رئيس الحكومة الكندية ستيفن هاربر (في وسط الصورة) في مجلس العموم في أوتاوا في الثالث من الشهر الجاري خلال إعلانه مشاركة كندا في الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" المسلح

رئيس الحكومة الكندية ستيفن هاربر (في وسط الصورة) في مجلس العموم في أوتاوا في الثالث من الشهر الجاري خلال إعلانه مشاركة كندا في الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" المسلح
Photo Credit: CP / آدريان وايلد / و ص ك

من الصحافة الكندية: “هذه ليست حرب هاربر”

تناول اليوم كاتب العمود في صحيفة "ذي غلوب أند مايل"، جيفري سيمسون، موضوع مشاركة كندا في الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" المسلح في مقال بعنوان "هذه ليست حرب هاربر". وكان مجلس العموم الكندي قد أقر أمس، بغالبية أعضائه المنتمين لحزب المحافظين الحاكم برئاسة ستيفن هاربر، مشاركة كندا العسكرية لمدة ستة أشهر في إطار التحالف الذي تقوده واشنطن ضد التنظيم المذكور المعروف إعلامياً أيضاً باسم "داعش".

يقول سيمسون إنه يجب تجاهل الضربات الرخيصة في السياسة، مضيفاً أنه بالتالي لا يجدر التوقف عند كلام توماس مولكير، زعيم الحزب الديمقراطي الجديد الذي يشكل المعارضة الرسمية في مجلس العموم، بأن كندا تخوض "حرب هاربر" بانضمامها للتحالف ضد "داعش".

"هذه ليست حرب ستيفن هاربر"، يؤكد سيمسون في "ذي غلوب أند مايل" الرصينة والواسعة الانتشار في كندا. وبغض النظر عما إذا كنا نتفق مع استراتيجية الدول المشاركة في القصف وتكتيكاتها، هذا جهد متعدد الجنسيات يهدف لاحتواء تنظيم مروّع وإلحاق الهزيمة به، يرى الكاتب.

وباتخاذ هاربر قرار انضمام كندا للتحالف أصبح عليه المشاركة عسكرياً، ولكن بالتكلفة الأدنى، وهذا ما يمثله إرسال ست طائرات حربية من طراز "سي اف - 18" ومساعدات إنسانية ومدربين عسكريين. إرسال ما يفوق ذلك يؤلب الرأي العام في كندا، وإرسال الأقل منه يكدّر الولايات المتحدة وسائر الدول الحليفة والصديقة المشاركة في الحرب على "داعش" والتي تستهزئ بقول زعيم الحزب الليبرالي الكندي المعارض، جوستان ترودو، بأن بإمكان بلد المشاركة عسكرياً من خلال توفير المساعدة الإنسانية، يضيف سيمسون.

ويثني الكاتب على تحديد رئيس الحكومة مدة زمنية لمشاركة كندا في الحرب على "داعش"، وهي ستة أشهر، يُنظر في نهايتها في الحاجة لمواصلة المشاركة. ويذكّر بأنه سبق لهاربر أن وضع حداً زمنياً للمهمة القتالية الكندية في أفغانستان، باستثناء ما يتعلق بمهام التدريب، بعد أن طالت كثيراً، وأحاط السلطات الأفغانية وسائر الدول المعنية علماً بقراره، والتزم بالمهلة التي وضعها لإعادة الجنود الكنديين إلى البلاد.

طائرة
طائرة "سي اف - 18" تابعة لسلاح الجو الكندي تتزود بالوقود خلال إحدى المناورات (أرشيف) © راديو كندا نقلاَ عن موقع القوات المسلحة الكندية

ويمضي سيمسون بالقول إن هاربر مدرك للمصاعب العديدة المحيطة بالحرب على "داعش"، ومن هنا حرصه على تحديد مدة زمنية للمشاركة الكندية، فهو لا يريد أفغانستان أخرى، ومن هنا أيضاً تأكيده على أن مشاركة كندا العسكرية ستنحصر بالعراق. وهو سبق له أن اشتكى، علناً كما في أحاديث خاصة مع قادة دول حليفة، من صعوبة التمييز بين الأصدقاء والأعداء في سوريا. أما إمكانية تجنبه أفغانستان أخرى فأمر لا يزال غير واضح، يقول سيمسون.

ومن ناحية أخرى يرى سيمسون أنه لكان من الأصدق فكرياً، وإن من الأصعب سياسياً، لو قامت حكومة هاربر بشرح بعض الحقائق الصعبة للكنديين. وأولها التأثير المحدود للضربات الجوية، فهي ضرورية ولكنها ليست كافية في نزاع طويل الأمد، كما أن الغارات الجوية تترك دوماً آثاراً جانبية على السكان المدنيين في المناطق المقصوفة، ما قد يدفعهم للانقلاب على الدول المشاركة في تلك الغارات.

ويضيف سيمسون أن الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" المسلح في العراق وسوريا ستحتاج لقوات برية، وأن ما من قوات برية في هذين البلدين قادرة حالياً على الانتصار في معارك رئيسية. ويرى أن القوات البرية في العراق ستكون مزيجاً غير متجانس من المقاتلين الأكراد والميليشيات الشيعية والجيش العراقي، طالما أن ما من دولة غربية أو عربية سترسل عشرات الآلاف من جنودها مع معداتهم للقتال هناك. أما في سوريا فالقوات البرية التي سيُعتمد عليها في الحرب ضد "داعش" ستأتي من المعارضة التي توصف بـ"المعتدلة"، وأيضاً من قوات الرئيس بشار الأسد الذي لا تزال الولايات المتحدة وحلفاؤها تفضل إزاحته عن السلطة. ولكن كما يحدث في مرات كثيرة، عدو عدوك قد يصبح صديقك، على الأقل بصورة مؤقتة، يختم جيفري سيمسون في "ذي غلوب أن مايل".

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.