اشهر والغارات الجوية التي سينفذها الطيران الحربي لن تكون محفوفة بالخطر نظرا لعدم امتلاك العدو سلاحا مضادا للطائرات قادرا على إسقاطها وهي أصلا مجهزة بصواريخ مضادة للصواريخ. وشكلت مشاركة كندا في الحرب ضد الصرب عام 1999 مثالا على ذلك .
ومن الغريب ، يتابع مارتن، أن تكون مشاركة كندا الضعيفة هذه لا تلقى دعم الحزب الليبيرالي والحزب الديموقراطي الجديد المعارضين ، ولا بد من تذكيرهما أن الحرب هذه لا تشبه الحرب في أفغانستان أو الغزو الأحمق للعراق عام 2003 الذي أيده يومها رئيس الحكومة الحالي ستيفن هاربر ، وكان يومها زعيم المعارضة. فهي اليوم بقيادة رئيس أميركي ليبيرالي ذي شعبية هنا وموصوف بالرئيس الحذر.
وحتى قبل أن يعرض رئيس الحكومة خطة التدخل المحدود عارض الزعيم الليبيرالي كل أشكال التدخل باستثناء التدخل الإنساني وألقى خطابا الأسبوع الفائت شرح فيه الأسباب المقنعة لعدم خوض حرب واسعة . لكن رئيس الحكومة لا يريد الدخول في حرب واسعة أصلا ومقاربته لا تختلف كثيرا عن مواقف الليبيراليين السابقة.
ويتابع لورنس مارتن في الغلوب أند ميل : قد يلام رئيس الحكومة جراء محاولته المعيبة باللعب على وتر الخوف باعتباره أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يشكل تهديدا مباشرا لكندا لكني أعتقد أن ما يفعله كان كثير من زعماء الليبيراليين فعلوه . ولا شك أن زعيم الليبيراليين جوستان ترودو سيندم على قراره وقد بدأت أصوات ليبيراليين نافذين تنتقد قراره وثمة من يؤكد أنه لم ينضج بعد لتولي الحكم في كندا وهذه النظرة ستلقى المزيد من المؤيدين.
أما بالنسبة إلى زعيم الحزب الديموقراطي الجديد توماس مولكير ، فإن دعمه لجهود التحالف الدولي كان من شأنه إبراز حزبه بتفكير جديد وإخراجه من صورة الداعية المستمر للسلام.
صحيح أن قاعدة حزبه غالبيتها من الكيبيكيين وهم عادة ضد المشاركة في الحروب ولكن ليس مؤكدا أبدا أن يحافظوا على هذا الموقف المبدئي في مواجهة الجزارين الإسلاميين.
ويرى لورنس مارتن أن أحزاب المعارضة على حق باعتبار أن القصف الجوي وحده لا يفي بالغرض بدون تدخل بري، وهم أيضا على حق في اعتبارهم موقف الحكومة متناقضا بعدم شن الحرب على الأراضي السورية وهم كذلك على حق باعتبار أن المشاركة الكندية ستضع كندا على رأس قائمة الدول المستهدفة من "الدولة الإسلامية" وهي أصلا عليها. لكن رئيس الحكومة على حق عندما يقول إنه ليس من تقاليد كندا أن تتخلى عن مسؤولياتها وتترك الأمور الصعبة للآخرين.
إن ترودو يسعى لكبح جماح هاربر باعتباره صقرا خطيرا وهاربر يسعى إلى إيقاف ترودو باعتباره يمارس سياسة ساذجة لينة ولكن ، بالنظر إلى السياسة التي يعتمدها كل منهما في هذا الملف بالذات ، فإن مواقف هاربر يجعله زعيما أفضل، يختم لورنس مارتن تعليقه في الغلوب أند ميل.استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.