تناول مراسل راديو كندا (هيئة الإذاعة الكندية) في واشنطن، كريستيان لاتراي، في مدونته على موقع راديو كندا التقرير الذي نشره أمس مجلس الشيوخ الأميركي عن أساليب التعذيب التي انتهجتها "وكالة الاستخبارات المركزية" (CIA) خلال استجواب المشتبهين بالإرهاب في أعقاب هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 في الولايات المتحدة. والتقرير المذكور هو ملخص جاء في نحوٍ من 480 صفحة لتقرير أصلي يتكون من ستة آلاف صفحة.
يقول لاتراي في مقاله بعنوان "الأميركيون والتعذيب" إن الحكومة الأميركية لطالما نددت بالتعذيب المستخدم من قبل أنظمة سلطوية في إفريقيا وأميركا اللاتينية والاتحاد السوفياتي السابق. واليوم لم يعد بوسع البيت الأبيض الإعلان عن إعطاء الدروس للدول التي لا تحترم حقوق الإنسان.
لقد دخلت الولايات المتحدة النادي المظلم الذي يضم الدول التي مارست التعذيب من أجل سحب الاعترافات، وهذا ما يقوله بوضوح تقرير لجنة الشؤون الاستخباراتية في مجلس الشيوخ الأميركي، يضيف لاتراي. ويذكّر مراسل راديو كندا بأن اتفاقية جنيف الرابعة الصادرة عام 1949 والتي وقعتها واشنطن في ذاك العام تحظر اللجوء للانتهاكات الجسدية والنفسية من أجل الحصول على اعترافات.
ويرى لاتراي أنه بالتالي لن يعود بإمكان الولايات المتحدة التلويح بهذه الاتفاقية للتنديد بالمعاملة السيئة للأسرى حول العالم، وأن هذه الدولة فقدت جزءاً من سلطتها المعنوية في مجال حقوق الإنسان.
ويمضي لاتراي بالقول إن حالات الحرمان من النوم والاحتجاز في أماكن ضيفة والإيهام بالغرق الواردة في التقرير والتي سمحت بها إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش كانت معروفة، لكن ظلت لدى الرأي العام شكوك بشأن تطبيق أجهزة الاستخبارات لهذه التقنيات. لكن بعد نشر التقرير لم يعد بإمكان أحد أن ينفي أن الولايات المتحدة استخدمت أساليب التعذيب.

و لم تُوجه أي تهمة محددة لـ26 شخصاً من بين الـ119 المشتبه بضلوعهم في أنشطة إرهابية الذين احتجزوا في مواقع سرية في سوريا وأفغانستان، ولم يكن يُفترض بالتالي أن يُسجنوا مطلقاً. ويضيف لاتراي نقلاً عن التقرير أن بعض المعتقلين عُلقوا من السقف بواسطة سلاسل لساعات فيما كان عناصر الـ"سي آي إيه" يقومون بضربهم، وأن أحد المعتقلين توفي جراء انخفاض حرارة جسمه.
ويشير مراسل راديو كندا في واشنطن إلى ما جاء في التقرير من أنه لم يجرِ إطلاع وزير الخارجية الأسبق كولن باول ووزير الدفاع الأسبق دونالد رامسفلد على أساليب الاستجواب القاسية التي اتبعتها "وكالة الاستخبارات المركزية"، إذ كان يُخشى خصوصاً من ردّة فعل باول السلبية على الأساليب المتبعة.
أما الرئيس بوش فلم يجرِ اطلاعه على العنف المتبع في برنامج الاستجواب سوى في عام 2006، أي بعد أربع سنوات على بدء البرنامج. ما الذي اطلع عليه بوش وماذا قالت له فعلاً الـ"سي آي إيه"؟ لا يعطي التقرير سوى تفاصيل قليلة عن ذلك. ويذكّر لاتراي أن الرئيس الأميركي السابق قال في مقابلة مع محطة "ان بي سي" (NBC) التلفزيونية عام 2010 إن تقنيات الاستجواب المشار إليها أنقذت أرواحاً وإن مهمته هو كانت حماية الأميركيين.
نائب الرئيس الأميركي جو بايدن قال إن بلاده ارتكبت خطأً فادحاً وإن الإدارة الحالية تأكدت من أن الأمر لن يتكرر في المستقبل.
والرئيس الحالي باراك أوباما قال في بيان إنه منع التعذيب عندما وصل إلى السلطة عام 2009. لكن زعيم البيت الأبيض نسي أنه لطالما عارض نشر تقرير مجلس الشيوخ، يختم كريستيان لاتراي.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.