مقرّ وكالة الاستخبارات المركزيّة الأميركيّة في ماكلين في ولاية فيرجينيا

مقرّ وكالة الاستخبارات المركزيّة الأميركيّة في ماكلين في ولاية فيرجينيا
Photo Credit: GI / Alex Wong

الحرب على الإرهاب: تقرير يدين وكالة الاستخبارات الأميركيّة سي آي أي

نشر مجلس الشيوخ الأميركي تقريره حول وسائل التعذيب التي استخدمتها وكالة الاستخبارات المركزيّة الأميركيّة سي آي أي لاستجواب مشتبه بهم بالإرهاب.

ويتحدّث التقرير عن عمليّات استجواب وحشيّة نفّذتها سي آي أي.

ويرى أن المعلومات التي تمّ الحصول عليها خلال عمليّات الاستجواب ليست جديرة بالثقة ولم تكن فعّالة في الحصول على معلومات استخباراتيّة.

ويشير التقرير إلى عدّة ممارسات من بينها الإيحاء بالغرق والحرمان من النوم والتعريض للبرد.

واعترف مدير سي آي أي جورج برينان بوجود شوائب في برنامج الاستجواب وأوضح أنه أتاح الحصول على معلومات منعت اعتداءات وساهمت في اعتقال إرهابيين وفي إنقاذ أرواح.

غير أن ديان فاينستين رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ التي أعدّت التقرير رأت أن البرنامج ارتقى إلى اعتقال سرّي لفترة غير محدّدة واستخدم أساليب وحشيّة في انتهاك للقانون الأميركي والمعاهدات والقيم الأميركيّة.

يتحدّث خبير الشؤون الأمنيّة ستيفان برتومي لتلفزيون هيئة الاذاعة الكنديّة فيشير إلى ان وكالة الاستخبارات المركزيّة لم تتفاجأ بالتقرير الذي كان ينتظره الجميع ويضيف:

ما كشفه التقرير فضلا عن ضخامة الممارسات، هو الطابع المؤسّسي لممارسات لا تّسمّى تعذيبا ولكنّها في الواقع تعذيب.

فضلا عن تطبيقها بصورة آليّة ظنّا من الوكالة بأنها كانت ستؤدّي إلى نتيجة في مكافحة الإرهاب.

وابعد من ذلك يقول برتومي ، فقد حاولت سي آي أي عرقلة عمل الكونغرس ، وعمدت إلى التضليل الاعلامي .

والتقرير يوحي بأن الوكالة ذهبت بعيدا في ممارساتها وتلقّت تعليمات من أعلى المستويات.

ويتابع برتومي فيقول إن مقاربته للموضوع تتّخذ عدة اتجاهات ويضيف شارحا:

أدحض كلّيا الرأي القائل بأن للتعذيب وجها إيجابيّا. وعندما ندخل في لعبة التساؤل حول جدوى التعذيب، نكون قد كسرنا إحدى المسلّمات الأساسيّة حول احترام الإنسان.

ومن غير المقبول أن تطرح أي وكالة استخبارات هذا السؤال الذي ينبغي أن يكون من المحرّمات كما يقول برتومي.

وأبعد من ذلك، فقد علّمتنا التجارب في فيتنام والجزائر وسواهما أنه من الممكن جمع المعلومات من خلال الاستجواب تحت طائلة ممارسات التعذيب الشنيعة يقول ستيفان برتومي ويضيف متسائلا:

ما قيمة هذه المعلومات؟ وما فائدتها؟ أو ليست المضاعفات الناجمة عنها أخطر بكثير من جمع المعلومات؟

ويتابع مشيرا إلى سجن ابوغريب في العراق والصور والأخبار التي تناقلتها وسائل الاعلام عنه في حينه.

ويشير إلى أنها أدّت إلى تنامي مشاعر الكراهية التي ظهرت بصورة خاصّة على مواقع الانترنت التابعة لجماعات متشدّدة.

ويشير إلى انه كان يومها عميلا في وكالة استخبارات وادرك مع رفاقه أن ما جرى في ابوغريب شكّل ارضا خصبة للمتشدّدين وأدّى إلى نتائج كارثيّة.

رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي ديان فاينستين في 9 كانون الأول ديسمبر 2014
رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي ديان فاينستين في 9 كانون الأول ديسمبر 2014 © GI/Alex Wong

ويتابع ستيفان برتومي فيشير إلى ان التقارير على غرار تقرير الكونغرس لا تؤدّي إلى ردع وكالات الاستخبارات عن هذا النوع من الممارسات.

ويعطي العديد من الأمثلة على ذلك، من بينها مثال الاستخبارات البريطانيّة المميّزة بحرفيّتها وبأطرها القانونيّة والتي ارتكبت تجاوزات في جنوب افريقيا وايرلندا.

والمخابرات الاسبانيّة التي ارتكبت تجاوزات هي الأخرى في إطار مكافحتها لمجموعات إرهابيّة، والاستخبارات الفرنسيّة أيضا، ما يعني أن الممارسات ليست محصورة بوكالة سي آي أي.

ويتابع برتومي قائلا:

السؤال مطروح في حال تتعرّض الاستخبارات لضغوط سياسيّة او من الرأي العام من أجل تعزيز الأمن حول قدرتها على الصمود في وجهها.

وغالبا ما ترضخ للضغوط ن وتطلق العنان لممارساتها متناسية امرا أساسيّا هو احترام حريّة الفرد.

ويقول خبير الشؤون الأمنيّة ستيفان برتومي في ختام حديثه إنه يشكّك في أن يسفر نشر التقرير حول ممارسات سي آي أي عن نتائج إيجابيّة لأن التجارب أثبتت أنه يصعب على وكالات الاستخبارات الصمود في وجه الضغوط في حال تعرّضت لها.

 

 

استمعوا

 

 

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.