عناصر من الشرطة الفدراليّة الكنديّة وأجهزة شرطة أخرى شاركوا في مهمات سلام دوليّة يشاركون في اليوم الوطني لقوات حفظ السلام في اوتاوا في 10 آب اغسطس 2014

عناصر من الشرطة الفدراليّة الكنديّة وأجهزة شرطة أخرى شاركوا في مهمات سلام دوليّة يشاركون في اليوم الوطني لقوات حفظ السلام في اوتاوا في 10 آب اغسطس 2014
Photo Credit: PC و ص ك / FRED CHARTRAND

من الصحافة الكنديّة: “ابعد من القبّعات الزرقاء”

نشرت صحيفة لابريس  مقتطفات من كتاب أصدره عالم السيّاسة جان فرانسوا كارون تحت عنوان " تأكيد الهويّة الكنديّة: السياسة الخارجيّة والمحليّة".

يقول كارون إنه بات مألوفا أن نسمع ونطالع في الإعلام والمؤلّفات والمنشورات بأن سياسة الحكومة الكنديّة برئاسة ستيفن هاربر تتماشى بشكل مباشر مع سياسة الجار الأميركي.

والمقولة تلك ترسّخت لدرجة أن البعض يقول إن هاربر هو استنساخ للرئيس الأميركي السابق جورج بوش.

وبدأت مضاعفات هذه السياسة تظهر اليوم على المستوى الدولي.

فالنظرة التاريخيّة إلى كندا كبلد محايد في النزاعات الدوليّة تغيّرت اليوم لتصبح كندا أشبه بدمية  متحرّكة في يد الأميركيين.

وقد فقدت كندا روحها التي جعلت منها دولة فريدة ومحبوبة حول العالم

و رأى البعض أن فشلها عام 2010 في الحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن ، للمرّة الأولى في تاريخها ، كان نتيجة علاقاتها المقرّبة من واشنطن.

ويتابع جان فرانسوا كارون فيقول إن تماشي السياسة الكنديّة الخارجيّة  مع سياسة الولايات المتحدة ترك مضاعفات مهمّة على الهويّة الكنديّة.

ذلك أن السياسة الخارجيّة تسنح أمام الدولة للتأكيد على قيمها ومبادئها الأساسيّة التي هي في صلب المخيّلة الجماعيّة، كما توفّر اعتراف الدول الأخرى بها على أساس هذه القيم والمبادئ.

وعندما تتقرّب دولتان إلى حدّ التشابه ، يساهم التقرّب في محو الفروقات في الهويّة و تتفتّت  نتيجة لذلك روابط الهويّة التي توحّد بين المواطنين.

ويرى الكاتب وعالم السياسة جان فرانسوا كارون أن هذا الانتقاد لكندا ليس جديدا.

جنديّان كنديّان من قدامى المحاربين يشاركان في مراسم  في اوتاوا في 12 آب أغسطس لتكريم رفاق لهم سقطوا  خلال مشاركتهم في مهمات دوليّة
جنديّان كنديّان من قدامى المحاربين يشاركان في مراسم في اوتاوا في 12 آب أغسطس لتكريم رفاق لهم سقطوا خلال مشاركتهم في مهمات دوليّة © PC/FRED CHARTRAND

ويذكّر بكتاب أصدره الفيلسوف الكندي جورج غرانت عام 1965 و أعرب فيه عن مخاوفه من زوال الخصوصيّة الكنديّة.

ويضيف بأن مخاوف غرانت لم تكن في محلّها واستطاعت كندا على مدى الخمسين سنة الماضية الحفاظ على هويّتها الخاصّة والأكيدة إن من خلال سياساتها العامّة والمحليّة أو من خلال سياستها الخارجيّة التي تتمحور حول التعدّدية والتشاور والحوار بين الدول.

والتعاطي الكندي هذا أفضل بكثير من التعاطي الأحادي الأميركي.

ومفهوم الأمميّة هذا معروف في الأدبيّات السياسيّة. وأفضل تمثيل له يتجلّى في قوات حفظ السلام التي تعكس نفسيّة الكنديين الجماعيّة .

وهذا يفسّر عدم ارتياح الكثيرين لرؤية التماشي في السياسات الخارجيّة لكندا والولايات المتحدة.

وخلافا لما يعتقد البعض، فكندا لم تتخلى عن سياسة حفظ السلام كما يقول جان فرانسوا كارون.

ولكنّ هذه الأخيرة تطوّرت خلال العقدين الماضيين ولم تعد تتمحور فقط حول القبعات الزرقاء.

ومقدّمات عمليّات السلام أصبحت تتطلّب مبادرات استباقيّة تستدعي في أغلب الأحيان تدخّلا عسكريّا قسريّا.

والمواطن الكندي لم يتآلف بعد مع هذه النظرة الجديدة لحفظ السلام. وهو يرى بالأحرى تغييرا حصل للنموذج الكندي على صعيد سياسات الدفاع والخارجيّة.

ويخلص جان فرانسوا كارون في صحيفة لابريس إلى القول:

هذا المفهوم الجديد لعمليّات السلام ولمعاييرها يوفّر إمكانيّات هائلة لتأكيد الهويّة الكنديّة، وهي إمكانيّات تتيح للكنديين فرصة إعادة التأكيد على كل ما هو في صلب خصوصيّاتهم الجماعيّة.

 

 

 

استمعوا

 

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.