أُطلق اليوم سراح لايتون هاي في تورونتو بعد أن أمضى نحواً من اثنتي عشرة سنة ونصف خلف قضبان السجن.
وأُطلق سراح هاي بعد قرار الادعاء العام اليوم إسقاط تهمة القتل العمد عنه، وقدّم له القاضي جون ماكماهون من محكمة أونتاريو العليا الاعتذار لأن النظام القضائي "استغرق كل هذا الوقت ليفهم".
وكان هاي، وهو شاب أسود، قد أُدين عام 2004 بتهمة القتل من الدرجة الأولى في قضية مقتل كولين مور، 51 عاماً، في ناد ليلي في غرب تورونتو في تموز (يوليو) 2002، وكان عندئذ في التاسعة عشرة من عمره ويعاني مشاكل صحة عقلية. كما أُدين أيضاً بمحاولة قتل شقيق الضحية، روجر مور. ونفى هاي دوماً أن يكون له أي ضلع في مقتل مور أو محاولة قتل شقيقه.
وجاء قرار الادعاء العام اليوم بإسقاط التهم عن هاي بعد مرور سنة على صدور قرار بالإجماع عن محكمة كندا العليا، أعلى سلطة قضائية في كندا، بإجراء محاكمة جديدة له. وأصدرت المحكمة العليا قرارها بعد اكتشاف دليل جديد قُدم لها.
ووقعت الجريمة في ساعة متقدمة من ليل 6 تموز (يوليو) 2002 عندما دخل مسلحان إلى النادي الليلي حيث كان مور ينظم حفل جمع تبرعات. أطلق المسلحان النار على مور بعد مشادة حول رسم الدخول إلى الحفل فأردياه قتيلاً.
حددت الشرطة هوية أحد مطلقيْ النار على أنها لغاري يونيك، وأضافت أن هذا الأخير استعار سيارة والدة هاي وقادها ليلة وقوع الجريمة. وعندما وجدت الشرطة السيارة في منزل هاي قامت بتوقيفه هو ويونيك.
ولم تكن هوية يونيك كأحد مطلقيْ النار موضع شك، فاتُهم وأُدين وحُكم عليه بالسجن المؤبد. لكن فيما يتعلق بمطلق النار الآخر، قال شهود إنه كان ذا شعر قصير مجدول، فيما كان شعر هاي مجزوزاً بشكل كامل تقريباً عندما أوقفته الشرطة.
وخلال محاكمة هاي في عام 2004 جادل الادعاء العام بأن المتهم أسرع إلى منزله عقب الجريمة وقام بجز شعره للتخلص من جدائله. ووجدت الشرطة خلال تفتيشها منزل هاي شعراً قصيراً جداً داخل جريدة مرمية في سلة المهملات وآلة حلاقة كهربائية في غرفة نومه.
وكانت الشاهدة الوحيدة التي حددت هاي على أنه مطلق النار الآخر بالإشارة إليه في صورة لاثني عشر مشتبهاً بهم أرتها إياها الشرطة، قد قالت إنها متأكدة من قولها بنسبة 80%. وعندما أرتها الشرطة بعد نحو ثلاثة أسابيع صورة أخرى لمشتبه بهم، من ضمنهم هاي، لم تشر الشاهدة إليه.
وبعد أن أُدين هاي بتهمة القتل من الدرجة الأولى رفضت محكمة أونتاريو العليا التماسه. فقررت "جمعية الدفاع عن المدانين خطأً" (The Association in Defence of the Wrongly Convicted) التحرك لاستئناف الحكم الصادر بحقه.
وبطلب من الجمعية أجرى خبراء الطب الشرعي فحصاً للشعر المقصوص الذي اعتبر دليلاً لإدانة هاي، فوجدوا أن مصدره ليس فروة رأسه بل جلدة بشرته. ونسفت هذه النتيجة قول الادعاء إن هاي قص شعر رأسه بعد الجريمة بهدف تغيير شكله كي لا يتم التعرف إليه. ورفعت الجمعية هذا الدليل الجديد إلى محكمة كندا العليا في تشرين الثاني (نوفمبر) 2013.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.