العودة من الحرب كما الذهاب إليها قرار صعب تتداخل فيه مجموعة عوامل سياسية وعسكرية واجتماعية وكذلك مبدئية . وإذا كان يمكن تحديد قرار دخولها وموعده وآلياته، فمن شبه المستحيل تحديد ساعة الخروج منها سيما وإذا كان الهدف الموضوع للتدخل هو الانتصار لا الحد من تقدم العدو . فهل تحقيق الانتصار شرط لانتهاء الحرب الدائرة حاليا بين التحالف الدولي وتنظيم "الدولة الإسلامية"؟
يجيب الجنرال الكندي المتقاعد تيري ليستن في حديث إلى هيئة الإذاعة الكندية:
"ليس في هذا النوع من الحروب. فعندما نتحدث عن حرب ضد متمردين ، المهم ألا نخسر الحرب بانتظار أن يجد السياسيون حلا مقبولا ، كما قال أحد الجنيرالات البريطانيين. لكن مفهوم النصر معقد وغير واضح يقول ليستن ويضيف:
"عندما نتحدث عن انتصار يجب أن يكون ثمة عدو ننتصر عليه ولكن للأسف لدينا في الشرق الأوسط ثلاثة أعداء متناقضون :أولا تنظيم "الدولة الإسلامية، والحديث يدور حول تدميره قبل أن يتواجد في شوارعنا . لكن هناك من يطالب بإعادة الاستقرار إلى العراق وإعادة تشكيل دولة يعيش فيها الأكراد والسنة والشيعة بوئام وسعادة وأخيرا هناك من يعارض نظام الأسد ويطالب بالقضاء عليه . من هنا يجب تحديد هدف الحرب قبل الحديث عن النصر".
وما يعقد الأمور ، يقول الجنيرال المتقاعد تيري ليستن هو موقف الرئيس الأميركي :
"الأسوأ هو أن قائد هذا التحالف الواسع ، باراك أوباما ليس شديد الحماس وتدخله ناجم عن ضغط شعبي داخلي والاجراءات التي اتخذها لا قيمة عسكرية لها لكنها تهدف إلى تخفيف ضغط الرأي العام ليس إلا".
ويثني الجنرال المتقاعد تيري ليستن على موقف رئيس الحكومة الكندية . يقول:
"يجب الاعتراف بأن ستيفن هاربر كان أكثر منطقية على المستوى العسكري فهو لم يتحدث عن النصر إنما عن تأخير توسع "الدولة الإسلامية" في مرحلة أولى ، وتعزيز قدرات الجيش العراقي المفكك في مرحلة ثانية وبالتالي تأمين استقرار العراق . لكن المشكل يبقى أن لا أحد يتجرأ بعد على الحديث عما يعتزم التحالف القيام به في ما يخص سوريا".
يبقى أن المهم ألا تنتهي الحرب على طريقة جورج بوش الذي أعلن في خطابه الشهير على أحدى البوارج الحربية الأميركية انتهاء العمليات العسكرية التي ما زالت مستمرة بعد عشر سنوات على انتهائها المزعوم.استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.