نشرت صحيفة لابريس مقالا مطوّلا حول اللاجئين السوريين في لبنان.
فتحت عنوان "مخيّمات البؤس" كتبت الصحافيّة ميشال ويمي تقريرا حول اللاجئين السوريين في لبنان.
ويندرج المقال ضمن مجموعة من التقارير التي تتحدّث فيها الصحافيّة الكنديّة عن الأوضاع في لبنان.
و تناولت في مقال سابق قضيّة العسكريين المخطوفين الذين التقت بعضا من ذويهم.
وتتحدّث عن مشاهداتها في مدينة مجدل عنجر حيث تنتشر عشرات الأكواخ على طول الطريق ، اقامها اللاجئون السوريّون.
وتضمّ الأكواخ عددا كبيرا من الأشخاص ، وعندما تسقط الأمطار تتسلّل إلى داخلها وتزيد من رطوبة الأخشاب المصنوعة منها تقول ميشال ويمي.
وتضيف بأن مخيّما للاجئين أقيم على مقربة من مكبّ النفايات. ويدفع اللاجئون بدل إيجار شهري بقيمة 50 دولارا لصاحب الأرض التي أقيم المخيّم فوقها.
ويدفعون 40 دولارا ثمن المياه والكهرباء ما يثقل العبء المالي عليهم، بعد أن غادروا بلادهم وتركوا كلّ شيء وراءهم كما تقول ميشال ويمي في صحيفة لابريس.
وتنقل أخبار لاجئين مضت على مغادرتهم سوريا ثلاث سنوات ويعيشون في فقر مدقع.
وتضيف أن اللاجئين السوريين يستمرّون في التدفّق منذ ربيع العام 2012 على لبنان وتجدهم في كل مكان : على الطرقات وفوق السطوح وفي المباني المخليّة.
وخلافا لتركيا والأردن، فقد رفض لبنان بناء مخيّمات بصورة رسميّة لهم.
وتنقل الصحافيّة في لابريس ميشال ويمي عن السياسي اللبناني أنطوان حدّاد قوله إن اللاجئين أقاموا هذه المخيّمات بصورة عشوائيّة غير منظّمة .
وهي غير مضبوطة أمنيّا وغير مقبولة إنسانيّا وقد تتحوّل إلى برميل بارود.
وتشير إلى أن لبنان يستقبل ما يزيد على مليون ومئتي ألف لاجئ وهو العدد الأكبر من اللاجئين السوريين في بلد يعدّ 4 ملايين وربع مليون نسمة.
وتتوقّع الأمم المتحدة أن يصل العدد إلى مليون ونصف مليون لاجئ بحلول عيد الميلاد المقبل.
ولبنان الذي يعاني نتيجة الوضع القائم في سوريا هو على وشك الانهيار تقول ميشال ويمي.
وتشير إلى أن عدد اللاجئين السوريين في مجدل عنجر يفوق عدد أبناء المدينة اللبنانيين.
فالمدينة كانت تعدّ قبل الحرب السوريّة واحدا وعشرين ألف نسمة وقد انضمّ إليهم اربعة وعشرون الف لاجئ سوري منذ نحو سنة ونصف.
وتتحدّث عن معاناة هؤلاء اللاجئين اليوميّة وتضيف أنه كان من الصعب مقابلة رئيس بلديّة المدينة سامي العجمي لكثرة انشغالاته.
وتنقل عنه إنه من الصعب إدارة مدينتين، واحدة لبنانيّة وأخرى سوريّة كما يقول، مشيرا إلى حالة التوتر القائمة بين العمّال اللبنانيين والسوريين، وإلى مشاكل المياه والكهرباء والخدمات الصحيّة.
ويقول العجمي إن الدولة لا تقوم بشيء وإنه يحصل على المساعدة من المنظّمات غير الحكوميّة.
ويؤكّد أن المدينة قد تصل قريبا إلى نقطة يصعب معها استيعاب أي لاجئ إضافي، خصوصا أن الحرب تنذر بأن تطول.

وفي مقال آخر من طرابلس في شمال لبنان، تروي الصحافيّة في لابريس ميشال ويمي قصّة طفل سوري في الثالثة من العمر يمضي أسبوعه في الميتم مع أخويه، في حين تذهب الوالدة للبحث عن لقمة العيش.
وتقول تلك السيّدة إن جنودا سوريين اعتقلوا زوجها من منزل العائلة في دمشق ودعوها في اليوم التالي إلى تسلّم جثّته.
وهي تقيم في مخيّم البدّاوي وتجد صعوبة في إعالة اطفالها الثلاثة.
وتنتقل ميشال ويمي إلى مدينة صيدا الجنوبيّة فتتحدّث عن مبنى من خمسة طوابق لم تنته أعمال بنائه يقيم فيه نحو ألف لاجئ سوري من بينهم 600 طفل.
وتقول إن المبنى يخصّ صاحب أعمال لبناني من بيروت كان يعتزم بناء مسجد ومدرسة في المدينة.
ويعيش اللاجئون حاليّا فيه مجانا ولكنّهم سيدفعون بدل إيجار في غضون شهرين من اليوم.
وتشير ويمي إلى أن حياة اللاجئين تغيّرت في مدينة عرسال المحاذية لسوريا منذ أن دخلها مقاتلو تنظيم "الدولة الاسلاميّة" في شهر آب اغسطس الفائت وخطفوا 30 جنديّا لبنانيّا.
وقد قُتل ثلاثة جنود، إثنان منهما بقطع الرأس على يد التنظيم ممّا اثار موجة استنكار عارمة لدى اللبنانيين الذين صبّوا غضبهم على اللاجئين بعد أن ربطوا عن خطأ كما تقول ميشال ويمي بينهم وبين مقاتلي تنظيم "الدولة الاسلاميّة".
وتشير إلى أن الجيش اللبناني فرض حظر تجوّل على اللاجئين في صيدا اعتبارا من السابعة مساء.
وقد طوّق المبنى الذي يقيم فيه اللاجئون وفتّشه بحثا عن أسلحة ومتفجّرات.
وتختم مؤكّدة أن لاجئين التقتهم يفضّلون الإهانة وحظر التجوّل في لبنان على الحرب في بلدهم سوريا.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.