احتل ّ خبر الاتفاق الذي وقّعته الولايات المتحدة والصين حول التغيرات المناخيّة حيّزا مهمّا في الصحف الكنديّة.
لابريس: الرمز القوي
صحيفة لابريس نشرت تعليقا بقلم اندريه برات رأت فيه أن الاتفاق أحيا الآمال بالتوصل إلى اتفاق في مؤتمر باريس بشأن المناخ الذي سيُعقد في كانون الأول ديسمبر من العام المقبل 2015.
ورأت الصحيفة أن الأهداف التي اتفق عليها الزعيمان الصيني والأميركي شي جين بينغ واوباما لم تثر استغراب الاختصاصيين بقدر ما أثارها توصّل أكبر ملوّثين مسؤولين عن انبعاث غازات الدفيئة إلى اتفاق بينهما.
وتذكّر الصحيفة بأن الخلاف في وجهات النظر بين البلدين أدّى إلى إفشال مؤتمر كوبنهاغن عام 2009.
وتستغرب أن يكونا قد اعلنا عن أهدافهما للعقد المقبل 2020-2030 قبل عام على مؤتمر باريس.
وترى الصحيفة أن الرمز قويّ وأنه يفقد العديد من الدول التي تتأخر في الحد من انبعاث غازات الدفيئة حجّتها القائلة بأن الصين ترفض تحديد سقف انبعاثاتها الملوّثة.
ومن بين هذه الدول كندا واستراليا واليابان وروسيا تقول لابريس.
وتضيف بأن الوضع تغيّر أيضا بالنسبة للدول النامية التي كانت الصين حليفا لها حتى الآن في المباحثات المتعلّقة بالتغيّرات المناخيّة.
ويتعهّد الطرفان الأميركي والصيني بموجب الاتفاق بخفض انبعاث غازات الدفيئة ما بين 26 إلى 28 بالمئة عمّا كانت عليه عام 2005.
وأكّدت الادارة الأميركيّة أن هذا ممكن بفضل القوانين الحاليّة ما يعني أنه لن يكون بمقدور الجمهوريين الذين يمتلكون الأغلبيّة في مجلس الشيوخ إفشال قرار الرئيس اوباما.
وتشير لابريس إلى تقرير نشرته الوكالة الدوليّة للطاقة يفيد بأن الأهداف التي حدّدها اتفاق بكين لن تساهم في خفض الاحتباس الحراري بدرجتين ما من شأنه أن يترك مضاعفات كارثيّة على البيئة.
وإن صدقت توقّعات وكالة الطاقة الدوليّة، يبقى الاتفاق الاميركي الصيني غير كاف تقول لابريس .
وتختم مؤكّدة أن القوّتين العظميين تسيران على الأقلّ يدا بيد باتجاه مؤتمر باريس.

الغلوب اند ميل: اتفاق كبير بالفعل
صحيفة الغلوب اند ميل كتبت تقول إن الاتفاقات الدوليّة حول خفض الانبعاثات الملوّثة كانت دوما مرتبطة بالحساب والأرقام.
وإذا كان البلدان المسؤولان عن 40 بالمئة من التلوّث غير مرتبطين بخفضها، فإن جهود دول مسؤولة عن معدّلات تلويث أدنى لخفض انبعاثاتها ستكون دون تأثير يُذكر.
والمشكلة أن كلاّ من الدولتين رفضت اتخاذ قرار بمفردها خشية من أن يؤذي ذلك مصالحها الاقتصاديّة.
والحل أتى من خلال الاتفاق التاريخي المفاجئ الذي وقّعته بكين وواشنطن لمكافحة ما وُصف بأنه أخطر تهديد يواجه البشريّة.
وترى الصحيفة أن تحقيق الأهداف التي حدّدها الاتفاق بخفض انبعاث غازات الدفيئة يتطلّب خطوات عديدة خلال السنوات المقبلة.
وفي حال سارت الأمور على ما يُرام، من غير المستبعد حسب الصحيفة أن نشهد توجّها دوليّا نحو خفض الانبعاثات الملوّثة في وقت قريب، وربّما اعتبارا من العام المقبل.
وترى الغلوب اند ميل أن الاتفاق يبدو ظاهريّا أفضل للصين منه للولايات المتحدة.
فالصين ستكون قادرة على المحافظة على زيادة انبعاث الغازات الملوّثة حتى العام 2030 في وقت يتعيّن على واشنطن خفضُها بوتيرة أسرع ممّا تعهّدت به في اتفاقات سابقة.
ولكنّ الصورة أشمل من ذلك تقول الصحيفة. و سبق أن وافقت الصين على خفض انبعاثاتها الملوّثة. لكنّها المرّة الأولى التي توافق فيها على رفع سقف الانبعاثات لخفضه فيما بعد.
وترى الغلوب اند ميل أن دوافع الصين بسيطة: فمدنها يلفّها الضباب الدخاني ومواطنوها يصبحون مرضى.
ويتعيّن على الحكومة أن تتخذ إجراءات لمواجهة التهديد المتمثّل على الصحّة العامّة وعلى شرعيّتها كحكومة.
فضلا عن أنها ترغب في أن تكون شريكا في مكافحة الخطر الذي يهدّد العالم بأسره.
وتختم الغلوب اند ميل فتشير إلى أن الاتفاق يمثّل تحدّيا لكندا . وما تقوم به واشنطن وبكين وهما أهمّ شريكين اقتصاديّين لها يضع ضغطا كبيرا على اوتاوا.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.