كندا بلد الهجرة واللجوء ، تفتح أبوابها للمهاجرين من كلّ أصقاع الأرض.
ويرحّب الكنديون بالمهاجرين ولكنّ نظرتهم إليهم وإلى اندماجهم في المجتمع تختلف من مقاطعة إلى أخرى.
ويرى كل ثلاثة كنديين من أصل أربعة أنهم متسامحون إزاء المهاجرين، وفق استطلاع أجرته مؤسّسة ريسورتش هاوس لصالح القسم الانكليزي في تلفزيون هيئة الإذاعة الكنديّة بين الثاني والعشرين والتاسع والعشرين من شهر تشرين الأول اكتوبر الفائت.
وشمل الاستطلاع 1500 شخص ما فوق الثامنة عشرة من العمر من بينهم 250 شخصا من أبناء الجاليات العرقيّة.
ويهدف التحقيق لرسم صورة حول نظرة الكنديين إلى ابناء الجاليات المهاجرة، واندماجهم في المجتمع ودورهم في سوق العمل الكنديّة.
ويرى 75 بالمئة من العيّنة المستطلعة أن كندا بلد هجرة ترحّب بالمهاجرين من كافّة المجموعات الاثنيّة والاعراق.
لكنّ المواقف تختلف عندما تتعمّق الأسئلة وتتناول مواضيع أكثر دقّة وحساسيّة، لا سيّما ما يتعلّق منها بالبعد الاقتصادي.
وتحلّ مقاطعة اونتاريو في الطليعة من حيث الانفتاح والتسامح مع المهاجرين.
ويقول جاك جدواب مدير عام اتحاد الدراسات الكنديّة إن المقاطعة تستقبل العدد الأكبر من المهاجرين الواصلين إلى كندا. وهي تنجح في إدارة التعدديّة التي تميّز المجتمع الكندي.
ويرى أن الأمر ملفت للنظر خصوصا وأنه وفق الاعتقاد السائد، فإن ارتفاع عدد الأقليّات العرقيّة والمرئيّة يؤدّي إلى ارتفاع التمييز. ولكنّ الحال مختلف في اونتاريو.
الصحافيّة في راديو كندا غبريال سابوران التقت مواطنين من أصول مهاجرة في مقاطعة اونتاريو أجمعوا على أن كندا بلدُ الهجرة وأنها بلد منفتح على الثقافات والأعراق وتضيف سابوران قائلة:
اكثر من ثلاثة أرباع الكنديين عبّروا عن ارتياحهم للعمل مع أشخاص من أصول عرقيّة مختلفة.
لكنّ النسبة تتدنّى إلى الثلثين عندما يتعلّق الأمر بإقامة علاقة حبّ مع المهاجرين.
والاستطلاع الذي اجرته مؤسّسة ريسورتش هاوس يفيد أن أكثر من نصف الكنديين مقتنعون بأن الهجرة عامل مهمّ لدعم النمو الاقتصادي في البلاد.

لكنّ ثمّة احكاما مسبقة يصعب التغلّب عليها تقول غبريال سابوران وفق ما أظهرته الدراسة، من بينها الاعتقاد بأن المهاجرين يأخذون الوظائف وفرص العمل من الكنديين. وتضيف سابوران بالقول:
يفيد الاستطلاع أن الجاليات المسلمة عرضة أكثر من سواها لاحتمال مواجهة التمييز بحقّها، وبنسبة تصل إلى 24 بالمئة، تليها الجاليات العربيّة ومن غرب آسيا والشرق الأوسط مع نسبة تصل إلى 14 بالمئة.
وتضيف سابوران بأن هذه النتائج ليست مستغربة في رأي الإمام حميد سليمي من تورنتو الذي يقول إنه من الصعب أن نتصوّر الأمر وأن نصدّقه.
ويضيف بأنه يسمع بصورة شبه يوميّة أخبارا عن تمييز بحق احد ابناء جاليته كما يقول.
وتنقل الصحافيّة غبريال سابوران عن مواطنين التقتهم في اونتاريو تأكيدهم على أهميّة التثقيف والتوعية على التعدديّة في وقت مبكّر داخل المدارس.
ويرى الكثيرون أن العيش جنبا إلى جنب مع أبناء الجاليات العرقيّة والعمل معهم يساهم في إزالة الكثير من الأحكام المسبقة حولهم.
وتشير الدراسة إلى أن مقاطعة كيبيك هي الأولى على صعيد استيعاب المهاجرين وادماجهم في مجتمعها.
ويرى كل 4 كيبيكيين من أصل خمسة أن الاندماج شأن يتعلّق بالمهاجرين أنفسهم. لكنّ الكيبيكيين بالمقابل قلقون على مستقبل ثقافتهم.
ودوما في كيبيك، ترى المجموعات الدينيّة والعرقيّة والمسلمون واليهود وأبناء الجاليات السوداء أن التمييز بحقّهم هو اعلى من مقاطعات أخرى.
ويرى أبناء الجاليات الآسيويّة على العكس من ذلك أنهم عرضة لتمييز أعلى خارج كيبيك.
وعلى الصعيد الاقتصادي ، يتخوّف الكنديون في مقاطعات البراري أكثر من سواهم على سوق العمل واحتمال أن يأخذ المهاجرون منهم فرص العمل.
وعلى الصعيد الاجتماعي يميل الكنديون في مقاطعات الشرق الأطلسيّة اكثر من سواهم إلى تأييد إقامة علاقات حبّ مع مهاجرين.
يبقى القول إن ثمة فرقا بين النظرة إلى المهاجرين كما يراها الكنديون أنفسهم والحقائق التي اظهرتها الدراسة بالوقائع والأرقام.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.