صحيفة لابريس نشرت تعليقا بقلم جوسلان كولون مدير شبكة الأبحاث حول عمليّات السلام تناول فيه المواجهات في مدينة عين العرب ( كوباني ) وأشار إلى ان المدينة تتعرّض منذ أسابيع للهجمات المتكرّرة من قبل تنظيم "الدولة الإسلاميّة".
وأشار إلى أن المقاومة فيها باتت تُعرف تحت اسم "ستالينغراد" الشرق الأوسط وهو أمر خاطئ على الصعيد العسكري.
ووضع المدينة يمثّل الوحشيّة ومدى تعقيد الصراعات في المنطقة.
ولكنّ كوباني ليست ستالينغراد يقول جوسلان كولون.
فستالينغراد كانت مسرحا لمواجهات ضارية بين القوات الألمانيّة والسوفياتيّة وسقط فيها نحو مليون قتيل في غضون أشهر قليلة.
وكوباني مسرح للصراع بين آلاف المقاتلين وسكّان المدينة الذين لجأوا إلى تركيا المجاورة. و لا مجال بالتالي للمقارنة بين الوضعين كما يحلو للمحلّلين في الغرب القيام به.
ويرى كاتب المقال أن فهم مأساة كوباني وعشرات المدن السوريّة الأخرى يتطلّب فكّ رموز اللعبة المعقّدة التي يلجأ إليها اللاعبون الأساسيون.
وفي طليعة هؤلاء تركيّا ورئيسها رجب طيّب اردوغان الذي يؤكّد منذ اسابيع على أهميّة التعاون للقيام بعمليّة عسكريّة بريّة لإنقاذ المدينة.
والمدينة على وشك السقوط ولم تقم تركيّا بشيء حتى الآن يقول جوسلان كولون.
وتركيا تقول إنها تنتظر التحالف الدولي لإنشاء منطقة عازلة في شمال سوريا ومنطقة حظر جوّي قبل أن تتدخّل.
والولايات المتحدة تردّ بأنها حجج تركيّة واهية وأن الأتراك لا يريدون التدخّل ضدّ عدو يعتبرونه ثانويّا.
وتضع تركيّا في أولويّاتها إسقاط نظام الرئيس الأسد في سوريا ومنع الأكراد في سوريا والعراق وتركيا من أن يتّحدوا.
و لا يزعجها سقوط مدينة كوباني في حال حصوله خصوصا أن تنظيم "الدولة الاسلاميّة" يواصل معركته ضدّ الرئيس الأسد.
واللاعب الثاني الكبير ، الولايات المتحدة، ترى أن تنظيم "الدولة الاسلاميّة" يمثّل التهديد الأساسي لأمن المنطقة.
وقد وافقت واشنطن على قيادة تحالف دولي للقضاء عليه. وتعتبر أنه من الممكن تأجيل مسألة استبدال نظام الرئيس الأسد.
وهي تعي تماما أن سعيها للقضاء على التنظيم يدعم بشكل غير مباشر النظام السوري.
أضف إلى ذلك لاعبين آخرين من السعوديّة إلى قطر والإمارات والأردن وإيران التي غالبا ما تتضارب مصالحها في العراق وسوريا لدرجة أن البعض منها لا يتردّد في دعم المجموعات الإرهابيّة لإضعاف منافسيه يقول جوسلان كولون .
هل ستسقط مدينة كوباني أم لا؟ الأمر لم يعد مهمّا في الدوامة التي تعيشها المنطقة حيث التكتيك يفسح في المجال أمام الاستراتيجيا.
فقبل القلق على مصير مدينة، ينبعي التفاهم حول عمل مشترك متناغم ومستدام. وهذا ما لم يتحقّق بعد يقول جوسلان كولون في ختام تعليقه في صحيفة لابريس.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.