مختارات من تعليقات الصحف الكنديّة من إعداد وتقديم مي ابوصعب وبيار أحمراني وفادي الهاروني.
من الصحافة الكنديّة: جان بيليفو والقوّة الهادئة
علّقت العديد من الصحف الكنديّة على وفاة عملاق الهوكي جان بيليفو الذي وافته المنيّة يوم الأربعاء عن 83 عاما.
في صحيفة لابريس كتب اندريه برات يقول إن فريق الكنديان من مونتريال عرف منذ إنشائه قبل مئة وخمس سنوات عددا كبيرا من اللاعبين.
لكنّ ثلاثة منهم تميّزوا، لا لأنّهم طبعوا الفريق فحسب بل لأنهم طبعوا الرياضة والبلاد في آن معا.
والثلاثة هم موريس ريشار وجان بيليفو وغي لافلور. وكانوا جميعا لاعبين ماهرين.
وكان موريس ريشار مدفوعا بحب الفوز بصورة لا مثيل لها. وكان غي لافلور واحدا من أفضل اللاعبين على الإطلاق.
أما جان بيليفو، فقد جسّد الاناقة والهدوء وكان صلبا كالسنديان.
وتصف لابريس جان بيليفو بالقوّة الهادئة. وتشير إلى أنه كان يحبّ أن يحفظ الناس عنه ذكرى "لاعب فريق" كما كتب في مذكّراته.
وتثني الصحيفة على اللعب الراقي والمميّز لجان بليفو الذي كان يحترم الفريق.
وتضيف بأنه أصبح رابع لاعب يسجّل 500 هدف في تاريخ لعبة الهوكي .
وبعد فوز فريقه بكأس ستانلي للمرّة السابعة عشرة اعلن بيليفو اعتزال اللعب.
وأصبح بعدها نائب الرئيس وسفير فريق الكنديان.
وتختم لابريس بالقول إن جان بيليفو كان حتى الرمق الأخير لاعب فريق.
في صحيفة لودوفوار كتب انطوان روبيتاي يقول إن البرلمان الكندي وقف دقيقة صمت وفي كيبيك جرى تنكيس الأعلام بعد إعلان نبأ وفاة اللاعب الكبير جان بيليفو.
وانهالت رسائل التقدير للراحل الذي ستجري له مراسم تأبين وطنيّة رسميّة.
وإذا كان فريق الكنديان من مونتريال ديانة ، فإن بيليفو بدون شكّ هو أحد قدّيسيها تقول الصحيفة.
وتنقل عن رئيس حكومة كيبيك فيليب كويار قوله إن جان بليفو كان يعني بالنسبة للكيبيكيين أكثر من الرياضة وأكثر من الهوكي. وهذا ما يفسّر مشاعر التأثّر بوفاته.
وخلافا لرفيقه في فريق الكنديان موريس ريشار الذي كان حادّ الطباع، كان بيليفو "قديسا" بليغا سخيّا وكان مثالا للعبة الهوكي الهادئة المسالمة بكلّ ما للكلمة من معنى.
وتتحدّث لو دوفوار عن وفاء جان بيليفو لفريق الكنديان وكيف استمرّ طوال 20 عاما داخل الفريق الذي أحرز 10 مرّات كأس ستانلي خلال وجود بليفو في صفوفه.
وتشير إلى ان الكنديان يمنح سنويّا جائزة جان بليفو لأحد لاعبيه المتميّزين باندفاعهم داخل المجتمع.
وتنقل عن احدهم قوله إن اسم جان بليفو مرادف للنجاح والقدرة على تحقيق النجاح بعد الثورة الهادئة في كيبيك.

واللاعب الكبير كان يتمتّع بالقدرة على التوحيد بين الجميع وكان محبوبا في كيبيك واوتاوا ومونتريال وتورونتو.
وبعد اعتزاله في العام 1971، لم ينتظر الفريق المهلة القانونيّة ومدّتها ثلاث سنوات ليضمّه إلى متحف المشاهير.
وتختم لودوفوار مشيرة إلى أن شغف الكيبيكيين بالهوكي اللعبة البسيطة والمذهلة يفوق شغفهم باللعبة الأخرى التي هي السياسة.
ونشرت الغلوب اند ميل في صدر صفحتها الأولى صورة لجان بيليفو وأشارت إلى أنه جسّد أحلام الشباب في ملاعب الهوكي.
وخارج الملاعب، أثارت شخصيّته الإعجاب ويستحقّ أن يحفظ الكنديون ذكراه كشخصيّة مميّزة.
وتتحدّث الصحيفة عن أناقة بليفو عندما كان يلعب فوق مساحة الجليد وأناقته خارج مساحة الجليد على حدّ سواء.
