أعضاء مجلس العموم يصفقون بحرارة  اليوم لرئيس حرس البرلمان كيفن بيكر (ذي الشعر الأشيب الواقف في وسط الصورة) الذي أطلق النار على المهاجم أمس وأرداه متحولاً إلى بطل وطني

أعضاء مجلس العموم يصفقون بحرارة اليوم لرئيس حرس البرلمان كيفن بيكر (ذي الشعر الأشيب الواقف في وسط الصورة) الذي أطلق النار على المهاجم أمس وأرداه متحولاً إلى بطل وطني
Photo Credit: راديو كندا

كندا: الإرهاب لن يخفينا

يوم كندي طويل لن ينساه الكنديون بسهولة وبخاصة سكان العاصمة الفيديرالية الكندية أوتاوا الذين ، كما سائر الكنديين ، حبسوا أنفاسهم أمس خوفا مما يجري ، وسط أخبار متضاربة ، وقلقا على سلم أهلي طالما ميز كندا عبر العصور سيما وأن العدو لم يعد من الخارج إنما بات من الداخل ومن "أبناء البلد"، ما يعقد عمل الاستخبارات التي باتت مضطرة ليس فقط لمراقبة بعض أفراد بعض الجاليات العرقية إنما كافة المواطنين.

والعاصفة التي ضربت العاصمة أمس تحولت اليوم إلى موجة من التعاضد والتكاتف بعيدا عن الطروحات والانقسامات السياسية ، عبرت عنها كافة القيادات السياسية والشعبية ، ليس بالضرورة دعما للحكومة إنما دعم لقيم الحرية والديموقراطية والتسامح والتعددية والسلام التي تشكل صلب المبادئ الكندية.

وللتدليل على أن الحياة عادت إلى طبيعتها ، وبخاصة في مجلس العموم الكندي الذي استهدف أمس، عقد مجلس النواب اجتماعه العادي اليوم بحضور زعماء الأحزاب وكافة النواب ، وشكل مناسبة للتأكيد على تثبيت وحدة الشعب والتصميم على عدم الرضوخ للتهديد والخوف.

استهل الاجتماع كما العادة بدخول عدد من عناصر أمن المجلس يتقدمهم رئيس الحرس كيفن بيكر الذي أطلق النار على المهاجم أمس وتحول إلى بطل وطني صفق له النواب وقوفا عدة دقائق.

وبصورة استثنائية ، افتتح النواب اجتماعهم بإنشاد النشيد الوطني .

استهل رئيس الحكومة مداخلته بشكر زعيمي المعارضة لموقفهما وكلامهما المشجع أمس وأضاف:

نحن في نظامنا السياسي وفي كندا معارضون لكننا لسنا أبدا أعداء فنحن جميعا كنديون. صحيح أننا نجلس متقابلين ولكني أيقن أنه عندما يتعرض بلدنا الذي نحبه جميعا للخطر، فكلنا يد واحدة للدفاع عنه.

وبعد تحية قوات الأمن وقائد الحرس وشكر كل زعماء الدول الذين اتصلوا منددين وعارضين دعمهم اعتبر هاربر أنه " من الصعب فهم هؤلاء المجرمين وكيف يهجرون العمال الإنسانيين ويستعبدون الناس ويقتلون الأطفال ومواجهتهم تقتضي وحدتنا وأضاف :

بالنسبة إلى أحداث الأمس والأيام القليلة الماضية ما زالت عدة أسئلة مطروحة سنجيب عليها كلها عبر التحقيق  الأمني الذي بدأ وما أود أن أقوله إن هدف ما جرى أمس هو خلق جو من الخوف والذعر وتعطيل عمل البرلمان لكنه لن يثنينا ولن يخيفنا وها نحن اليوم مجتمعون في مجلس النواب لمواصلة عملنا التشريعي ولن نرضخ أبدا للإرهاب . نحن نعيش في عالم خطر، تابع هاربر، والخطر بات بيننا ما يستدعي تعزيز قوى الأمن وتقويتها وسنقوم بذلك بدون تباطؤ .

وبعد انهاء كلمته غادر مقعده وتوجه لمصافحة وعناق قائد الحرس وزعيمي المعارضة وسط تصفيق كافة النواب وقوفا.

وكما رئيس الحكومة كذلك زعيم المعارضة الرسمية توماس مولكير الذي اعتبر أن العمل الجبان لم يزدنا إلا تماسكا ووحدة وأضاف:

" أمس اقتحم مسلح مجنون مبنى البرلمان في محاولة لإسكاتنا لإسكات القيم التي يجسدها بلدنا ، قيم السلام والتسامح والتعددية لكنه فشل ففي كندا المحبة تنتصر دائما على الحقد . لقد استيقظنا أمس في بلد يسوده السلام والتنوع والمحبة ، ولا شيء تغير اليوم".

وعلى غرار رئيس الحكومة وزعيم المعارضة ، أكد زعيم الحزب الليبيرالي المعارض جوستان ترودو أن ما جرى أمس لن يخيفنا  وأضاف:

إنهم مجرمون ولن نسمح لمجرمين أن يملوا علينا كيف نتصرف كدولة وطريقة حكمنا وأيضا طريقة تعاطينا مع بعضنا البعض  ولن يملوا علينا قيمنا ومبادئنا. وختم مخاطبا الكنديين المسلمين الذين نمد لهم يدنا وأضاف:

إن الكنديين يدركون أن الأعمال التي وقعت أمس هي أعمال جرمية وليست دينية إنما تشويه مشين لإيمانكم  وسنسير معا لا منفردين".

يبقى أن أجواء المحبة والتعاطف والتضامن التي عبر عنها الزعماء السياسيون اليوم قد لا تستمر كثيرا  إذ عاجلا أو آجلا سيتعرض رئيس الحكومة إلى المساءلة والانتقاد لقراره إشراك كندا في الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية".استمعوا

فئة:سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.