علقت صحيفة ذي غلوب أند ميل على الأوضاع الاقتصادية في روسيا فرأت أن روسيا كانت لفترة طويلة دولة على شفير الانهيار، تمكنت شخصية فلاديمير بوتين من ضمان تماسكها . ولكن الثمانين بالمئة من التأييد الشعبي لن تساعد بوتين في وقت تتضافر فيه قوى إقتصادية جبارة ضده. وليس تراجع سعر برميل النفط بصورة كبيرة في الأسابيع القليلة الماضية سوى آخر دفعة لروسيا باتجاه شفير الهاوية.
وتتابع الغلوب أند ميل: تراجعت قيمة الروبل أمام الدولار بخمسين بالمئة خلال هذا العام . وفي محاولة لوقف التراجع عمد المصرف المركزي الروسي إلى رفع الفوائد إلى سبعة عشر بالمئة بعد أن كانت عشرة ونصف بالمئة ما دفع بالأسواق المالية إلى اقتطاع عشرين بالمئة من قيمة العملة الرسمية في بضع ساعات . وتراجع قيمة الروبل مرتبط بانهيار سعر النفط بخمسين بالمئة منذ الصيف الماضي . لكن أسعار النفط ليست المسؤولة الوحيدة عن الانهيار الروسي.
وترى الصحيفة أنه لو كان بوتين ممن يحاسبون أنفسهم لقبل اللوم عن معظم هذا الوضع. فروسيا تنفق الكثير من المال جراء تدخلها في أوكرانيا وفي مواجهة مجموعة من العقوبات الدولية المفروضة كردة فعل ، إضافة إلى حذر الشركات الأجنبية الكبير من فساد النظام.
وما يقلق حاليا هو ما سيقوم به بوتين لصرف الأنظار عن مشاكله. وأسوأ سيناريو هو أن يلعب مجددا ورقة القوميات لإثارة المزيد من النزاعات في دول الجوار، وهي استراتيجية اعتمدها في أوكرانيا واجهت نجاحا كبيرا على صعيد الداخل الروسي.
وتتابع الغلوب أند ميل : ثمة من يعتقد أنه يجب تخفيف العقوبات حتى لا تتسبب بانهيار روسيا الكامل , ولكن ما لم يوافق بوتين على الانسحاب من أوكرانيا، فأي تراجع عن العقوبات سيفسر على أنه قبول بأعماله. وسيشكل مكافأة للاعتداء وسيعزز قوته في مواجهة ما تبقى من معارضة في الداخل. بكلمة سيمنحه نصرا هائلا.
وتؤكد الغلوب أند ميل أن لا أحد يرغب في أن تغرق روسيا أكثر لكن بوتين هو المتسبب الأساسي في الفوضى المستشرية في بلاده وسياساته تسببت بتعطيل علاقات روسية الدولية وتركت القليل من السبل لتمكين دول الغرب والشركات من إعادة تنظيم الفوضى العارمة التي تسبب بها، تختم الغلوب أند ميل تعليقها.استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.