تناول محرر الشؤون الدينية في راديو كندا (هيئة الإذاعة الكندية) آلان كروفييه سينودس الأساقفة الكاثوليك الأخير حول العائلة الذي انعقد في الأسبوعيْن الفائتيْن في مقال بعنوان "السينودس: نقطة التحوّل" نشره في مدونته على موقع راديو كندا. ويقدم كروفييه برنامجاً أسبوعياً من تلفزيون راديو كندا يتناول فيه مواضيع دينية وروحانية.
يقول كروفييه إن السينودس (المجمع الكنسي) الاستثنائي حول العائلة انتهى وجرى تبني تقريره النهائي ونشره، وسلك الأساقفة طريق العودة، كل إلى رعيته، وعاد كرادلة الكوريا الرومانية إلى مكاتبهم في الفاتيكان. وهل تكون المرحلة المقبلة بعد سنة؟ يتساءل كروفييه، في إشارة إلى ما جاء في الكلمة الختامية للبابا فرنسيس عن استكمال المناقشات في تشرين الأول (أكتوبر) من العام المقبل. "لا"، يجيب كروفييه، "لأن هناك عواقب وحده الوقت كفيل بقياسها لنا".
نشير هنا إلى أن كل فقرة في التقرير النهائي للسينودس تتطلب موافقة أكثرية ثلثيْ الكرادلة والأساقفة الحاضرين من أجل إقرارها، وأن ثلاث فقرات لم تحصل على هذه الأكثرية المطلوبة فجرى حذفها من التقرير، وتتضمن هذه الفقرات حق المطلقين الذين تزوجوا مجدداً بالعودة إلى كنف الكنيسة، وطريقة التعاطي مع المثليين جنسياً، وموقف الكنيسة من المساكنة قبل الزواج.
ويمضي كروفييه قائلاً إنه يفكر بصورة خاصة - "وهذا بديهي" – بالمطلّقين، أكانوا متزوجين مجدداً أم لا، وبالأزواج المثليين. بأناس قد تكون لهم، في حالات عديدة، كافة الأسباب لقطع الجسور نهائياً مع الكنيسة الكاثوليكية، ولكنهم، لسبب أو لآخر، يختارون عدم الابتعاد عنها والحفاظ على الأمل. خاصة الأمل. ولكن بعد هذا السينودس هل ما يزالون يأملون بشيء ما؟ يتساءل كروفييه.

فلبرهة قصيرة، خلال انعقاد السينودس، ظن هؤلاء أن الباب سيفتح لهم، يقول كروفييه في إشارة إلى ما جاء من انفتاح في التقرير المؤقت للأسبوع الأول من السينودس. لكن بعد محادثات مريرة وكلمات قاسية، مزعجة أحياناً، قيل لهم ما معناه "نتمنى لكم حظاً أفضل في المرة المقبلة"، يقول كروفييه في إشارة إلى ما جاء في التقرير الختامي للسينودس.
ويذكّر كروفييه بما قاله الكاردينال الأميركي رايموند بورك، وهو من الكرادلة المحافظين، خلال السينودس بأن "ممارسة الجنس المثلي سيئة وشيطانية دوماً وفي كل مكان"، وبما أضافه في حديث صحافي الأسبوع الماضي خلال انعقاد السينودس بأن "من لا يقبلون تعاليم الكنيسة في هذه المسائل ليسوا مع الكنيسة، وعليهم إجراء فحص ضمير أو ترك الكنيسة إذا كانوا غير قادرين على قبول تعاليمها".
كيف يمكن قياس الوهن والإحباط لدى بعض المراقبين غداة انتهاء أعمال السينودس؟ لا بد أن بعضهم يقول "كفى!"، يرى كروفييه.
المدوّن بول برانديس روشنبوش، محرر الشؤون الدينية في موقع "هافينغتون بوست"، يعبّر عن هذا الشعور بوضوح، يقول كروفييه، فهو ما عاد يتحمل كل هذا الجدال حول المثلية الجنسية. وروشنبوش قس بروتستانتي، ينتمي للكنيسة المعمدانية، وهو من المثليين جنسياً، يعيش مع صديقه منذ 13 سنة، وتزوجا منذ سنتين. أعمال السينودس أدهشته، في مرحلة أولى، وجعلته يشعر بالارتياح، لكنها في نهايتها جعلته يشعر باشمئزاز عبّر عنه على صفحات موقعه، وهو يرى أنه من المستغرب والمهين معاً أن يجري نقاش حول حياته العاطفية.
"كما لو أن هناك ما قبل السينودس وما بعده"، يخلص كروفييه، "والبعض، مثل روشنبوش، يعتبرون أنه تم اجتياز نقطة التحوّل".
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.