رئيس الحكومة الكندية السابق جان كريتيان

Photo Credit: و ص ك / فريد شارتران

جان كريتيان: ستيفن هربر لم يفهم بعد تاريخ الشرق الأوسط

نشرت غالبية الصحف الكندية الصادرة اليوم بالفرنسية والإنكليزية رسالة وقعها رئيس الحكومة الكندية الليبيرالي  السابق جان كريتيان ينتقد فيها قرار حكومة المحافظين الكندية

بالانضمام إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية". يقول فيها:

خلال تجولي في المناطق الكندية كافة ألتقي بأناس كثيرين لا أعرفهم يتحدثون معي وأحيانا يمدحون أدائي الحكومي . لكن الجملة التي تتكر دائما هي : "شكرا لأتك رفضت إشراكنا في الحرب على العراق". وأشعر بالفرح عند سماعها بعد انقضاء عشر سنوات على قرار كان صعبا اتخاذه. فالبلد كان منقسما وكثير من الصحافيين والمحررين والخبراء كانوا يؤيدون مشاركة كندا في الحرب.

وحتى داخل حزبي كان ثمة من يرفضون قراري وكذلك في أوساط قطاع الأعمال  وأكثر المنتقدين كان ستيفن هاربر زعيم المعارضة يومها إلى درجة أنه طهر على التلفزيونات الأميركية وأعطى حديثا لـلوول ستريت جورنال للتنديد بالقرار.

ويتابع جان كريتيان:

اليوم ، وبعد مرور عشر سنوات ، ثمة إجماع عالمي على أننا اتخذنا القرار الجيد . وخلال الأسابيع الماضية سألني الكثيرون ماذا كنت فعلت بالنسبة لما يجري في العراق وسوريا وهل أنا موافق على قرار رئيس الحكومة ستيفن هاربر أو على موقف زعيم الليبيراليين المعارض جوستان ترودو وماذا يمكن لكندا أن تفعله ؟

وجوابي : ليس من قرار يتخذه النائب المنتخب أخطر من قرار إرسال الجنود إلى الحرب فالتبعات في الداخل والخارج كبيرة جدا . فالقرار السيء ، على غرار قرار غزو العراق ، تكون له نتائج كارثية تتفاعل طويلا كما شاهدنا . فتصاعد قوة "الدولة الإسلامية" هو بقدر كبير، نتيجة تلك الحرب. وأنا أعرف ما معنى إرسال الكنديين إلى الحرب فالحكومة التي ترأستها شاركت في مهمات قتالية في كوسوفو وأفغانستان لأننا اعتبرنا يومها أنها أفضل مساهمة يمكن أن تقدمها كندا في تلك الظروف الصعبة. وهذا يعني أني لست من رافضي المشاركة الكندية العسكرية في المطلق لكن مثل هذه القرارات يجب اتخاذها بجدية عالية وبعد تفكير معمق . كما يجب أن يكون القرار بموجب مهمة واضحة تحت إشراف الأمم المتحدة أو حلف شمال الأطلسي، والوضع الحالي ليس كذلك.

من واجبنا ، يتابع كريتيان، التصرف بحذر شديد وتقييم العواقب المحتملة قبل انضمامنا إلى حملة عسكرية. فمثلا كل ما حققته حرب العراق هو جعل المنطقة والعالم أكثر خطرا وتاريخ الاستعمار الغربي للشرق الأوسط لم يُنسَ بعد وزاده تفاقما التدخل العسكري الغربي في العراق عام 2003.

وللأسف، يتابع جان كريتيان، فإن رئيس الحكومة ستيفن هاربر لم يفهم التاريخ عام 2003 وما زال يجهله اليوم. إن الوضع في العراق وسوريا اليوم مختلف كثيرا عما كان عليه عام 2003 ووحشية تنظيم "الدولة الإسلامية" والفظائع التي يرتكبها يجب وضع حد لها لكن على الدول الغربية أن تعي كذلك تاريخ المنطقة لتحديد أفضل سبل التدخل. فثمة وجهان للأزمة ، وجه عسكري وآخر إنساني ويجب الاهتمام بالإثنين معا .

لقد طلبت الحكومة العراقية مساعدة الولايات المتحدة واستجاب الرئيس الأميركي للطلب . ولكن إذا أخذنا بعين الاعتبار تاريخ المنطقة والحساسيات الناجمة عن التدخلات العسكرية الغربية ، فأعتقد أن كل تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة يجب أن يكون مشكلا بصورة رئيسية من دول المنطقة العربية مع مشاركة دول غربية بالحد الأدنى، يخلص رئيس الحكومة الكندية السابق جان كريتيان رسالته المنشورة اليوم في الصحافة الكندية .استمعوا

فئة:سياسة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.