نشرت صحيفة لابريس مقالا لسيباستيان دوان، أستاذ اللاهوت في جامعة مونتريال تحت عنوان:"اليوم العالمي للسلام" التفكير في العبودية مع البابا فرنسيس" يقول فيه :
الأول من كانون الثاني – يناير ليس مجرد يوم يلي الاحتفالات برأس السنة ، إنما هو أيضا اليوم العالمي للسلام. والسلام لا يعني فقط انعدام الحرب . وبهذه المناسبة دعا البابا فرنسيس إلى محاربة كل أشكال العبودية في رسالته : ليسوا عبيدا إنما إخوة.
ويتابع دوان: شهد تاريخ البشرية أزمنة اعتبر فيها الاستعباد أمرا مقبولا وهو وإن كان أكثر تفشيا في دول الجنوب، كان موجودا أيضا عبر تاريخنا في كندا حتى إلغائه عام 1834 . أما اليوم فقد تم إلغاؤه في العالم بأسره وباتت الحرية معترفا بها في القانون العالمي ، ومع ذلك....مع ذلك ما زال ملايين الأطفال والنساء والرجال محرومين من الحرية ومضطرين للعيش في ظروف تشبه العبودية.
فثمة عمال وعاملات وبينهم قصّار يستعملون كالعبيد في مختلف قطاعات الاقتصاد كالخدمة في المنازل والعمل في المصانع والمجال الزراعي والمناجم إلخ..
ثمة كثير من المهاجرين محرومون من حريتهم ومستغلون ومنهم من يتم اعتقالهم بطرق غير إنسانية ويقبلون بالعمل في ظروف مهينة لعدم تمكنهم من العمل بصورة شرعية.
هناك أيضا العبودية المرتبطة بالجنس حيث يرغم القصار خاصة على بيع الجنس ليتحولوا إلى عبيد جنسيين ، وهناك نساء يتم بيعهن في صفقات زواج ، ويمكن أيضا ذكر الجنود الأطفال والمعتقلين لدى التنظيمات الإرهابية .
ويتابع أستاذ علم اللاهوت في جامعة مونتريال سيباستيان دوان:
والاستعباد ليس قصرا على الدول الأخرى ، فهنا كما هناك ثمة أشخاص بدون أوراق ثبوتية مستعدون لأي عمل يؤمن لهم العيش ، وهنا أيضا شبان ينضمون إلى عصابات الشوارع علما أن منظمة ووك فري فاونديشن اعتبرت أن كندا هي بين الدول حيث أقل نسبة من سكانها يعيشون في ظروف تشبه العبودية . ولكن ثمة وجه للعبودية قلما يسترعي انتباهنا يتمثل بشرائنا سلعا تصنع في مؤسسات تستعبد عمالها .
ويتابع دوان:
إن نداء البابا فرنسيس مهم وذو معنى ليس للمؤمنين فحسب إنما أيضا لغير المؤمنين فهو يدعو إلى اعتبار الآخرين أخوة وأخوات ما يعني واجبنا بالمحافظة على كرامتهم وحريتهم لمكافحة استغلال الإنسان من الإنسان .
ويتساءل سيباستيان دوان : في مطلع هذا العام ماذا يمكننا فعله لمحاربة الاستعباد؟ على الحكومات أولا أن تضمن أن قوانينها تكافح استغلال الناس ، على المؤسسات التجارية أن تضمن أن عمالها يعملون في ظروف كريمة وبمرتبات لائقة. لكن المسؤولية الكبرى تقع على عاتقنا فنحن مستهلكون قادرون على ممارسة ضغوط كبيرة عبر مشترياتنا .
ويخلص سيباستيان دوان مقاله المنشور في لابريس : فلنكن ملتزمين معا حتى يستمر يوم السلام العالمي هذا على مدار كل أيام السنة.استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.