الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ملقياً خطابه اليوم في مجلس العموم الكندي

الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ملقياً خطابه اليوم في مجلس العموم الكندي
Photo Credit: CP / Adrian Wyld

هولاند يخطب في مجلس العموم مشدداً على القيم المشتركة بين فرنسا وكندا

ألقى اليوم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند خطاباً في مجلس العموم الكندي في أوتاوا في اليوم الثاني لزيارة الدولة التي يقوم بها إلى كندا.

وكان هولاند قد وصل صباح أمس الأحد إلى منتجع بانف الجبلي في مقاطعة ألبرتا الغنية بالنفط في غرب البلاد في أول زيارة دولة يقوم بها رئيس فرنسي إلى كندا منذ زيارة الرئيس الراحل فرانسوا ميتران إليها في أيار (مايو) 1987.

واستهل هولاند خطابه الذي دام نصف ساعة أمام أعضاء مجلس العموم بالإعراب عن أسفه لكون هذا "المكان السامي للديمقراطية" قد "تعرض للتدنيس" من خلال "هجوم إرهابي كان هدفه النهائي النيل من فكرة الحرية"، في تذكير من الرئيس الفرنسي بالهجوم الذي شنه على مبنى البرلمان الفدرالي في الثاني والعشرين من الشهر الفائت الشابُ الكندي مايكل زحاف بيبو الذي كان يسعى للانضمام لمقاتلين جهاديين في الشرق الأوسط، والذي قُتل فيه المهاجم بعد أن قتل جندياً كندياً عند نصب الجندي المجهول في العاصمة الفدرالية. وأكد هولاند أن "في وجه الإرهاب لا مكان للتخلّي أو للتنازل أو للضعف، لأن الإرهاب يهدد القيم التي من أجلها قام بلدانا ببناء نفسيهما". وكان الرئيس الفرنسي قد وضع إكليل زهور عند نصب الجندي المجهول حيث سقط الجندي نايثان سيريلّو بنيران زحاف بيبو. وجاء الهجوم المذكور بعد يوميْن على هجوم جنوب شرق مونتريال قتل فيه شاب كندي اعتنق الإسلام حديثاً جندياً كندياً وجرح آخر قبل أن يُقتل هو خلال مطاردة الشرطة له.

وإذ شدد الرئيس الفرنسي في خطابه على قوة الروابط بين كندا وبلاده، مذكراً بتضحيات الجنود الكنديين في فرنسا وسائر أوروبا خلال الحربيْن العالميتيْن، أكد على أهمية التدخل العسكري على الساحة الدولية، لاسيما في العراق ومالي، للدفاع عن قيم الحرية والديمقراطية، مذكراً بأن فرنسا وكندا تحاربان معاً حالياً تنظيم "الدولة الإسلامية" المسلح. ولاقى هذا الكلام ترحيباً لدى نواب حزب المحافظين الحاكم فصفقوا وقوفاً وبحرارة للرئيس الفرنسي، فيما بقي نواب أحزاب المعارضة، المعارضون للتدخل العسكري الكندي ضد التنظيم المذكور، صامتين، وإن صفق بعضهم فبهدوء ومن باب اللياقة.

االرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في وقفة إجلال عند نصب الجندي المجهول اليوم في أوتاوا
االرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في وقفة إجلال عند نصب الجندي المجهول اليوم في أوتاوا © راديو كندا

لكن نواب المعارضة صفقوا بحرارة للرئيس الفرنسي الذي تستضيف بلاده مؤتمر التغيرات المناخية العام المقبل وهو يدعو كندا "للالتزام كلياً" بمكافحة ظاهرة الاحترار العالمي وانبعاثات الغازات الدفيئة. "التحدي المناخي ليس تحدياً للسنوات العشر المقبلة بل هو تحدٍ للقرن (الحالي)"، قال هولاند.

وإذا كان سجل حكومة المحافظين في مجال البيئة يتعرض للانتقاد المتواصل من قبل أحزاب المعارضة والمنظمات البيئية، فإن اختيار الرئيس الفرنسي ألبرتا الغنية بالنفط نقطة انطلاق لزيارته الكندية ودعوته الشركات الفرنسية للاستثمار في رمالها الزفتية جعلاه عرضة للانتقادات من الناشطين البيئيين في فرنسا، وأيضاً لسؤال من صحافية خلال مؤتمره الصحافي المشترك مع رئيس الحكومة الكندية ستيفن هاربر ردّ عليه هولاند بالقول إن شركة "توتال" الفرنسية، وهي من عمالقة الصناعة النفطية حول العالم، تستخدم تقنيات تحترم المعايير البيئية.

وأعرب هولاند عن رغبته في تعزيز التبادل التجاري بين بلاده وكندا، مذكراً بأن فرنسا هي المصدّر الثامن إلى كندا من حيث الأهمية وأنها المستورد التاسع من كندا. كما أعرب عن أمله في تعزيز التعاون بين البلديْن في المجالات العلمية.

ولم تغب المسألة اللغوية عن خطاب الرئيس الفرنسي، فذكر بأهمية الدور الذي تقوم به كندا في المنظمة الدولية للفرانكوفونية، وأشار إلى أن فرنسا وكندا عازمتان على إعطاء هذه المنظمة دفعاً جديداً في القمة التي تعقدها أواخر الشهر الجاري في داكار.

وقبل انتقاله إلى كيبيك، المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية، حيث يلقي غداً، في اليوم الأخير من زيارته، خطاباً في الجمعية الوطنية (الجمعية التشريعية) في مدينة كيبيك قبل الانتقال إلى مونتريال، جدد الرئيس الفرنسي، من مجلس العموم في أوتاوا، التأكيد على علاقة "الحب" التي تربط بلاده بكيبيك والتي لا تحول دون وجود صداقة متينة لا حدود لها بين فرنسا وسائر المقاطعات الكندية.

استمعوا
فئة:اقتصاد، بيئة وحياة حيوانية، دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.