لوحة إعلانيّة  لمنظّمة اليونيسيف في غينيا تدعو  لغسل اليدين للوقاية من فايروس ايبولا

لوحة إعلانيّة لمنظّمة اليونيسيف في غينيا تدعو لغسل اليدين للوقاية من فايروس ايبولا
Photo Credit: راديو كندا / Sophie Langlois / صوفي لانغلوا

“العودة من ايبولا”

كتبت صوفي لانغلوا الصحافيّة في القسم الفرنسي في تلفزيون هيئة الإذاعة الكنديّة في مدوّنتها تتحدّث عن عودتها من غينيا وعن مرحلة ما بعد تغطيتها لأخبار داء ايبولا الذي يجتاح دولا في غرب افريقيا.

تقول لانغلوا إن زملاءها في القسم الانكليزي في راديو كندا العائدين من ليبيريا حذّروها من نظرة البعض لها لدى عودتها من غينيا.

"لم أتلق بعد أي تعليقات عدائيّة" على غرار ما حصل لزملائي في تورونتو تقول الصحافيّة ، ولكنّ الصمت مؤذً هو الآخر وترشح منه المخاوف وعدم الفهم.

وثمّة أسئلة يمكن قراءتها في النظرات وبين كلمات المحادثات الهاتفيّة ،  وكأني بالبعض يتساءل لماذا ذهبت زميلتنا إلى غينيا وخاطرت باحتمال نقل العدوى إلينا.

وتتابع لانغلوا في مدوّنتها فتقول إنها لا تعاني أي أعراض ولن تنقل العدوى لأحد .

ويستحيل أن يصاب بالداء من لم يلامس مرضى يحملون عوارض ايبولا.

"وأنا أدرك ذلك جيّدا كما يدركه أصحابي وجيراني ولكنّ احدا لن يأتي الليلة ليشاطرني لعبة البولينغ" تقول صوفي لانغلوا.

الصحافيّة صوفي لانغلوا ترسل تقريرها التلفزيوني حول داء ايبولا من غينيا
الصحافيّة صوفي لانغلوا ترسل تقريرها التلفزيوني حول داء ايبولا من غينيا © Radio-Canada / راديو كندا

وتتحدّث عن هوس ايبولا الذي اصاب أشخاصا مثقّفين ومطّلعين رغم أن الأطبّاء والعلماء يؤكّدون ويكرّرون أنه من الصعب الإصابة بالعدوى إلا في حال ملامسة السوائل الجسديّة للمريض كالبول والاسهال والقيء واللعاب.

والفايروس لا يعيش في الماء ولا في الهواء. ومرض الانفلونزا معدً أكثر بكثير وسيتسبّب هذه السنة بعدد وفيات يفوق وفيات ايبولا .

وتبقى كل هذه التطمينات دون جدوى وتبقى الغلبة للخوف على التعقّل.

وتتابع الصحافية صوفي لانغلوا فتنقل حديثا أجرته مع صديقة لها تؤكّد فيه هذه الأخيرة أنه كلّما ازدادت التطمينات ازدادت المخاوف وشعر الناس بأن الحكومات تخفي عنهم بعض الأمور لطمأنتهم.

وتجيب لانغلوا بأن السلطات الصحيّة والطبيّة تجمع على أن من لا يعاني أي عوارض لا يمكنه أن ينقل عدوى ايبولا.

وتجيب الصديقة بأن الناس يتحاشون المخاطرة في حال احتمال وجود خطر العدوى مهما كان الاحتمال طفيفا  وحتى لو كان شبهَ موجود.

والمشكلة تقول الصحافيّة في القول إنه "شبه موجود". وتتابع فتنقل عن زميلها الصحافي في راديو كندا ميشال روشون  قوله إن الأمر يعود إلى رد فعل الدماغ في حالة الخطر: فإما المقاومة وإما الهروب.

وتأثير الخوف في ردة فعلنا أقوى من تأثير العقل وفق ما تدلّ عليه آليّة عمل الدماغ.

وتتابع لانغلوا فتشير إلى أن الخوف يكمن وراء فكرة قضاء أيّام في الحجر الصحّي  خلال فترة حضانة المرض.

ففي حال أخطأ أهل العلم، وفي حال كنّا سننقل العدوى، نكون على الأقلّ قد جنّبنا أهلنا وعائلاتنا ومحيطنا  عدوى محتملة.

وتضيف بأنها لم تشأ أن يتعرّض ابنها للعزل في مدرسته أو أن يتجنّب اهالي بعض التلاميذ إرسال أولادهم إلى المدرسة بسبب ابنها.

والأمر الوحيد المحظور خلال فترة الحجر الصحّي هو التواصل مع عدد كبير من الناس كما في دور السينما أو الأسواق الشعبيّة على سبيل المثال.

وتشير إلى أن فايروس ايبولا يقتل نصف من يصيبهم. ورؤية المسعفين والأطبّاء ببزّاتهم الواقية خلال معالجة المرضى يزيد من المخاوف.

وتتابع الصحافيّة صوفي لانغلوا فتقول إن العدوّ الأكبر في اميركا الشماليّة ليس داءَ ايبولا بل دماغنا الذي يرفض الاعتراف بوقائع علميّة لدى تقييم المخاطر.

ولا ننسى أن الفايروس أدّى إلى وفاة خمسة آلاف شخص في إفريقيا وشخص واحد في أميركا.

وتشير إلى أنها والمصوّر الصحافي الذي رافقها إلى غينيا لم يكونا على تواصل مع المرضى خلال وجودهما هنالك.

وفي حال كانت العدوى قد انتقلت إليهما وفي حال أصيب أحدهما بالمرض خلال الأيام المقبلة، يتعيّن على العلماء حول العالم في هذه الحال أن يعيدوا النظر في طريقة انتشار عدوى ايبولا تقول الصحافيّة في راديو كندا صوفي لانغلوا في ختام مدوّنتها.

 

 

استمعوا

 

 

 

 

 

 

 

 

فئة:دولي، صحة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.