ملصقات إنتخابية في تونس

ملصقات إنتخابية في تونس
Photo Credit: أ ف ب / فتحي بلعيد

“نظرتان تتواجهان”

تحت عنوان " نظرتان تتواجهان" علقت الصحافية في لابريس لورا جولي بيرو على الانتخابات الرئاسية التونسية ، قالت :

توجه التونسيون يوم الأحد الفائت إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيسهم ديموقراطيا وذلك للمرة الأولى ، ولم تصدر بعد النتائج النهائية ولكن يبدو أنه ستجري دورة ثانية تتواجه فيها نظرتان مختلفتان لتونس :

ففي زاوية اليسار، وزير سابق في عهد من حقق استقلال تونس عام سبعة وخمسين من القرن الماضي، وفي زاوية اليمين، ناشط لحقوق الإنسان حكم البلاد في أعقاب ثورة العام ألفين وأحد عشر.

الأول يحب ارتداء البدلات ويعتقد أن تونس بحاجة إلى هيبة واعتبار ، والثاني يرفض ارتداء ربطة عنق. الأول يعلن بقوة اشمئزازه من الإسلاميين ، والثاني مد لهم يده في أعقاب سقوط زين العابدين بن علي.

الأول هو الباجي قائد السبسي، البالغ من العمر سبعة وثمانين عاما ، وزير سابق في عهد بورقيبة ونائب في مطلع عهد بن علي، وهو على رأس حزب " نداء تونس" الذي فاز بغالبية المقاعد في الانتخابات البرلمانية الأخيرة . وبحسب استطلاعات للرأي بعد الخروج من مكاتب الاقتراع، يبدو أنه فاز بتأييد ما بين اثنين وأربعين وثمانية وأربعين بالمئة من أصوات الناخبين .

أما خصمه الرئيسي، تتابع لورا جولي بيرو، فمنصف مرزوقي ، الطبيب المنشق والمنفي إلى فرنسا حيث واصل نضاله ضد بن علي وعاد إلى البلاد في أعقاب الثورة ، وأدى تعاونه مع حزب النهضة الإسلامي إلى ترأسه البلاد في كانون الثاني – ديسمبر عام 2011. وبحسب الاستطلاعات ، حظي بتأييد ما بين تسعة وعشرين وثلاثة وثلاثين بالمئة من أصوات الناخبين. ويبدو أنهما سيتواجهان في الدورة الثانية نهاية الشهر المقبل.

وتعرض لورا جولي بيرو موقف الباحث السياسي التونسي لربي شويخا الذي يخشى أن تؤدي الانتخابات إلى استقطاب التونسيين: من جهة تونس الحداثة والعلمنة ومن جهة ثانية تونس المتعلقة بهويتها العربية الإسلامية. فالمرشحان الباقيان للدورة الثانية وجهان مختلفان وأسلوبان ومساران ونظرتان مختلفتان لتونس : فالسبسي يجسد تونس المستقلة المرتبطة بعمق بالحبيب بورقيبة، أما مرزوقي فرجل الثورة الذي يرفض عودة العهد البائد.

وتتابع لورا جولي بيرو نقلا عن لربي شويخا : بالرغم من أن حزب النهضة لم يؤيد علنا أيا من المرشحين ، فقد صوت أعضاؤه لمرزوقي وإلا كيف نفسر الأصوات التي جناها في حين أن حزبه لم ينل في الانتخابات التشريعية أكثر من أربعة بالمئة من الأصوات ؟

وبعيد صدور النتائج  المؤقتة ، سارع المرشحان الرئيسيان إلى تبادل التهم: فوصف الباجي قائد السبسي خصمه "بمرشح الإسلاميين والسلفيين الجهاديين"، بينما اعتبر المرزوقي أن التصويت لمصلحة السبسي هو تصويت للعهد السابق الذي قلما اهتم بالمعارضة وبحقوق الإنسان.

وفي ختام مقالها المنشور في لابريس، تقول لورا جولي بيرو إن نسبة التصويت التي بلغت أربعة وستين فاصل ستة بالمئة من الخمسة ملايين وثلاثمئة ألف ناخب كشفت أن الشباب أحجموا عن المشاركة في التصويت ذلك أن تصويت الشباب لرجل في السابعة والثمانين من عمره لا يثير الحماس .استمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.