مواجهات في فيرغسون في ولاية ميزوري بين الشرطة والمتظاهرين بعد تبرئة الشرطي دارين ولسون في قضيّة مصرع الشاب مايكل براون

مواجهات في فيرغسون في ولاية ميزوري بين الشرطة والمتظاهرين بعد تبرئة الشرطي دارين ولسون في قضيّة مصرع الشاب مايكل براون
Photo Credit: GI / Scott Olson

من الصحافة الكنديّة : كي لا تتكرّر احداث فيرغسون

واصلت الصحف الكنديّة الاهتمام بالتطورات في فيرغسون بضواحي مدينة سانت لويس في ولاية ميزوري الأميركيّة.

وكانت مواجهات قد اندلعت بين الشرطة والمواطنين في أعقاب تبرئة المدّعي العام الشرطي دارين ولسون الذي قتل الشاب الأسود مايكل براون في شهر آب اغسطس الماضي.

صحيفة لودوفوار نشرت تعليقا بقلم غي تايفير رأت فيه أن ما يجري في فيرغسون ليس فريدا من نوعه.

وتذكّر الصحيفة بأحداث مماثلة وقعت في مدن اميركيّة أخرى ، في لوس انجلوس عام 1992 وفي اوكلاند عام 2009 وفي فلوريدا عام 2012 .

والاحداث تكرّرت مرّة جديدة في فيرغسون تقول لودوفوار. ورغم ذلك، فأغلبيّة الأميركيين تتوهّم خصوصا منذ انتخاب الرئيس اوباما أن الولايات المتحدة تجاوزت منذ زمن خلافاتها العرقيّة.

وتشير لودوفوار نقلا عن دراسات وتقارير أن ثمّة تحيّزا عنصريّا من قبل العدالة والشرطة إزاء السود.

والاحصاءات تشير إلى أن خطر الموت بنيران الشرطة بالنسبة لشاب أسود يفوق إحدى وعشرين مرّة الخطر الذي  يواجه شابا أبيض.

وترى الصحيفة أن جذور التمييز الثقافيّة عميقة للغاية. والدراسات تشير إلى أن العبوديّة وما نجم عنها من أحكام مسبقة أفقدت السود إنسانيّتهم في وعي الكثير من البيض وغزّت مشاعر الحذر المتبادل بين الجهتين.

ورغم كل شيء، ترى الصحيفة أن العلاقات اليوميّة بين السود والبيض سليمة وأفضل بكثير ممّا كانت عليه في ستينات القرن الماضي.

وتعتبر أنه من الضروري اقتلاع تأثيرات الماضي من جذورها على صعيد المؤسّسات.

وتختم مؤكّدة على أهمّية حصول التغيير كي لا تتكرّر سيناريوهات شبيهة بتلك التي حصلت في فيرغسون.

صحيفة الغلوب اند ميل أشارت إلى الدعوة التي وجّهها والدا الشاب القتيل مايكل براون للمواطنين بهدف إعادة السلم الأهلي وتحسين العلاقة بين الشرطة والمواطنين.

ودعا الوالدان الجميع لحثّ الشرطة على التزوّد بجهاز كاميرا محمول على الجسم لدى مزاولة عملها.

وترى الصحيفة أن الوالدين محقّان في دعوتهما تلك. ومصرع ولدهما طرح علامات استفهام عديدة حول ما إذا كان الشرطي دارين ولسون  على حق عندما أطلق النار على الشاب وما إذا كان براون هاجمه بالفعل.

وكل هذه الأسئلة كانت ستجد الجواب لها لو أن الشرطي كان مزوّدا بآلة تصوير.

جندي من الحرس الوطني الأميركي امام مقرّ بلديّة فيرغسون التي اندلعت فيها مواجهات بين الشرطة والمواطنين بعد مقتل شاب أسود في شهر آب أغسطس الفائت
جندي من الحرس الوطني الأميركي امام مقرّ بلديّة فيرغسون التي اندلعت فيها مواجهات بين الشرطة والمواطنين بعد مقتل شاب أسود في شهر آب أغسطس الفائت © GI/Joshua Lott

وتشير الغلوب اند ميل إلى وضع مشابه في كندا وتضيف بأن المحكمة العليا خلصت إلى النتيجة نفسها في قضيّة مصرع شاب مريض عقليّا على يد شرطة تورونتو.

وتعتبر الصحيفة أن تصرّف أفراد الشرطة يتغيّر عندما يدركون أنهم مراقبين.

وتضيف أن شرطة ريالتو في ولاية كاليفورنيا لاحظت  من خلال دراسة أجرتها تراجعا في عدد الحوادث التي تستخدم فيها الشرطة العنف بعد أن تمّ تزويدها بهذه الآلات.

وتراجعت في الوقت عينه شكاوى المواطنين لأنه اصبح يستحيل الادعاء بالتعرّض للعنف من قبل الشرطة لأن أشرطة التصوير تظهر عكس ذلك.

وتعتبر الغلوب اند ميل أنه من الضروري دراسة الكاميرات وتنظيم استخدامها ووضع ضوابط صريحة  لأن ذلك من شأنه أن يردع الشرطة والمواطنين عن القيام بأعمال مخالفة للقانون.

ونقرأ في لابريس تعليقا بقلم بول جورنيه لا تستبعد فيه الصحيفة احتمال حصول أحداث مشابهة لما جرى في فيرغسون.

وتقول إن البرميل الأميركي مليء بالبارود لسببين: عدم المساواة والأحكام المسبقة.

وتشير إلى تحسّن طرأ في العقود الماضية على صعيد المداخيل وهامش الفرق بين مداخيل السود والبيض الذي يضيق منذ عقود.

ويشير إلى ارتفاع بنسبة 15 بالمئة في عدد الزيجات المختلطة بين البيض والسود.

وهنالك أيضا وبالطبع الرئيس اوباما الذي الأميركي من أصل إفريقي على غرار العديد من مدراء كبريات الشركات الأميركيّة.

وتتابع لابريس فتشير إلى أن معدّل البطالة بين البيض يفوق بقليل 10 بالمئة مقابل 5،3 بالمئة لدى السود. وهامش الفرق هو إياه منذ عقود.

وتعتبر لابريس أن مكافحة المخدّرات هي الشرارة التي أشعلت الأوضاع في فيرغسون هذه المرّة كما في مرّات أخرى في مدن أميركيّة سواها.

والشرطة تستهدف في هذه الحالات صغار المتاجرين بالمخدّرات. ونسبة استهداف السود أعلى من البيض في حالات متطابقة من استهلاك المخدّرات.

والشرطة تكون أحيانا كثيرة مدجّجة بالسلاح في سعيها للقضاء على هذه الآفة كما تقول الصحيفة.

وتؤكّد لابريس في ختام تعليقها أن جراح التفرقة العنصريّة تلتئم.

والمسيرة نحو المساواة تكون أسرع لو توقّفت مكافحة المخدّرات وتنامت الرقابة على حمل السلاح.

 

 

استمعوا

 

 

 

فئة:دولي، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.