وترى أنه من المؤسف سماع خبر موته وسماع خبر إصابة لاعب كبير آخر ، غوردي هاو، بالمرض في الوقت نفسه.
وتشير إلى أن اجيالا من الكنديين رأت فيهما رمزا للقوّة والصمت والمؤهّلات والأمانة وروح الانتماء للفريق. وأبعد من كلّ ذلك، رأت لديهما التواضع في ساعات النصر.
والتواضع من أهمّ الصفات تقول الغلوب اند ميل حتى ولو كان أقلّ أهميّة إذا لم يقترن بالنصر.
وأفردت الصحيفة العديد من صفحات ملحقها الرياضي للحديث عن جان بيليفو وأشارت إلى أنه سيكون بإمكان محبّيه والمعجبين تقديم التكريم الأخير للاعب الهوكي الأسطوري الذي سيقام له مأتم رسمي الأسبوع المقبل.
لودوفوار: الكنديّة ميكائيل جان أمينة عامّة للفرنكوفونيّة
تحت عنوان: "وماذا بعد..." علق محرر صحيفة لو دوفوار برنار ديكوتو على انتخاب الكندية الهايتية الأصل ميكايل جان أمينة عامة لمنظمة الفرانكوفونية الدولية فاعتبر أنه يمكن اعتبار أن ميكايل جان تجسد فعليا الفرانكوفونية . فهي هايتية كيبيكية كندية فرنسية وذات أصول إفريقية، فهي بالتالي عالمية . ورأى البعض في هذا الواقع بدون شك واقعا مثاليا يجمع الأضداد والتنوع السائد في المنظمة التي لا يجمعها أصلا إلا اللغة الفرنسية.
ولكن ثمة عوامل أخرى لعبت دورا في اختيارها، يتابع برنار ديكوتو في طليعتها عدم تمكن الدول الإفريقية من الاتفاق على مرشح واحد. وكانوا يعتقدون أن المنصب سيبقى بأيدي الأفارقة بحسب ما تم التوافق عليه في قمة هانوي عام 1997 تأكيدا على واقع المنظمة ذات الغالبية الإفريقية وترأس يومها المنظمة تباعا أمينان عامان من إفريقيا ، بطرس غالي وعبدو ضيوف.
وشكل ترشيح ميكايل جان بدعم من حكومتي كندا وكيبيك خرقا لهذا الاتفاق ولكنه كان أمرا واقعا بغياب مرشح توافقي من إفريقيا ما جعل من ترشحها أفضل تسوية ممكنة. وقدرتها على التواصل وصورة الحداثة التي تعكسها ساهمت بدون شك في اختيارها.
ويتابع برنار ديكوتو في لودوفوار: إن انتقال السلطة من عبدو ضيوف إلى ميكايل جان سيشكل انتهاء زمن كبار القادة الذين ساهموا في استقلال الدول الإفريقية. وقد شارك عبدو ضيوف في صناعة هذا التاريخ كمقرب من مؤسس السينيغال ليوبولد سنغور وكرئيس حكومة ومن ثمة كرئيس للجمهورية وقد وضع هذا الرجل الحكيم مصداقيته في خدمة المنظمة الفتية ما مكنه من لعب دور الحكم بين الدول الإفريقية ما لن تتمكن من فعله خليفته.
ويتابع ديكوتو: تتسلم ميكايل جان المسؤولية في وقت تشهد فيه إفريقيا تغيرات جذرية على الصعيدين الديموغرافي والاقتصادي وفي وقت تشكل فيه العلمنة تحديا لكل الفرانكوفونيين جراء قوة اللغة الإنكليزية التي تؤثر على كافة المجتمعات والثقافات إضافة إلى أن التوقعات الديموغرافية التي تضع الفرانكوفونية في أيدي الغالبية الإفريقية ليست مضمونة على غرار سائر التوقعات. وقد يكون وهما الاعتقاد بأن إفريقيا ستبقى فرانكوفونية ما لم تجد مشروعا مشتركا لكافة الناطقين بالفرنسية من مثل إنشاء مساحة اقتصادية مشتركة أو مساحة إعلامية للتبادل الثقافي .
ويرى ديكوتو أن الفرانكوفونية ما زالت حتى الآن منظمة رسمية تخدم الحكومات أولا ولكن ميكايل جان، عبر قدرتها على التواصل يمكنها فتح المنظمة أمام الشعوب الناطقة بالفرنسية شرط تمكنها من إقناع الدول الأعضاء بمنحها الوسائل التي تمكنها من تحقيق هذا الطموح وهو ما لم يتمكن بطرس غالي وعبدو ضيوف من تحقيقه بالرغم من مكانتهما العالية ، يختم برنار ديكوتو مقاله المنشور في صحيفة لودوفوار.

