منشآت إنتاج النفظ

منشآت إنتاج النفظ
Photo Credit: و ص ك / أسوشيتد بريس / جورج بول

تراجع سعر النفظ: الأسباب والنتائج

 

لا شك أن الحدث الاقتصادي الأهم خلال السنة الماضية، والمرجح استمراره خلال العام الحالي، إذا صدقت توقعات معظم المراقبين، هو تراجع سعر النفط العالمي بحوالي خمسين بالمئة خلال الأشهر الأخيرة من العام المنصرم.

وثمة سببان رئيسان للتراجع : اقتصادي، ناجم عن كثرة العرض وقلة الطلب، ولكن أيضا، وربما خاصة، سياسي موجه ضد إيران وروسيا.

بيار أوليفييه بينو، الأستاذ في معهد الدراسات الاقتصادية العليا في جامعة مونتريال، والخبير في شؤون الطاقة، يفصل الأسباب بدءا بالشق الاقتصادي ومسألة تراجع الطلب في الولايات المتحدة والصين. يقول:

" ليس هناك تراجع في استهلاك النفط في الصين إنما تباطؤ في النمو أما في الولايات المتحدة فنشهد منذ خمس سنوات ركودا في الطلب وليس تراجعا، بالمقابل ارتفع الطلب على الانتاج بصورة كبيرة بعد هبوط جراء إنتاج النفط من الرمال الزفتية وهذا الانتاج الوافر أغرق السوق العالمية وأدى ، بالتزاوج مع ركود الطلب، إلى تراجع أسعار النفط العالمية". سيما وأن سعر البرميل بمئة دولار شجع عدة دول ومنها كندا على إنتاج النفط من الرمال الصخرية وتراجعه إلى حوالي خمسين دولارا لم يعد مربحا.

وقد لعبت السعودية دورا بارزا على رأس منظمة الأوبيك ، في هذا التراجع المفروض أن يضر بمصلحتها الاقتصادية لكون عائداته تراجعت بنسبة خمسين بالمئة. من هنا يرى المراقبون أن الهدف السعودي هدف سياسي وليس اقتصاديا .

عن الأهداف السعودية يعتبر بيار أوليفييه بينو أن أحدها هو الصراع السني الشيعي المتمثل بين السعودية وإيران ويضيف:

" يزداد هذا النزاع عندما نعلم أن من يقف وراء إيران ويدعم برنامجها النووي هي روسيا، روسيا المساهمة التاريخية في دعم برنامج إيران النووي ولكن أيضا على صعيد تطوير قطاع النفط وبينهما عدة اتفاقات بهذا الخصوص وهنا يدخل البعد الجيوسياسي في الحسبان لتفسير استمرار انخفاض سعر النفط لأن العربية السعودية تريد في الطليعة إيذاء منافستها الكبيرة إيران، خصمها الديني وأيضا خصمها في مجال إنتاج النفط بالرغم من أن إنتاج النفط الإيراني أقل بثلاثة أضعاف عن الانتاج السعودي".

ويتابع الخبير في شؤون الطاقة بيار أوليفييه بينو:

" هذا القصاص الذي تفرضه السعودية على إيران يصب في مصلحة الأميركيين فمعروف أن ثمة مفاوضات تاريخية بين المجتمع الدولي وإيران حول برنامجها النووي وإضعاف إيران يسهل التوصل إلى اتفاق يقلص برنامجها النووي ".

لكن إيران ليست المتضررة الوحيدة من تراجع سعر النفط. يقول بيار أوليفييه بينو:

"روسيا وهي ثالث منتج عالمي للنفط، تعاني طبعا من انخفاض سعر النفط سيما وأن اقتصادها ليس متنوعا كاقتصاد الولايات المتحدة ودول منتجة أخرى كالنروج وكندا وهي بالتالي تمر حاليا في أزمة اقتصادية كبيرة جراء تراجع مردود النفط وهذا يصب في مصلحة الغرب وحلف شمال الأطلسي التي كانت منزعجة من سياسة روسيا في أوكرانيا وشبه جزيرة القرم".

وفي ختام حديثه إلى هيئة الإذاعة الكندية، يتوقع الخبير في شؤون الطاقة بيار أوليفييه بينو أن يستمر انخفاض سعر النفط على المديين القريب والمتوسط لمجموعة عوامل منها عدم رغبة الولايات المتحدة وكندا ودول الأوبيك في تخفيض الانتاج، وعدم ارتفاع الطلب وازدياد الوعي الشعبي بضرورة تقليص استعمال النفط لحماية البيئة.استمعوا

فئة:اقتصاد
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.