تناول الصحافي الاقتصادي جيرالد فيليون في مدونته على موقع راديو كندا (هيئة الإذاعة الكندية) الدور النفطي للمملكة العربية السعودية. ويقدم فيليون برنامجاً اقتصادياً يومياً من المحطة الإخبارية التابعة لتلفزيون راديو كندا في مونتريال.
يقول فيليون إن المملكة العربية السعودية لم تعد القائد العالمي بلا منازع في قطاع النفط. فروسيا تنتج 10,6 ملايين برميل يومياً، والولايات المتحدة 8,8 ملايين برميل يومياً. وتحل المملكة السعودية بينهما حالياً وبـ9,7 ملايين برميل يومياً.
هل من أجل استعادة المركز الأول على خارطة النفط تقوم المملكة السعودية بممارسة ضغوط بهدف دفع الأسعار هبوطاً وبالتالي إلحاق الأذى بمنتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة الأميركية؟ أم من أجل إبقاء إيران وروسيا بعيداً تقوم المملكة، وبالتواطؤ مع الأميركيين، بالضغط على أسعار النفط حالياً؟ يتساءل فيليون مشيراً إلى أن نظرية المؤامرة ليست بعيدة وأن التحليلات والفرضيات تتكاثر للرد على هذين السؤالين. لكن وبكل بساطة تساهم الإجراءات التي اتخذتها المملكة السعودية في الأسابيع الأخيرة في تراجع أسعار النفط في سوقي نيويورك ولندن بأكثر من 25%.
ويضيف فيليون أن المملكة السعودية تبيع نفطها بأسعار مخفضة إلى دول آسيوية مقابل عقود طويلة الأمد وزيادة في حجم الصادرات السعودية. والسعودية التي تملك أكبر احتياطي من النفط التقليدي في العالم قادرة على التكيف مع تراجع الأسعار بسبب الكلفة المتدنية لاستخراج هذا النوع من النفط مقارنة مع سواه. وإبقاء السعودية على عرض فائض من النفط في الأسواق، لا بل زيادته، يلحق الأذى بكافة الدول المنتجة للنفط التي تقع لديها نقطة التعادل بين التكلفة والمردود في مستوى أعلى مما هو عليه لدى المملكة، يشرح الصحافي الاقتصادي.

الولايات المتحدة دولة مصدرة للنفط بعد انقطاع أربعة عقود
ومن ناحية أخرى يجب ألا يغيب عن بالنا أن الولايات المتحدة لا تنفك عن زيادة إنتاجها من النفط بفضل تطوير تكنولوجيا التصديع المائي التي تتيح استخراج النفط الصخري في ولايتيْ تكساس وداكوتا الشمالية، يقول فيليون. كما بدأ الأميركيون بتصدير النفط، وهو أمر لم يفعلوه منذ أربعة عقود، وقد تبلغ صادراتهم مليون برميل يومياً مع حلول نهاية السنة.
كما أن زيادة إنتاج النفط في كل من العراق وإيران وليبيا تساهم أيضاً في ارتفاع العرض بسرعة تفوق ارتفاع الطلب. والطلب على النفط لم يرتفع حتى بنسبة 1% حسب الوكالة الدولية للطاقة التي خفضت توقعاتها لنمو الطلب لعاميْ 2014 و2015 في وقت تشهد اقتصادات الصين وألمانيا واليابان وروسيا تباطؤاً.
تأثير تراجع الأسعار على إنتاج النفط في ألبرتا
وفي غضون ذلك، هنا في كندا، بدأ منتجو نفط الرمال الزفتية في ألبرتا، أغنى مقاطعات البلاد بالذهب الأسود، التأمل في الخيارات المتاحة أمامهم، يقول فيليون. فحسب الوكالة الدولية للطاقة قد يُعيد هؤلاء النظر بربع مشاريعهم الجديدة إذا ما هبط سعر النفط تحت عتبة الـ80 دولاراً أميركياً للبرميل لفترة طويلة. أما المشاريع التي يجري استثمارها حالياً فلديها هامش مقاومة أوسع، إذ تظل مربحة إلى أن يبلغ معدل سعر البرميل 63,50 دولاراً أميركياً. يُشار إلى أن ألبرتا تستخرج من رمالها الزفتية نحواً من مليونيْ برميل نفط يومياً.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.