وإلى صحيفة "ذي غلوب أند مايل" الكندية الواسعة الانتشار التي تناولت موضوع التعويضات لضحايا دواء الثاليدوميد الذين لا يزالون على قيد الحياة في مقال بعنوان "على أوتاوا الانتقال من المذكرة إلى العمل في تعويضات الثاليدوميد".
والثاليدوميد دواء مسكن ومضاد للقيء للنساء الحوامل، ألماني المنشأ، دخل السوق الكندية عام 1959 ووصفه الأطباء هنا في ستينيات القرن الفائت، وتسبب بحالات من سوء تكوين الجنين.
تقول الصحيفة إن تبني مجلس العموم الكندي بالإجماع مذكرة الحزب الديمقراطي الجديد لدعم ضحايا الثاليدوميد الأحياء في كندا يشكل انتصاراً حاسماً لهؤلاء، وهم مجموعة تعرضت للامبالاة الحكومة أكثر مما هو مقبول برأي الصحيفة. والحزب الديمقراطي الجديد يساري التوجه ويشكل المعارضة الرسمية في المجلس.
وتضيف "ذي غلوب أند مايل" أن على حكومة حزب المحافظين التي يرأسها ستيفن هاربر، وبقيادة وزيرة الصحة رونا أمبروز في هذا الملف، أن تتحرك بسرعة لتوفير الدعم المالي الذي تشير إليه المذكرة بوضوح.
وتمضي الصحيفة بالقول إن للمذكرات البرلمانية أهمية رمزية، خصوصاً عندما تحصل على دعم جميع أعضاء المجلس. لكن يجب ألّا ننسى أن الحكومة الفدرالية لم تكن يوماً بحاجة إلى إجماع أعضاء مجلس العموم كي تقدّم الدعم المناسب لضحايا الثاليدوميد، فحكومة ذات ضمير كان بوسعها القيام بذلك منذ أمد بعيد.
وتدعو "ذي غلوب أند مايل" إلى عدم نسيان أنّ الأشخاص الذين عانوا من العواقب الرهيبة الناجمة عن قرار الحكومة الكندية الموافقة على دواء الثاليدوميد عام 1961 قد عرفوا أجيالاً من سياسة التنصل من المسؤولية. إنه خطأ تجاوز الخطوط الحزبية: فالحكومات المتعاقبة التي شكلها الحزب الليبرالي والحزب التقدمي المحافظ وحزب المحافظين لم تعترف كلياً في أي يوم من الأيام بمسؤولية أوتاوا في هذا الملف، تقول الصحيفة.
التاريخ ترك للسيدة أمبروز، وزيرة الصحة الحالية، أن تقوم أخيراً بالعمل المناسب. أجل، لقد أفاقت من غيبوبتها بتأثير من الشجاعة التي أبدتها بإلحاح "الجمعية الكندية لضحايا الثاليدوميد"، وأيضاً بتأثير من التغطية الإعلامية لهذه الصحيفة، تقول "ذي غلوب أند مايل". والوزيرة اجتمعت الآن بمسؤولي الجمعية المذكورة وأعربت عن استعدادها للتحرك، وهذا أمر جيد بنظر الصحيفة.
لا بل هناك ما هو أفضل، فالوزيرة تعرف ما يجب عمله، تضيف "ذي غلوب أند مايل". اقتراح "الجمعية الكندية لضحايا الثاليدوميد" بمنح كل واحد من الضحايا الأحياء مبلغاً مقطوعاً بقيمة 250 ألف دولار كندي، متبوعاً بدعم سنوي يتراوح بين 75 ألف دولار و150 ألف دولار، هو معقول وعادل. فهذا يمنح الضحايا الأحياء إعانة فورية وتعويضاً عن آلامهم، ثم يتيح لهم وضع خطة للنصف الثاني من حياتهم وهم على علم بأنهم سيحصلون على العناية التي يحتاجون إليها، تقول الصحيفة.
والمبالغ المذكورة منسجمة مع التعويضات المدفوعة في دول أخرى، مثل المملكة المتحدة وألمانيا، قامت حتى الآن بعمل أفضل بكثير من كندا في مجال مساعدة ضحايا الثاليدوميد. وإيجاد المال لن يتطلب جهداً كبيراً، تقول "ذي غلوب أند مايل"، فعدد ضحايا الثاليدوميد الأحياء في كندا هو دون المئة. وتختم الصحيفة بدعوة الوزيرة أمبروز لإنجاز المهمة وإيصال هذه القصة إلى خاتمتها المناسبة.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.