"دعوة العائلة ورسالتها في الكنيسة والعالم المعاصر" عنوان سينودس الأساقفة الكاثوليك المنعقد في حاضرة الفاتيكان بين الخامس والتاسع عشر من تشرين الأول اكتوبر الجاري بمشاركة 200 أسقف وبرئاسة البابا فرنسيس .
ويطرح المجتمعون على النقاش مجموعة من الملفات من بينها الطلاق والمثليّة الجنسيّة ووسائل منع الحمل والإجهاض.
وأكّد الفاتيكان في وثيقة رفعها أمس الاثنين أن "لدى المثليين جنسيّا مواهب وميزات يمكن للمسيحيين الإفادة منها".
وتساءلت الوثيقة ما إذا كان بالإمكان "الترحيب بهؤلاء الأشخاص وأن نضمن لهم مساحة ودّ وأخوّة في مجتمعاتنا دون المساس بالعقيدة الكاثوليكيّة بالنسبة لما يتعلّق بقضايا العائلة وسرّ الزواج ".
وقد أثار موقف الفاتيكان ردود فعل عديدة منها مرحّبة وأخرى منتقدة.
وقد رحّبت به الجمعيّات الكاثوليكيّة المدافعة عن حقوق مثليّي الجنس في حين رأت التيارات المحافظة أنه خيانة لقيم المسيحيين العائليّة التقليديّة.
يقول الصحافي في تلفزيون هيئة الإذاعة الكنديّة آلان كروفييه ،مقدّم برنامج "النظرة الثانية" الذي يتناول الشؤون الدينيّة والروحانيّة إنه من الممكن الحديث عن تغيير في موقف الكنيسة من المثليّة الجنسيّة وأن التغيير كان متوقّعا ويضيف في حديث لراديو كندا قائلا:
للتذكير، فإن البابا فرنسيس وخلال رحلة العودة من ريو دوجانيرو إلى روما قبل نحو سنة قال ردّا على سؤال حول مثليّي الجنس كلاما بالغ الأهميّة جرى تداوله حول العالم: "من أكون أنا لأحكم عليهم".
وأحدث كلامه نوعا من الصدمة خصوصا أن الكنيسة الكاثوليكيّة درجت على مدى ألفي سنة من تاريخها على التنديد بالمثليّة الجنسيّة يقول آلان كروفييه ويضيف:
قبل عهد البابا فرنسيس بقليل كان الكلام يجري عن اضطراب جوهري وهو كلام غير ودّي . و سبق أن أجرى البابا بندكتوس مقارنة بين التهديد المتمثّل في المتغيّرات المناخيّة الذي اعتبر أنه ليس فريدا ورأى أن المثليّة الجنسيّة هي من بين الأمور الصعبة.
واليوم، تغيّر خطاب الفاتيكان الذي أصبح يتحدّث عن مواهب وميزات لدى مثليّي الجنس وعن حالات يبلغ فيها التعاون حدّ التضحية في حياة الشركاء.
والكلام هذا أشبه بزلزال يقول آلان كروفييه ويشير إلى أن الأمر توقّف عند هذا الحد ولم يتطرّق إلى مسألة معارضة زواج المثليين ويضيف:
إنه تربيع الدائرة. فاعتبارا من اللحظة التي نقول فيها إن ما من خلاص خارج الكنيسة ونضيف أنه من الممكن أن نجد الخلاص داخل الزواج المثلي، يصبح من الصعب القول بعد ذلك إننا لا نندّد بالمثليّة الجنسيّة وإنما بالممارسات.
ولكنّ تجاوز هذا الحدّ فيه الكثير من المخاطرة ومرشّح للفشل يقول آلان كروفييه .

والوثيقة الصادرة عن الفاتيكان في إحدى عشرة صفحة فيها الكثير من الإيجابيّات. وثمّة إيجابيّات حتى بالنسبة للأزواج المطلّقين، وقد آن الأوان لأن تصل الكنيسة إلى هذا الموقف لأنه لم يعد من المقبول أن تعتبر أن المطلّقين جميعا هم في حال الخطيئة الدائمة يقول الصحافي آلان كروفييه.
والموقف هذا كان يتجاهل كلّ ما يمكن للأزواج المطلّقين والذين تزوّجوا من جديد أن يأتوا به من إيجابي لأنفسهم ولأولادهم ولمحيطهم يقول كروفييه ويرى أن السينودس الذي لم تنته أعماله بعد رفع العلم الأبيض وألقى الضوء على الكثير من الأمور الإيجابيّة.
ويشير إلى أن البابا فرنسيس وصف نفسه بالمراوغ وأطلق قبل نحو سنة جملته الشهيرة:" من أكون أنا لأحاكمهم" في إشارة إلى المثليين.
وبدأ الكلام يتردّد أكثر وأكثر عن إجراءات زواج المطلّقين وعن إمكانيّة التخفيف من معاملات إلغاء الزواج يقول كروفييه ويضيف:
تخفيف معاملات إلغاء الزواج يثير غضب الكثيرين داخل تيّار الكنيسة المحافظ.
والبابا فرنسيس الذي قلت إنه مراوغ أنشأ لجنة قبل بدء السينودس أوكل إليها مهمّة البحث في إمكانيّة تسهيل معاملات إلغاء الزواج.
والبابا يسير في نهج الإصلاح من خلال تعيين أشخاص من خارج الجهاز الإداري والتنفيذي المعروف بالكوريا الرومانيّة ويطلق الأفكار التي من المتوقّع أن تجد آذانا صاغية.
ويشير كروفييه إلى أن السينودس الحالي سيفسح في المجال للبحث في كلّ الأفكار الجديدة قبل موعد انعقاد السينودس المقبل بعد سنة من اليوم.
وطالما أكّد البابا فرنسيس حتى قبل انتخابه حبرا اعظم أنه يحبّ التغيير وأنه يسير في نهج التغيير ويرغب في أن تنجح مسيرته التي تلقى ترحيب الكثيرين داخل الكنيسة الكاثوليكيّة وخارجها على حدّ سواء يختم الصحافي في راديو كندا آلان كروفييه.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.