لم تكد حادثة الاعتداء الذي تعرّض له جنديّان كنديّان في مدينة سان جان سور ريشوليو في مقاطعة كيبيك تنتهي حتى استجدّت حادثة أخرى اليوم الأربعاء في العاصمة الكنديّة اوتاوا.
فقد أطلق مسلّح النار على جندي كندي أمام نصب الحرب التذكاري الواقع على مقربة من مكتب رئيس الحكومة الكنديّة ومن مبنى البرلمان.
وضربت قوات كبيرة من الشرطة تساندها عربات مدرّعة طوقا أمنيّا في محيط البرلمان وأخلت الشوارع المجاورة.
وأفاد شهود عيان عن سماع عشرات الطلقات الناريّة. وقد أصيب جندي أمام نصب الحرب التذكاري بجروح وتمّ نقله إلى المستشفى.
ولقي مسلّح مصرعه وأصيب آخر بجروح خارج مبنى البرلمان كما أفيد عن احتمال وجود مسلّح ثالث يشارك في الاعتداء على البرلمان.
و تمكّنت قوات الأمن من إخراج رئيس الحكومة ستيفن هاربر سالما من مبنى البرلمان كما يقول الصحافي في راديو كندا دوني فرلان الذي يشير إلى بيان صادر عن مكتب الإعلام التابع لرئيس الحكومة ويضيف موضحا ما ورد فيه:
وقع اعتداء قرب نصب الحرب التذكاري وعلى هضبة البرلمان. افكارنا وصلواتنا تتجه نحو أسر الذين تعرّضوا للاعتداء.
ورئيس الحكومة بأمان وقد غادر هضبة البرلمان. وهو يتابع كل التطورات التي يطلعه عليها اختصاصيون في الشأن الأمني. والشرطة ماضية في عملها ونحن ما زلنا نحصي المعلومات. وسوف يدلي رئيس الحكومة بتصريح في وقت لاحق اليوم .
ويتابع دوني فيرلان قائلا:
لقد الغى رئيس الحكومة حدثا كان سيشارك فيه بعد ظهر اليوم. فهو كان سيتوجّه إلى تورونتو التي وصلتها الناشطة الباكستانيّة ملالا يوسف زاي التي سيسلّمها هاربر الجنسيّة الكنديّة الفخريّة.
وسيستمرّ في متابعة التطورات وإدارة الأزمة التي تعيشها العاصمة اوتاوا يقول الصحافي دوني فيرلان.
ويتابع دوني فرلان فيقول إن البرلمان لن يعقد على الأرجح جلسته التي كانت مقرّرة بعد ظهر اليوم.
وكان متوقّعا رفع مشروع قانون حول الأمن خلال الجلسة يقول دوني فرلان.
يقول الاختصاصي في الشؤون الأمنيّة ستيفان برتومي إن الشرطة انتشرت بشكل موسّع في محيط البرلمان ويضف:
يصعب تحديد العمليّة لأن الشرطة تغيّر تحرّكاتها وقد تراجعت في وقت من الأوقات وهي تبحث عن شخص فار و يصعب عليها العثور عليه. وهي مضطرّة لتوسيع الطوق الأمني تدريجيّا .
ويشير إلى ان ملاحقته تطرح مشكلة للشرطة التي تتعقّبه في شوارع اوتاوا وقد تضطر لدخول منازل ومتاجر.
ويتابع فيشير إلى الاجراءات الأمنيّة الأكثر تشدّدا التي ستتخذها سلطات الأمن في محيط بعض المؤسّسات من قواعد عسكريّة إلى برلمانات وبلديّات وسواها ويضيف:
هنالك لائحة بالمباني المسمّاة حسّاسة التي تمّ إحصاؤها سواء لأنها تمثّل السلطة او لأنها أماكن مهمّة من الناحيتين السياسيّة والاقتصاديّة. وثمّة ضرورة وأولويّة لحمايتها.
ويتحدّث الصحافي في راديو كندا نيكولا فينيو من كيبيك عاصمة المقاطعة التي تحمل الاسم نفسه فيشير إلى أن حكومة كيبيك اتخذت إجراءات لتعزيز الأمن في مقر البرلمان.
وفي مونتريال، أعلنت البلديّة عن إقفال أبواب المقر البلدي أمام حركة الزوّار.
وفي تورونتو، أعلنت رئيسة حكومة اونتاريو كاثلين وين أن العمل سيستمرّ كالمعتاد وأننا لن نرضخ للإرهاب.
وأكّدت أن الحكومة والمعارضة تتفقان على عدم السكوت عمّا يجري وعلى أهميّة اعتماد الحذر.
ويتحدّث الصحافي في راديو كندا اوليفييه لوميو من قاعدة فال كارتييه العسكريّة فيشير إلى تعليمات جديدة أعطتها القيادة للعسكريين:
القلق يزداد والإجراءات الأمنيّة تتعزّز. وقبل نحو ربع ساعة تحدّثت الناطقة باسم القوات الكنديّة وأشارت إلى أنه اعتبارا من تلك اللحظة تتمنى القيادة على العسكريين عدم ارتداء الزي العسكري في العلن إلا لأسباب عمليّة.
وكانت كندا قد أعلنت أمس الثلاثاء رفع مستوى التحذير من احتمال وقوع عمليّات إرهابيّة من متدنّ إلى متوسّط.
وأفاد جان كريستوف دولارو المتحدّث باسم وزير الأمن العام ستيفن بليني بأن هذه الإجراءات غير معروفة من المواطنين.
وهي أداة داخليّة تتيح للأجهزة الأمنيّة إطلاع الفرق المتخصّصة في التدخل في حالات الطوارئ في مستوى التهديد في البلاد.
ونفى أن يكون الإجراء قد جاء نتيجة تهديد محدّد.
وأوضح الوزير بليني من جهته أن قرار رفع مستوى التحذير جاء نتيجة ارتفاع مستوى التواصل بين المنظّمات الإسلاميّة المتشدّدة مثل تنظيم "الدولة الاسلاميّة" وحركة الشباب الصوماليّة وتنظيم القاعدة.
وأشار المتحدّث باسم الوزير بليني أن أجهزة الاستخبارات أطلعت السلطات أن لدى فرد ما او مجموعة ما داخل البلاد او خارجها النيّة والقدرة على القيام بعمل إرهابي.
وأضاف بأن أجهزة الأمن تقيّم باستمرار التهديد الإرهابي بهدف حماية الكنديين .
وجاء رفع مستوى التحذير من خطر وقوع عمليّات إرهابيّة بعد إقدام الشاب الكندي مارتان رولوعلى دهس جنديّين كنديّين بسيّارته في مدينة سان جان سور ريشوليو ما أدّى إلى مصرع أحدهما.
وقد لاذ المعتدي بالفرار فلاحقته شرطة كيبيك وأردته.
وكان مارتان رولو قد اعتنق الاسلام قبل سنة. وهو معروف من الشرطة الفدراليّة تحت اسم أحمد رولو.
وقد أوقفته الشرطة عندما كان يسعى للسفر إلى تركيا. وأطلقت سراحه فيما بعد لعدم توفّر أدلّة لإدانته. وصادرت جواز سفره لمنعه من السفر وصنّفته كمسافر عالي المخاطر.
وكان من بين 90 شخصا موضوعين تحت رقابة الشرطة الفدراليّة للاشتباه بارتباطهم بنشاطات إرهابيّة.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.