"إن العنف الجنسي والقائم على الجنس هو الشكل الأكثر تطرّفا وانتشارا من اشكال عدم المساواة التي تتعرّض لها النساء والفتيات. وعلى نطاق العالم، تتعرّض كل امرأة من بين كل ثلاث نساء للعنف الجنسي في وقت ما من حياتها، بدءا بالاغتصاب والعنف داخل الأسرة وانتهاء بالمضايقة في العمل والتسلّط على شبكة الانترنت".
هذا بعض ما ورد في رسالة وجّهها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة.
وتتحدّث الرسالة عن اختطاف 200 فتاة في نيجيريا وعن تعرّض نساء في العراق للاغتصاب والاسترقاق الجنسي حسبما ورد في شهاداتهن، وتعرّض تلميذتين في الهند للاغتصاب وتعليق جثّتيهما على شجرة.
وتشير إلى حالات في الولايات المتحدة حظيت بالاهتمام تتعلّق بعنف جنسي في سياق فرق رياضيّة ومجمّعات جامعيّة حسبما ورد في رسالة الأمين العام للأمم المتحدة.
وتشير الرسالة إلى أن مكافحة العنف ضد المرأة هو من مسؤوليّة الجميع، وتؤكّد على أهميّة التصدي لثقافة التمييز التي تسمح للعنف بأن يستمرّ.
وكما هو معروف، فقد حدّدت الأمم المتحدة في العام 1999 الخامس والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر يوما عالميا لمناهضة العنف ضد المرأة.
واليوم وبعد خمس عشرة سنة ما زالت التقارير تفيد عن استمرار العنف.
وتتعرّض 35 بالمئة من النساء والفتيات في العالم لأحد أشكال العنف الجنسي وفق أرقام المنظّمة الدوليّة.
وتشير التقديرات بأن ما يزيد على 130 مليون امرأة وفتاة على قيد الحياة اليوم تعرّضن لتشويه الأعضاء التناسليّة من خلال الختان.
وتنظّم الأمم المتحدة حملة هذه السنة تستمر 16 يوما تتخلّلها نشاطات لمناهضة العنف ضد المرأة وتدعو إلى ارتداء اللون البرتقالي حتى العاشر من كانون الأول ديسمبر وهو اليوم العالمي لحقوق الانسان.
وتتحدّث المنظّمة الدوليّة عن كلفة عالية جدّا ناتجة عن العنف ضدّ المرأة تشمل خدمات المساعدة والدعم المقدّمة للنساء ضحايا العنف وأطفالهن وكلفة الخدمات القضائيّة الناجمة عن محاكمة مرتكبي العنف فضلا عن الخسائر الناجمة عن توقّف الانتاجيّة بسبب العنف، ناهيك عن الآلام والعذابات التي تلحق بالمرأة ضحيّة العنف.
تتحدّث رئيسة ملجأ النساء في مونتريال مانون موناستيس إلى راديو كندا فتشير إلى حملة في كيبيك لمناهضة العنف ضدّ المرأة تستمر اثني عشر يوما وتحديدا حتى السادس من الشهر المقبل وهو اليوم الذي وقعت فيها حادثة الاعتداء على طالبات في معهد بوليتكنيك في مونتريال عام 1989.
وقام يومها مارك ليبين الذي كان يحمل بندقيّة نصف آليّة بمهاجمة المعهد ،و إطلاق النار عشوائيّا ممّا أدّى إلى مصرع 14 طالبة وإصابة 14 شخصا بجروح.
تقول مانون موناستيسي إن الذكرى ما زالت مؤلمة ومؤثّرة للغاية وتضيف:
يمكن الإطّلاع من خلال الموقع المخصّص على الانترنت بمناسبة ذكرى مأساة بوليتكنيك على النشاطات العديدة التي ستجري طوال هذه الفترة في مقاطعة كيبيك.
وتضيف بأن كافة المنظّمات النسائيّة ستشارك فيها. ويجري تتويجها بمراسم في السادس من كانون الأول ديسمبر في الموقع المسمّى ستة ديسمبر تكريما لذكرى الطالبات اللواتي كنّ ضحيّة العنف.
وتؤكّد أن المراسم ستجري بمشاركة العديد من أهل السياسة و المنظّمات النسائيّة ومنظّمات الدفاع عن حقوق الانسان.
وتتابع رئيسة ملجأ النساء في مونتريال مانون موناستيسي فتشير إلى أن العنف ضدّ المرأة ما زال موجودا في كافة المجتمعات بما فيها المجتمع الكندي وتضيف:
تنشر الأمم المتحدة إحصاءات سنويّة . وتفيد بأن كل امرأة من أصل ثلاث نساء تتعرّض للعنف خلال حياتها وأن كلفة العنف تصل إلى 8 آلاف مليار دولار في السنة.
وتتابع موناستيسي فتقول إن العنف ضدّ المرأة ما زال موجودا بعد 25 سنة على حادثة بوليتكنيك.
وما زالت كل امرأة من أصل ثلاث نساء تتعرّض له. والعنف الجسدي الذي تتعرّض له المرأة على يد شريكها هو أكثر الانواع انتشارا وفق ما تشير إليه تقارير الأمم المتحدة تقول مونا ستيسي وتتابع:
يمثّل الاغتصاب والعنف الزوجي خطرا على المرأة ما بين الخامسة عشرة والرابعة والأربعين من العمر يفوق خطر السرطان وحوادث السير والحروب والملاريا مجتمعة.
من هنا، تقول موناستيسي ، الدعوة التي وجّهتها الأمم المتحدة لتكون مناهضة العنف ضدّ المرأة في اولويّات الحكومات والمجتمعات حول العالم.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.