مع مرور حوالي ثلاثة أشهر على بدء الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على تنظيم "الدولة الإسلامية" في إطار تحالف دولي تشارك فيه كندا، ثمة سؤال يطرح نفسه: ما حصيلة تلك الأشهر الثلاثة وهل الإستراتيجية المتبعة حتى الآن نجحت في تحقيق بعض من الأهداف المعلنة والتي قام التحالف على أساسها ؟
يجيب العميد المتقاعد في الجيش الكندي غاستون كوتي في حديث إلى هيئة الإذاعة الكندية:
"بداية، فإن الهدف الإستراتيجي الذي حدده باراك أوباما عندما بدأ بالسعي لتشكيل التحالف كان أولا تقليص قدرات تنظيم "الدولة الإسلامية" ومن ثم تدميرها وأنا أعتقد، يتابع العميد الكندي المتقاعد، أن التركيز على إضعاف التنظيم يبدو أكثر واقعية إلى أن تتمكن قوات برية من القيام بمهمة تدميرها ذلك أن القوات الجوية محدودة القدرة لكون معظم مسلحي التنظيم باتوا الآن في القرى والبلدات والمدن الآهلة بالسكان ما يعرقل القدرة على ضربهم من الجو دون وقوع خسائر جانبية وضحايا من المدنيين يصعب على التحالف تحملها ."
ويذكّر العميد غاستون كوتي بمقولة كانت سائدة خلال الحرب في أفغانستان وهي : كل ضحية مدنية تخلق مئة عدو جديد.
ومع اعتباره أن الإستراتيجية المعتمدة حتى الأن جيدة ولو كانت محدودة، يرى كوتي أن الأوضاع في العراق كما في سوريا شديدة التعقيد. يقول:
"الإشكالية في سوريا والفوضى العارمة ناجمة عن وجود عدة مجموعات إرهابية، مجموعات منها تحارب النظام ومجموعات أخرى تدافع عن الحكومة والمشهد بالتالي معقد ومن الصعب معرفة من يمكن الاتكال عليه، وأحد أهداف التحالف هو دعم الجيش لمحاربة الإرهاب لكن الجيش منقسم وعناصره يتقاتلون في ما بينهم".
وعن أهمية المشاركة الكندية وأثرها على مسار القتال يعتبر العميد الكندي المتقاعد غاستون كوتى أن الغارات الكندية الأولى كانت ناجحة وخففت العبء عن الطائرات الأميركية ويضيف:
"القدرات الكندية مهمة فبفضل الطائرات من طراز أورورا يمكن جمع المعلومات وتحليل نتائج القصف وهذا ما كان غير متوفر من قبل".
ستة أشهر حددتها الحكومة الكندية لمشاركتها في الحرب لكنه يبدو من المؤكد أنها لن تكون كافية حتى لإضعاف قدرات التنظيم فكم بالحري للقضاء عليه ؟استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.