Photo Credit: RCI / راديو كندا الدولي

أقوال الصحف للأسبوع المنتهي في 19-10-2014

مقتطفات من تعليقات الصحف الكنديّة الصادرة خلال الأسبوع من إعداد وتقديم مي ابوصعب وبيار أحمراني وفادي الهاروني.

صحيفة لابريس: سياسة كندا الخارجيّة ومضاعفات التقارب الكندي الأميركي

نشرت صحيفة لابريس  مقتطفات من كتاب أصدره عالم السيّاسة جان فرانسوا كارون تحت عنوان " تأكيد الهويّة الكنديّة: السياسة الخارجيّة والمحليّة".

يقول كارون إنه بات مألوفا أن نسمع ونطالع في الإعلام والمؤلّفات والمنشورات بأن سياسة الحكومة الكنديّة برئاسة ستيفن هاربر تتماشى بشكل مباشر مع سياسة الجار الأميركي. والمقولة تلك ترسّخت لدرجة أن البعض يقول إن هاربر هو استنساخ للرئيس الأميركي السابق جورج بوش.

وبدأت مضاعفات هذه السياسة تظهر اليوم على المستوى الدولي. فالنظرة التاريخيّة إلى كندا كبلد محايد في النزاعات الدوليّة تغيّرت اليوم لتصبح كندا أشبه بدمية  متحرّكة في يد الأميركيين.

وقد فقدت كندا روحها التي جعلت منها دولة فريدة ومحبوبة حول العالم و رأى البعض أن فشلها عام 2010 في الحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن ، للمرّة الأولى في تاريخها ، كان نتيجة علاقاتها المقرّبة من واشنطن. ويتابع جان فرانسوا كارون فيقول إن تماشي السياسة الكنديّة الخارجيّة  مع سياسة الولايات المتحدة ترك مضاعفات مهمّة على الهويّة الكنديّة.

ذلك أن السياسة الخارجيّة تسنح أمام الدولة للتأكيد على قيمها ومبادئها الأساسيّة التي هي في صلب المخيّلة الجماعيّة، كما توفّر اعتراف الدول الأخرى بها على أساس هذه القيم والمبادئ. وعندما تتقرّب دولتان إلى حدّ التشابه ، يساهم التقرّب في محو الفروقات في الهويّة و تتفتّت  نتيجة لذلك روابط الهويّة التي توحّد بين المواطنين.

ويرى الكاتب وعالم السياسة جان فرانسوا كارون أن هذا الانتقاد لكندا ليس جديدا. ويذكّر بكتاب أصدره الفيلسوف الكندي جورج غرانت عام 1965 و أعرب فيه عن مخاوفه من زوال الخصوصيّة الكنديّة.

ويضيف بأن مخاوف غرانت لم تكن في محلّها واستطاعت كندا على مدى الخمسين سنة الماضية الحفاظ على هويّتها الخاصّة والأكيدة إن من خلال سياساتها العامّة والمحليّة أو من خلال سياستها الخارجيّة التي تتمحور حول التعدّدية والتشاور والحوار بين الدول.

والتعاطي الكندي هذا أفضل بكثير من التعاطي الأحادي الأميركي. ومفهوم الأمميّة هذا معروف في الأدبيّات السياسيّة. وأفضل تمثيل له يتجلّى في قوات حفظ السلام التي تعكس نفسيّة الكنديين الجماعيّة . وهذا يفسّر عدم ارتياح الكثيرين لرؤية التماشي في السياسات الخارجيّة لكندا والولايات المتحدة.

وخلافا لما يعتقد البعض، فكندا لم تتخلى عن سياسة حفظ السلام كما يقول جان فرانسوا كارون. ولكنّ هذه الأخيرة تطوّرت خلال العقدين الماضيين ولم تعد تتمحور فقط حول القبعات الزرقاء. ومقدّمات عمليّات السلام أصبحت تتطلّب مبادرات استباقيّة تستدعي في أغلب الأحيان تدخّلا عسكريّا قسريّا.

