عمدة برلين كلاوس فوفرايت يعاين إضاءة البالونات البيضاء المرتفعة فوق جدار برلين في 7 تشرين الثاني نوفمبر 2014

عمدة برلين كلاوس فوفرايت يعاين إضاءة البالونات البيضاء المرتفعة فوق جدار برلين في 7 تشرين الثاني نوفمبر 2014
Photo Credit: TOBIAS SCHWARZ/AFP/Getty Images)

ربع قرن على سقوط جدار برلين: المانيا تحتفل

تحتفل المانيا بمرور خمسة وعشرين عاما على انهيار جدار برلين الذي قسم العاصمة إلى شطرين.

ففي التاسع من تشرين الثاني نوفمبر عام 1989 تمّ الإعلان بصورة رسميّة عن سقوط الجدار ليسقط بذلك واحد من أبرز رموز الحرب الباردة.

ويرى الكثيرون أن سقوطه وضع حدّا لتداعيات الحرب العالميّة الثانية وشكّل منعطفا مهمّا في إعادة توحيد المانيا.

وبدأت الاحتفالات في المدينة وتستمر حتى نهاية الأسبوع. وتمّ نشر بالونات بيضاء مضاءة على طول الجدار احتفاء بالمناسبة.

يتحدّث الصحافي في تلفزيون هيئة الإذاعة الكنديّة جان فرانسوا بيلانجيه مباشرة من برلين ، ومن الجدار فيشير إلى أنه موجود هو شخصيّا على الحدود الفاصلة بين برلين الشرقيّة وبرلين الغربيّة ويضيف:

يظهر من ورائي قسم من الجدار يحمل الجزء الأكبر من الرسوم والكتابات. والجدار يمتد بطول 160 كيلومترا وكان يفصل برلين إلى شطرين غربي وشرقي.

ويتابع جان فرانسوا بيلانجيه فيشير إلى أن 8 آلاف بالون أبيض ترتفع في سماء برلين على طول الجدار وسيتمّ إضاءتها مساء الجمعة في إطار الاحتفالات بمرور ربع قرن على هذا الحدث التاريخي.

وستبقى البالونات  مضاءة ثمانية واربعين ساعة ويتمّ إطلاقها في الجو يوم الأحد المقبل  حوالي الثامنة مساء بالتوقيت المحلّي وتحديدا في الوقت الذي تمّ فيه فتح الجدار.

ويشير بيلانجيه إلى أن الاحتفال ألماني ويشارك فيه الألمان من سياسيين ومواطنين عاديين ويضيف:

ستشارك المستشارة انجيلا ميركل في احتفالات يوم الأحد التي تجري عند بوّابة براندبورغ  وهي أيضا مكان رمزي.

كما يشارك في الاحتفالات الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشيف الذي يتوجّه إلى نقطة التفتيش المشهورة "تشارلي" وهي التسمية التي كان يطلقها الألمان في برلين الغربيّة على نقطة العبور نحو برلين الشرقيّة في حقبة الحرب الباردة.

وكانت منطقة عالية التوتّر يقول بيلانجيه. ويذكّر بأحداث تشرين الأول اكتوبر عام 1961 قبل بناء الجدار، حيث كانت الدبّابات الروسيّة وجها لوجه مع الدبّابات الأميركيّة.

وتجنّب العالم مواجهة كانت ستكون كارثيّة لو حصلت في حينه.

ويتابع جان فرانسوا بيلانجيه من برلين قائلا:

العيد الماني بصورة أساسيّة ومن المتوقّع وصول مئات الآلاف من المواطنين للمشاركة في الاحتفالات.

والاحتفال بالغ الأهميّة بالنسبة للالمان خصوصا أن تاريخهم عرف خضّات كثيرة وتخلّلته سلبيّات كثيرة.

ويتطلّع المواطنون بشغف للمشاركة في ذكرى مرور ربع قرن على سقوط الجدار وهو حدث إيجابي لألمانيا بأكملها.

المارّة على الدرّاجات يأخذون صور البالونات البيضاء المرتفعة فوق جدار برلين في 7 تشرين الأول نوفمبر 2014
المارّة على الدرّاجات يأخذون صور البالونات البيضاء المرتفعة فوق جدار برلين في 7 تشرين الأول نوفمبر 2014 © GI/Sean Gallup

ويقول رينيه بولدوك أستاذ الفلسفة في معهد غارنو في كيبيك إنه كان يقيم في المانيا منذ 3 سنوات وقد عاين الأحداث والتطورات عن كثب.

ويشير إلى حالة من "الفرح المجنون" عمّت المدينة.

وقد يستغرب البعض كما يشير، من أن نقول اليوم بأن سقوط الجدار لم يكن حادثا مرتجلا.

ولكنّ حركات سياسيّة عديدة سبقت سقوطه. وتنامت في الفترة الأخيرة قبل سقوطه حركة هروب مواطنين من ألمانيا الشرقيّة نحو الغرب.

ويعتبر بولدوك أن حركة توحيد ألمانيا بدت وكأنّها ضمّ للجزء الشرقي إلى الجزء الغربي من البلاد ويضيف:

لا يمكن محو 40 عاما من التاريخ بشخطة قلم. وكان من الضروري التنديد بكل ما جرى من اعتقالات بسبب "جرائم الفكر" والتنديد بإطلاق النار على من كانوا يحاولون الهروب إلى الغرب.

ويضيف بأنه شاهد اعدادا كبيرة من الالمان الشرقيين في برلين. وكان كبار السن الذين عرفوا حقبتي التاريخ قبل انقسام البلاد وبعدها في غاية التأثّر.

ويتحدّث عمّا يصفه "عيد الاستهلاك" مع إقبال مواطني ألمانيا الشرقيّة على المحال التجاريّة والسوبر ماركت ويضيف:

كان دستور المانيا الاتحاديّة في حينه ينصّ على منح كل مواطن يصل من الجزء الشرقي مبلغ مئة مارك الماني.

واقبل المواطنون على المصارف للحصول على المال.

وكانت الفترة الأولى مصدر ارتياح لهم. لكنّ الوضع تغيّر شيئا فشيئا وفرضت الصعوبات اليوميّة نفسها يقول أستاذ الفلسفة رينيه بولدوك.

يبقى أن ربع قرن من الزمن مرّ على سقوط الجدار.

جدار العار كما  كان يقول الغرب و جدار الحماية من الفاشيّة كما يقول الشرق.

و أيّا يكن، فالجدار سقط ليفتح سقوطه صفحة جديدة في تاريخ ألمانيا واوروبا والعالم في آن معا.

 

 

 

استمعوا

 

 

فئة:دولي، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.