مشروع شركة ترانس كندا لبناء ميناء نفطي في مدينة كاكونا في مقاطعة كيبيك يصطدم بالعديد من العوائق منذ أن اعلنت الشركة عزمها على إنشائه.
ويندرج إنشاء الميناء النفطي في إطار مشروع لبناء خطّ انابيب لنقل النفط من غرب كندا إلى شرقها.
ويضمن إنشاؤه منفذا مائيّا تحتاجه صناعة النفط في شرق البلاد ويفتح أسواقا جديدة في اوروبا أمام هذا القطاع.
كما يخفّف المشروع من اعتماد قطاع النفط على النقل عبر خطوط السكك الحديديّة.
وكانت المخاوف من نقل النفط عبر السكك الحديديّة قد ازدادت منذ حادثة لاك ميغانتيك صيف العام الماضي 2013.
فقد احترق قطار محمّل بالنفط بعد انزلاق عرباته فتسبّب باحتراق وسط المدينة التجاري وتدميره بالكامل وبوقوع 47 قتيلا.
ويلقى مشروع ترانس كندا في كاكونا معارضة دعاة البيئة الذين يتخوّفون من مخاطره على مَواطن حيتان البيلوغا البيضاء في نهر السان لوران.
وكانت محكمة كيبيك العليا قد رفضت أمرا قضائيّا قدّمته مجموعة من دعاة البيئة لتجميد رخص العمل الممنوحة لترانس كندا للقيام بأعمال حفر استكشافي في كاكونا.
واعتبرت المحكمة في قرارها أن الأدلّة غير متوفّرة حول وجود مخاطر تهدّد حيوان البيلوغا.
وعادت المسألة إلى الواجهة قبل أيام عندما قدّمت ترانس كندا مشروعها إلى مكتب الطاقة الوطني.
وتقدّر كلفة المشروع بنحو 12 مليار دولار. وينصّ على بناء خطّ انابيب يمتد من مقاطعتي البرتا وسسكتشوان في الغرب وصولا إلى نيوبرنسويك في الشرق مرورا بكيبيك حيث يلحظ بناء ميناء نفطي في مدينة كاكونا على ضفاف نهر السان لوران.

وتشير الشركة إلى الميزات الاقتصاديّة المهمّة للمشروع ومعايير السلامة والتنمية البيئيّة المسؤولة التي تعتمدها.
ويثير المشروع قلق الأوساط العلميّة التي تتخوّف من مضاعفاته على الحياة الحيوانيّة البحريّة بصورة خاصّة.
يقول الصحافي في راديو كندا دوني لودوك إن دعاة البيئة تظاهروا في كاكونا أكثر من مرّة ودعوا حكومة كيبيك لرفض مشروع ترانس كندا الضخم.
ويتيح المشروع استقبال ناقلات نفط عملاقة في مرفأ كاكونا كما يقول لودوك ويتابع:
تتيح ناقلة النفط مينرفا غلوريا المسمّاة "افرا ماكس" نقل 700 ألف برميل نفط. وسيكون بإمكان مرفأ كاكونا استقبال ناقلات من نوع "سويس ماكس" قادرة على نقل مليون ومئة ألف برميل نفط.
ويتابع فيشير إلى أن شركة ترانس كندا ستعمد في حال حصلت على الموافقة على مشروعها، إلى بناء اثني عشر خزّانا قادرا على استيعاب ما بين 4،2 إلى 4،6 ملايين برميل نفط.
وستكون المنشآت أضخم بكثير من تلك الموجودة حاليّا في مدينة سوريل تراسي الكيبيكيّة.
ويتابع دوني لودوك قائلا:
افادت الوثائق التي نشرتها ترانس كندا أنه تمّت دراسة ستة مواقع أخرى في كيبيك غير كاكونا من أجل إنشاء ميناء نفطي، من بينها سان نيكولا وليفي ومرفأ كيبيك وسواها.
وتمّ تقييم كل هذه المواقع ليقع خيار الشركة في النهاية على مدينة كاكونا.
وتختلف المواقف في كاكونا نفسها من المشروع.
وإذ اعرب عدد من أبناء المدينة عن مخاوفهم من المضاعفات البيئيّة، أكّد البعض الآخر على التبعات الاقتصاديّة المهمّة التي سيتركها المشروع في حال تنفيذه و فرص العمل الكثيرة التي سيوفّرها.
يبقى القول أخيرا إن كاكونا أصبحت رمزا للمعضلة القائمة بين التنمية الاقتصاديّة من جهة وحماية البيئة من الجهة الأخرى.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.