والمواطن الكندي لم يتآلف بعد مع هذه النظرة الجديدة لحفظ السلام. وهو يرى بالأحرى تغييرا حصل للنموذج الكندي على صعيد سياسات الدفاع والخارجيّة. ويخلص جان فرانسوا كارون في صحيفة لابريس إلى القول: هذا المفهوم الجديد لعمليّات السلام ولمعاييرها يوفّر إمكانيّات هائلة لتأكيد الهويّة الكنديّة، وهي إمكانات تتيح للكنديين فرصة إعادة التأكيد على كل ما هو في صلب خصوصيّاتهم الجماعيّة.

منشأة لشركة
منشأة لشركة "أرامكو" في حقل خريص النفطي في المملكة العربية السعودية ©  AFP / مروان النعماني / أ ف ب

وإلى موقع راديو كندا (هيئة الإذاعة الكندية) حيث تناول الصحافي الاقتصادي جيرالد فيليون في مدونته الدور النفطي للمملكة العربية السعودية. ويقدم فيليون برنامجاً اقتصادياً يومياً من المحطة الإخبارية التابعة لتلفزيون راديو كندا في مونتريال.

يقول فيليون إن المملكة العربية السعودية لم تعد القائد العالمي بلا منازع في قطاع النفط. فروسيا تنتج 10,6 ملايين برميل يومياً، والولايات المتحدة 8,8 ملايين برميل يومياً. وتحل المملكة السعودية بينهما حالياً وبـ9,7 ملايين برميل يومياً.

هل من أجل استعادة المركز الأول على خارطة النفط تقوم المملكة السعودية بممارسة ضغوط بهدف دفع الأسعار هبوطاً وبالتالي إلحاق الأذى بمنتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة الأميركية؟ أم من أجل إبقاء إيران وروسيا بعيداً تقوم المملكة، وبالتواطؤ مع الأميركيين، بالضغط على أسعار النفط حالياً؟ يتساءل فيليون مشيراً إلى أن نظرية المؤامرة ليست بعيدة وأن التحليلات والفرضيات تتكاثر للرد على هذين السؤالين. لكن وبكل بساطة تساهم الإجراءات التي اتخذتها المملكة السعودية في الأسابيع الأخيرة في تراجع أسعار النفط في سوقي نيويورك ولندن بأكثر من 25%.

ويضيف فيليون أن المملكة السعودية تبيع نفطها بأسعار مخفضة إلى دول آسيوية مقابل عقود طويلة الأمد وزيادة في حجم الصادرات السعودية. والسعودية التي تملك أكبر احتياطي من النفط التقليدي في العالم قادرة على التكيف مع تراجع الأسعار بسبب الكلفة المتدنية لاستخراج هذا النوع من النفط مقارنة مع سواه. وإبقاء السعودية على عرض فائض من النفط في الأسواق، لا بل زيادته، يلحق الأذى بكافة الدول المنتجة للنفط التي تقع لديها نقطة التعادل بين التكلفة والمردود في مستوى أعلى مما هو عليه لدى المملكة، يشرح الصحافي الاقتصادي.

الولايات المتحدة دولة مصدرة للنفط بعد انقطاع أربعة عقود

ومن ناحية أخرى يجب ألا يغيب عن بالنا أن الولايات المتحدة لا تنفك عن زيادة إنتاجها من النفط بفضل تطوير تكنولوجيا التصديع المائي التي تتيح استخراج النفط الصخري في ولايتيْ تكساس وداكوتا الشمالية، يقول فيليون. كما بدأ الأميركيون بتصدير النفط، وهو أمر لم يفعلوه منذ أربعة عقود، وقد تبلغ صادراتهم مليون برميل يومياً مع حلول نهاية السنة.

كما أن زيادة إنتاج النفط في كل من العراق وإيران وليبيا تساهم أيضاً في ارتفاع العرض بسرعة تفوق ارتفاع الطلب. والطلب على النفط لم يرتفع حتى بنسبة 1% حسب الوكالة الدولية للطاقة التي خفضت توقعاتها لنمو الطلب لعاميْ 2014 و2015 في وقت تشهد اقتصادات الصين وألمانيا واليابان وروسيا تباطؤاً.

