مع حلول فصل الشتاء، وانسداد أفاق حل الحرب السورية وتوتر الأوضاع الأمنية في القرى والبلدات الحدودية والتوقف عن منح بطاقات التموين، تتفاقم أوضاع مئات آلاف اللاجئين السوريين إلى لبنان وتزداد حدة على أكثر من صعيد:
سياسيا، اللاجئون من مختلف أطياف الشعب السوري وبالتالي منقسمون بين موال ومعارض وما يستتبع ذلك من توتر داخل المخيمات
أمنيا، دخول جبهة النصرة وتنظيم "الدولة الإسلامية" على خط المواجهات مع الجيش اللبناني في تلك المناطق ، إضافة إلى أزمة احتجاز الرهائن من العسكريين اللبنانيين، ينذر بالأسوأ
إقتصاديا، عدم قدرة الاقتصاد اللبناني على تحمل أعباء إعالة اللاجئين وتذمر اللبنانيين من العمالة السورية التي تفقدهم وظائف وفرص عمل ، تهدد بتعميق الخلافات بين المجتمعين
وإنسانيا، أنى كانت انتماءاتهم السياسية وأديانهم وطوائفهم ،تبقى حقيقة لا يمكن التهرب منها وهي أنهم بشر ظلمتهم السياسة والجغرافيا والتاريخ.
مراسلة هيئة الإذاعة الكندية في الشرق الأوسط ومركزها بيروت ماري إيف بيدار تستعرض أوضاع اللاجئين خلال الأيام القليلة الماضية. تقول:
"مثلا قامت أسرة الدركي علي البزال ، الذي أعلنت جبهة النصرة قتله، بإنذار اللاجئين بالمغادرة نهاية الأسبوع ، شهدنا كذلك تكرار إحراق خيم للاجئين في شمال لبنان وشمال شرقه كما قتل طفل على الأقل عندما قام أحدهم بمداهمة المخيم وإطلاق النار كما جرح رجل آخر ما يعني أن الوضع بات شديد التوتر ".
وتتابع مراسلة راديو كندا:
لقد كان لبنان كريما جدا مع اللاجئين ولم يقفل أبوابه في وجههم لكن التعايش مع اللاجئين بدأ يطرح عدة مشاكل".
وما يزيد الوضع مأساوية ، تتابع ماري إيف بيدار هو توقف برنامج المساعدات الغذائية العالمي عن منح بطاقات التموين الغذائي لمليون وثمانمئة ألف لاجئ حوالي تسعمئة ألف منهم يعيشون في لبنان يتكلون كليا على تلك البطاقات لتأمين ضرورات الغذاء اليومي من حليب وأرز إضافة إلى التزود بالوقود للتدفئة سيما وأن الحكومة اللبنانية رفضت تشييد مخيمات للاجئين وهم يقيمون أينما تيسر لهم بمساعدة السكان، ومعظمهم يقضي الشتاء الثاني أو الثالث مشردا.
وعن موقف كندا التي كانت تعهدت باستقبال ألف وثلاثمئة لاجئ سوري، تقول ماري إيف بيدار :
"ما عرفناه هو أن أربعمئة وسبعة وخمسين لاجئا دخلوا كندا ثلاثمئة منهم برعاية الحكومة والباقون عبر مساعدة ذويهم ما دفع بمنظمة العفو الدولية والمجلس الكندي السوري إلى مطالبة كند بفعل المزيد وبسرعة للوفاء بتعهداتها.استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.