تأثير تراجع الأسعار على إنتاج النفط في ألبرتا

وفي غضون ذلك، هنا في كندا، بدأ منتجو نفط الرمال الزفتية في ألبرتا، أغنى مقاطعات البلاد بالذهب الأسود، التأمل في الخيارات المتاحة أمامهم، يقول فيليون. فحسب الوكالة الدولية للطاقة قد يُعيد هؤلاء النظر بربع مشاريعهم الجديدة إذا ما هبط سعر النفط تحت عتبة الـ80 دولاراً أميركياً للبرميل لفترة طويلة. أما المشاريع التي يجري استثمارها حالياً فلديها هامش مقاومة أوسع، إذ تظل مربحة إلى أن يبلغ معدل سعر البرميل 63,50 دولاراً أميركياً. يُشار إلى أن ألبرتا تستخرج من رمالها الزفتية نحواً من مليونيْ برميل نفط يومياً.

منشأة نفطية في فورت ماك موراي في شمال مقاطعة ألبرتا في غرب كندا
منشأة نفطية في فورت ماك موراي في شمال مقاطعة ألبرتا في غرب كندا © AFP/MARK RALSTON

لابريس: تراجع أسعار النفط  ومضاعفاته على الاقتصاد حول العالم

تحت عنوان: "غائم مع احتمال عواصف رعدية" علق رئيس تحرير صحيفة لا بريس أندره برات على تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية . قال : منذ بضعة أيام يشهد سائقو السيارات في كيبيك بفرح تراجع سعر وقود السيارات بالرغم من أن ذلك ينذر بعواقب سيئة. ذلك أن تراجع أسعار النفط منذ منتصف الصيف الماضي مؤشر عن هشاشة الاقتصاد العالمي .

ففي ألمانيا مثلا ، أثارت أرقام الاقتصاد موجة من القلق في الأوساط المالية الدولية فقد تراجعت الصادرات الألمانية بخمسة فاصل ثمانية بالمئة خلال آب الماضي بالمقارنة مع الشهر السابق كما عمدت أربع مؤسسات بحوث اقتصادية على مراجعة توقعاتها للنمو وتخفيضها.

وفي الصين، يتابع أندره برات ، أعلنت وكالة الجمارك ارتفاعا مهما في قطاع الصادرات بنسبة خمسة عشر بالمئة لكن عددا كبيرا من الخبراء الاقتصاديين اعتبروا أن الأرقام مبالغ فيها إذ أن عدة مؤشرات تدل على أن الاقتصاد الصيني يشهد تباطؤا بالرغم من ارتفاع نسبة النمو.

ويعتبر أندره برات أن تراجع سعر النفط العالمي يعني أن العرض بات أكثر من الطلب جراء تباطؤ اقتصاد عدة دول منها دول الاتحاد الأوروبي الذي يبدو أنه يسير باتجاه الركود .

وفي إطار أعمال صندوق النقد الدولي نهاية الأسبوع الفائت في واشنطن ، لاحظ وزراء المال وحكام المصارف المركزية أن الانتعاش الاقتصادي "ليس متوازنا وأضعف مما كان متوقعا" .

ويتابع برات : إضافة للمصاعب الألمانية فالاقتصاد الفرنسي متعثر بدوره وبالرغم من الإصلاحات التي بدأتها حكومة اليسار فالوضع الاقتصادي والمالي الفرنسي يبقى سيئا.

إزاء هذه الأوضاع الاقتصادية المتدهورة ، يدعو أندره برات رئيس الحكومة الكندية ستيفن هاربر إلى الحذر وإذا كان من هامش ما للتحرك فيجب أن يكون باتجاه تخفيض الضرائب على المكلفين الكنديين.

أما رئيس حكومة مقاطعة كيبيك فيليب كويار، فعليه مواصلة سعيه لتحقيق التوازن المالي في الموازنة. والمطلوب حاليا ، يخلص أندره برات مقالته في لا بريس، هو منح حكومة كيبيك هامش تحرك يسمح لها بتقليص الدين العام لتمكينها من التدخل لمواجهة الركود الاقتصادي المقبل.

استمعوا
فئة:اقتصاد، دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.